قصة انتصار جدعون برجاله الثلاث مئة تُثبت هذا المبدأ. فهو باستجابته لدعوة الله، يُقدِّم مَثَلاً صحيحًا على الشعور بعدم الكفاءة. وهذه كلمات جدعون: «أَسأَلُكَ يا سَيِّدي، بماذَا أُخَلِّصُ إِسرائيلَ؟ ها عشيرتِي هي الذُّلَّى فِي منَسَّى، وأَنَا الأَصغَرُ فِي بَيتِ أَبِي» ( قض 6: 15 ). ولكن، عندما تشجَّع بوعد الله له بالنصـر والآيات المُقنعة، قَبِلَ دعوة الله. إن الرجال الاثنين والثلاثين ألفًا الذين اجتمعوا إليه كانوا حسبما يظهر أضعف من أن يُجابهوا مئة وخمسه وثلاثين ألفًا من المديانيين ( قض 8: 10 )، ولكنهم كانوا في الوقت ذاته كثيرين على الله ( قض 7: 2 )، حتى أجرى جدعون لرجاله فحص شجاعة فأسقَط منهم اثنين وعشـرين ألفًا، وبقي عشـرة آلاف، وحتى هؤلاء كانوا كثيرين على الله (7: 4). وجرَت غربلة هؤلاء بإجازتهم في فحص النزول إلى الماء، فلم يبقَ منهم سوى ثلاث مئة من الرجال المُنضبطين المتعطشين للحرب.