منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 11 - 2022, 06:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

مزمور 57 -  الصليب وفيض الرحمة الإلهية


الصليب وفيض الرحمة الإلهية

اِرْحَمْنِي يَا اللهُ، ارْحَمْنِي،
لأَنَّهُ بِكَ احْتَمَتْ نَفْسِي،
وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أحْتَمِي، إِلَى أَنْ تَعْبُرَ المَصَائِبُ [ع1].

لعل تكرار كلمة "ارحمني" في بداية هذا المزمور يشير إلى حاجة كل من اليهود والأمم إلى الرحمة الإلهية، التي تحققت بالصليب. وكما يقول الرسول بولس: "لأن الله واحد، هو الذي سيبرر الختان بالإيمان، والغرلة بالإيمان" (رو 3: 30).
كان داود المرتل في خطرٍ عظيمٍ، لكن مراحم الله أعظم وأقدر، لذا يكرر الطلب "ارحمني" مرتين. فإنه لا خلاص له إلا بالاختفاء تحت جناحيّ الله، أي بوضع حياته بين يديه.
في محبة الله للإنسان، وفي تواضعه يُشبَّه بالطائر الذي يجمع صغاره تحت جناحيه ليحميها من الخطر.
"احفظني مثل حدقة العين، بظل جناحيك استرني" (مز 17: 8).
"ما أكرم رحمتك يا الله، فبنو البشر في ظل جناحيك يحتمون" (مز 36: 7).
"لأسكنن في مسكنك إلى الدهور، أحتمي بستر جناحيك. سلاه" (مز 61: 4).
"لأنك كنت عونًا لي، وبظل جناحيك أبتهج" (مز 63: 7).
"بخوافيه يظللك، وتحت أجنحته تحتمي، ترس ومجن حقه" (مز 91: 4).
"ليكافئ الرب عملك، وليكن أجرك كاملًا من عند الرب إله إسرائيل، الذي جئت لكي تحتمي تحت جناحيه" (را 2: 12).
"يا أورشليم، يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادكِ، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم تريدوا" (لو 13: 34).
* تكرار القول: "ارحمني" يدل على احتياجنا إلى رحمة الله في الدهرين، الدهر الحاضر، والدهر المقبل. وأيضًا على غزارة الرحمة ووفرتها.
وأما "ظل جناحيّ الله" فهو قوته التي تعتني بالعالم، التي تحدث عنها في بشارة متى: "كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم تريدوا" (مت 23: 37). في هذا العالم الحاضر نتكل على ظل جناحي الله، وأما في العتيد فنلتجئ إلى ما هو أعظم من الظل.
يُقال أن جناحي الله هما إيماننا به وأفكارنا المرتفعة التي بواسطتها ترتفع عقولنا. الصديق الذي يكون مؤيدًا بهذه الأفكار يتكل على الله، واثقًا في ظل جناحي الله إلى أن يعبر الإثم، لأن الإثم لا يدوم بل يزول.
الأب أنثيموس الأورشليمي

يرى العلامة أوريجينوس أن النبي كان يرغب في التمتع بظل الجناحين الإلهيين، وهما الناموس والنبوات، أما مؤمنو العهد الجديد فيطلبون ما هو أكثر، يطلبون الجناحين نفسيهما، أي أن يُرفعوا بالروح القدس ويتمتعوا بالحق نفسه وليس بظله.
* بهذه الكلمات تُظهر (العروس) أنه قد حان الوقت عندما تزول كل الظلال ويسكن الحق نفسه.
علامة أوريجينوس

ويرى القديس أغسطينوس في هذه العبارة أن السيد المسيح نفسه يصرخ مصليًا، ليعلم المؤمنين الصراخ والطلبة وسط الضيق، حتى يعبروا فوق الآلام ويتمتعوا بالرجاء في القيامة.
* ترون السيد يصلي لكي تتعلموا الصلاة. فإنه بهذا الهدف يصلي، حتى يعلم كيف تكون الصلاة. وبهذا الهدف تألم، يعلمنا أن نتألم. وبهذا الهدف قام ليعلمنا الرجاء في القيامة.
القديس أغسطينوس

إن كان داود المرتل يصرخ طالبًا المراحم الإلهية، فإن العالم كله بكل شعوبه محتاج إلى هذه المراحم.
يتطلع القديس مار يعقوب السروجي في يوم عيد ميلاد السيد المسيح، الذي جاء ليقدم نفسه ذبيحة عن العالم كله ويحرره من عبودية إبليس. فقد صُلب لكي ترى الأمم التي استُعبدت لإبليس زمانًا هذا مقداره، أنه قد جاء زمن تحررها بصلب المخلص الإلهي. بالصليب يعلن أنه هو المحرر القدير، والفنان القادر على إصلاح الصورة البشرية، والمهندس الذي يُصلح بناء البيت الساقط، والراعي الذي يرد الخروف الضال، والطبيب القادر أن يشفي النفوس مع الأجساد ويضمد الجراحات ويعصب المنكسرين، ويهب قوة للضعفاء. يا لعظمة مراحم كلمة الله القدير المصلوب، والعجيب في حبه!
* في هذا اليوم صدرت الحرية للمُستعبدة، لأنها كانت مربوطة لخدمة الوثنية.
في هذا اليوم حُلت المربوطة منذ مدة طويلة، لأن الجبار قام وكسر قيود سجنها.
في هذا اليوم اقتنت أمة الأبالسة الحرية، لأن الرب العظيم هزمهم، واسترجع خاصته.
في هذا اليوم خرجت السجينة من الظلمة، لأن النور أشرق، وكسر باب بيت الظلام.
في هذا اليوم نقى المصوّر صورة آدم، ولما فسدت خلط فيها الدواء الذي لا يفسد.
في هذا اليوم شيد المهندس البيتَ المنهار، ولئلا يسقط دخل إليه سندُ اللاهوت.
في هذا اليوم تصالح الرب مع آدم، لأن الابن الذي أشرق ألقى الأمان بين الجهتين.
في هذا اليوم وجد الراعي الخروف الضال، وحمله على كتفيه، ودخل به إلى الفردوس.
في هذا اليوم عاد قطيع الشعوب، لأن الذئب الخفي حطمه راعي الكل.
في هذا اليوم دخل الذين في الخارج، وصاروا في الداخل، وخرج أهل البيت من بيت الملك غاضبين...
في هذا اليوم قام القوي على المتمرد، ومسكه وربطه، وخرّب داره المخصبة.
في هذا اليوم أتى المحارب عند السبي، وربط السالب بقوة، واسترجع خاصته.
في هذا اليوم أتى الطبيب عند المرضى، ليضمد ويشفي...
في هذا اليوم أتى مُضمد جميع المنكسرين، ليسند ويداوي ويشفي ويُشبع بعنايته.
في هذا اليوم أتى مقوي جميع الضعفاء، ليمسك ويقيم ويثبت ويشبع بعنايته .
القديس مار يعقوب السروجي


أَصْرُخُ إِلَى اللهِ الْعَلِيِّ،
إِلَى اللهِ الْمُحَامِي عَنِّي [ع2].

شعر داود المرتل بضعفه مع قوة العدو المقاوم له، لكن يبقى الله فوق الكل، لا يُشمخ عليه. إنه قادر أن يحقق ما يبدو مستحيلًا ليحميني، ويهبني من فيض سلامه وفرحه، فأحيا به سعيدًا.
كأن المرتل قد تطلع إلى ابن داود الذي قبِلَ أن يدخل تحت المحاكمة، ويرتفع على الصليب، لكي يشفع فيه بدمه، ويدخل به إلى المساكن العلوية.
لقد صرخت القيادات مع الشعب تطالب بصلبه، ظانين أنهم ينزلون به إلى الهاوية، ويتخلصون منه إلى الأبد. أما المرتل فيصرخ في أعماقه بلغة الروح، متطلعًا إلى المصلوب أنه "الله العليّ"؛ وهو الديان والقاضي، يشفع في المرتل ليصعده من الهاوية ويصعد به إلى الأعالي.
* صراخ الصديق إلى الله لا يكون بارتفاع الصوت، بل بشدة عزم النفس ونشاطها، الأمر الذي من أجله يقول الرسول في رسالته إلى أهل رومية: "الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها" (رو 8: 26). أما قوله: "الله العلي"، فيدل على أن الإثم سفلي ودنيء، والحاجة إلى من هو في العلو.
الأب أنثيموس الأورشليمي

صار الديان المخيف شفيعًا عني، ودمه المبذول كفارة لخطاياي. أو كما يصفه يوحنا الرائي أنه "خروف قائم كأنه مذبوح" (رؤ 5: 6). لازالت جراحاته باقية في جسده بطريقة تعلو عن أذهاننا، ودمه يشفع عنا. "فمن ثم يقدر أن يخلص إلى التمام الذين يتقدمون بواسطته إلى الله، إذ هو حيّ في كل حين ليشفع فيهم" (عب 7: 24-25).
وكما يطمئن يوحنا الحبيب نفوسنا فيقول: "يا أولادي أكتب إليكم هذا، لكي لا تخطئوا. وإن أخطأ أحد، فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضًا" (1 يو 2: 2).
صار الديان شفيعًا عن المتهمين الذين قبلوه وآمنوا به والتصقوا به وعاشوا بروحه الساكن فيهم، لهذا ننتظر يوم الدينونة بفرح قائلين: "من سيشتكي على مختاري الله؟ الله هو الذي يبرر. من هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات، بل بالحرى قام أيضًا، الذي هو أيضًا عن يمين الله، الذي أيضًا يشفع فينا" (رو 8: 32-34).
هكذا لم أعد أخاف يوم الدينونة، ولا أرتعب من الخطية بالرغم من ثقلها وشرها، فهي عاجزة عن أن تحجبني عن محبة ربي يسوع أو تشغلني عنه، مادمت أجيء إليه، ملتصقًا بالصليب بقلبٍ منكسرٍ. إذ عند الصليب تتحطم قوى الخطية ونجاساتها، ويبقى الرجاء عاملًا فيّ.
يبقى الصليب علامة حب الله لنا، يجذب قلوبنا إليه، مهما أحسسنا بكثرة عصياننا وتعدياتنا على وصايا الله، نقدمها إليه مهما كانت القلوب حزينة آثمة!
* بنور الصليب انفضحت الضلالة التي أدخلتها الحية (رؤ 12: 9).
انحلت شهوة الغنى والسلطة التي ملكت من شجرة المعرفة (تك 2: 9)، بالثمرة التي ظهرت من شجرة الحياة (المسيح المصلوب).
طُرد حارس الفردوس (تك 3: 14)، وأُعطيت مفاتيح الجنة للِّص الذي استحق الجانب اليمين (مت 17: 31).
أخذ رمح الكاروب (تك 3: 24)، وفتح طريق الفردوس، وطُعن (مُفسد) الفردوس بالرمح... وفتح الجنة ليدخل المطرودون إلى تخومهم .
* سحق بصليبه الحية العظيمة التي خدعت أمنا...
طرد الكاروب الذي كان حارسًا شجرة الحياة، وقبل الرمح في جنبه، ليدخل الورثة الذين خرجوا.
فتح الفردوس الذي كان مُغلقًا أمام الداخلين، ورد للمطرودين ميراثهم وحدودهم.
أدخل اللص، وصار الرجاء لبيت آدم.
فُتحت المراحم للخطاة وردتهم.
غلق الهاوية وترس أبوابها التي كانت مفتوحة.
أبهج الجنة بفتح أبوابها المغلقة!
جازت الأزمنة الشريرة التي كانت لبيت آدم،
وجاءت الأزمان الصالحة لكي يرث الذين كانوا مطرودين.
محا الصك العظيم الذي كتبته حواء أمنا،
هذا الذي كتبته الحية في الجنة بهزيمة آدم...
قبل أن يفي كل دينٍ على آدم...
من أجل هذا جاء، وصار منا، وحمل موتنا لأنه جعلنا أن نكون منه.
صار مثلنا لما تنازل وصار بجوارنا، وجعلنا مثله هناك في مكان أبيه.
أعطى الصحة، وحمل هو أوجاع المضروبين.
افتقد المرضى واحتمل الآلام من الصالبين...
قتل التنين الذي أكل آدم التراب ...
وأعطى حواء حلة المجد التي كانت ترتديها، هذه التي سرقتها الحية منها بين الشجر.
أخذ من آدم ثوب الورق المفضوح، وأعطاه عوضًا عنه لباس المجد الذي تعرى منه.
ها هو عمانوئيل معنا كما كرز به، ونحن معه لنحيا بحياته، له المجد دائمًا.
القديس مار يعقوب السروجي

تعلن صرخات السيد المسيح كممثل للبشرية عن حاجتنا إلى الصراخ إلى الله لنطلب مراحمه، واثقين أنه يعمل دائمًا ما هو لبنياننا وخيرنا، يصنع معنا خيرًا ويحامي عنا.
* إن كان هو العلي، فكيف نسمعه يصرخ؟ تتحقق الثقة خلال الخبرة، فيقول: إلى الله الذي صنع معي خيرًا.
إن كان قبل أن أبحث عنه صنع معي خيرًا، ألا يسمع لي عندما أصرخ إليه؟ فقد صنع الرب الإله (الآب) خيرًا بإرساله مخلصنا يسوع المسيح ليموت عن معاصينا ويقوم لتبريرنا (رو 4: 25).
لأي نوع من البشر أراد أن يموت ابنه عنهم؟ لأجل الخطاة.
لكن الخطاة لم يطلبوا الله، وكان الله يطلبهم. إن كان هو العلي في هذا الأمر، لهذا فإن بؤسنا وتنهداتنا ليست بعيدة عنه، فإن الرب قريب من منسحقي القلوب (مز 34: 18). "الله يصنع معي خيرًا".
القديس أغسطينوس

* بين كل المولودين الذين لبسوا جسدًا واحد هو البار، إنه يسوع المسيح، كما يشهد عن نفسه، إذ قال: "أنا قد غلبت العالم" (يو 16: 33). وشهد عنه النبي أيضًا: "لم يعمل ظلمًا، ولم يكن في فمه غش" (إش 35: 9). وقال الرسول الطوباوي: "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا" (2 كو 5: 21).
كيف جعله خطية؟
حمل الخطية دون أن يرتكبها، وسمرها على الصليب (كو 2: 14). يقول الرسول أيضًا: "الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون، ولكن واحدًا يأخذ الجعالة" (1 كو 9: 24).
أضف إلي هذا أنه ليس من بين البشر من نزل إلي المعركة ولم يُجرح أو يُضرب، لأن الخطية سيطرت منذ تعدى آدم الوصية (رو 5: 14)، فضربت الكثيرين، وجرحت الكثيرين، وقتلت الكثيرين. ولم يقتلها أحد من بين الكثيرين حتى جاء مخلصنا على صليبه. كان لها شوكة توخز الكثيرين، حتى جاءت النهاية، وتحطمت شوكتها حين سُمرت على الصليب .
القديس أفراهاط

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
التوبة هي باب الرحمة المفتوح لطالبيه ، ومن هذا الباب تدخل إلى الرحمة الإلهية
اسم أمّ الرحمة الإلهية
أحد الرحمة الإلهية
تساعية الرحمة الإلهية تبدأ يوم الجمعة العظيمة وتنتهي في أحد الرحمة الإلهية اليوم الأول
عرفت مريم العذراء بطريقة فريدة الرحمة الإلهية في سر الصليب


الساعة الآن 10:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024