رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"إذا غشي عليَّ قلبي" [2] فإنه وإن كان قلب الكنيسة، كما قلب كل عضوٍ فيها، يرتفع مع الرأس إلى السماء، فإنه إذ هو متسع بالحب يئن مع أنات كل إنسان، ويلتهب مع عثرة كل أحدٍ. تمتزج مشاعره بين المجد الفائق الذي يختبره دومًا مع شركة الآلام والأتعاب مع الكنيسة المجروحة. يرى القديس أغسطينوس أن هذا الصارخ هو السيد المسيح في أشخاص أعضاء جسده. * يُظهر نفسه خلال كل الأمم، في كل العالم المحيط، في مجدٍ عظيمٍ، ولكن في ضيقةٍ عظيمةٍ. فإن حياتنا في هذه الرحلة لا يُمكن أن تكون بدون تجربة، فإن تقدُّمنا يتحقق خلال التجارب؛ ولا يعرف إنسان نفسه ما لم يُجرَّب؛ ولا يُكلَل ما لم ينتصر، ولا ينتصر ما لم يُحارِب، ولا يحارب ما لم يذق وجود عدو وتجارب. هذا الإنسان إذن يغشى (يرتبك)، فيصرخ من أقاصي الأرض، إلا أنه غير منسي. فإنه يريدنا نحن الذين هم أعضاء جسده أن نُمثل أيضًا في جسده هذا، هذا الذي يموت ويقوم ويصعد إلى السماء، لكي حيث ذهبت الرأس مقدمًا تتأكد الأعضاء أنها ستتبعه. لهذا فخلال الرمز ننتقل فيه عندما يريد لنا أن يجربنا الشيطان. القديس أغسطينوس هكذا يرى القديس أغسطينوس أنه مع صرخة كل مؤمن أينما وُجد في العالم، يصرخ جسد المسيح كله، بل يصرخ الرأس نفسه لحسابه، فيدرك المؤمن أن تجربته هي فرصة رائعة للشركة مع المسيح المتألم، القائم من الأموات والصاعد إلى السماوات. * يُقرأ في الإنجيل كيف أن الرب يسوع المسيح جُرِّب من الشيطان في البرية (مت 4: 1). المسيح بكامله (الرأس وجسده الكنيسة) جُرِّب، لأن المسيح من أجلكم أخذ لنفسه جسدًا. لأجلكم صنع لنفسه خلاصًا (نصرة)؛ لأجلكم قبل الموت، ولأجلكم الحياة؛ لأجلكم الشتائم، ولأجلكم الكرامات. لأجلكم قبل التجربة، ولأجلكم النصرة. إن كنا فيه نُجرَّب، ففيه ننتصر على الشيطان... "على صخرة رفعتني". * تصرخ (الكنيسة) من أقاصي الأرض، تلك التي يريد أن يبنيها على الصخرة (مت 16: 18)... اسمعوا بولس يقول: "لكن الصخرة كانت المسيح" (1 كو 10: 4). إذن عليه نحن نُبنى. القديس أغسطينوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | واحفظه بكل قلبي |
مزمور 119 | من كل قلبي طلبتك |
مزمور 45 - فاض قلبي |
(مزمور 3:27) ان نزل علي جيش لا يخاف قلبي |
تَـمَّـردَ قلبي عليَّ |