استند يسوع أخيرا لإثبات حقيقة قِيامَة الموتى على المنطق. الحياة الأبديّة هي حياة فائقة على مستوى ملائكي؛ "َأمَّا الَّذينَ وُجِدوا أَهْلاً لأَن يَكونَ لَهم نَصيبٌ في الآخِرَةِ والقِيامَة مِن بَينِ الأَموات، فَلا الرِّجالُ مِنهُم يَتَزوَّجون، ولا النِّساءُ يُزَوَّجنَ" (لوقا 20: 35). لا تعني هذه الكلمات أنَّ الإنسان لن يعرف شريكته في السماء بل يعني أنَّ نظام الله الجديد لن يكون امتدادا لهذه الحياة، فلن تتطبق عليه نفس القواعد الجسدية والطبيعية. فلا تقوم الحياة الآخرة على مفاهيم أرضيّة، ولا يرتبط فيها الأعضاء بارتباطات جسديّة؛ ففي القِيامَة يُبطل الزواج، ويُصبح الناس كملائكة الربّ. إن علاقاتنا في هذه الحياة محدودة بالزمن والموت والخطيئة وأمَّا الحياة الآتية فلا تُقاس ولا تُفهم بحسب قوانين الحياة الحاضرة. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "في الحياة الأبديّة نمارس حياة ملائكيَّة فلا يوجد زواج. أنه ليس لأنهم لا يتزوَّجون هم ملائكة، وإنما لأنهم ملائكة فهم لا يتزوَّجون". فإن غايتنا أن ننعم بالحياة الملائكيّة.