قد كتب الأب كراسات، بأنه اذ كان أحد قواد العساكر عائشاً بسيرةٍ رديةٍ في قلعته. قد مضى الى هناك بطريق الصدفة أحد الرهبان الأتقياء الذي قد ألهم من الله متنوراً فتوسل الى ذلك القائد بأن يستدعي إليه خدامه كلهم، فحضروا جميعاً الى المكان الجالس فيه هو والقائد، ما عدا ذاك المتوكل على خدمة مخدعه لم يكن يشاء الحضور، الا أنه أضطر من قبل أمر القائد فجاء أخيراً أغتصاباً. فحينئذٍ ذاك الراهب قال لهذا الوكيل: أني آمرك من قبل يسوع المسيح بأن تقول عن نفسك من أنت: فأجابه قائلاً: أني أنا هو أحد شياطين جهنم، الذي منذ أربع عشرة سنةً أخدم هذا القائد الأثيم، منتظراً إياه لأن يترك يوماً ما تلاوة السبع مرات: السلام لكِ يا مريم: الذي هو أعتاد أن يصلي بها يومياً، لكي أخنقه في ذاك اليوم الذي فيه يهمل تلاوتها، وآخذ نفسه الى الجحيم. فالراهب حتم على الشيطان بأن يغرب من ذاك المكان، فغاب حالاً من أمامهم. وحينئذٍ القائد ممتلئاً خوفاً جثا على قدمي الراهب نادماً على حطاياه، ثم غير سيرته وعاش عيشةً مسيحيةً مملؤةً من الفضيلة.*