16 - 11 - 2022, 02:16 PM
|
رقم المشاركة : ( 22 )
|
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث
اكسب قلوب الناس و محبتهم
الإنسان الحكيم هو الذي يعمل باستمرار على زيادة عدد محبيه, وتقليل عدد من يعاديه. يبذل جهده -على قدر طاقته- في أن تحيط باستمرار قلوب تحبه. ولا يفسح مجالًا لتكوين عداوة مع أحد, واضعًا أمامه قول سليمان الحكيم "رابح النفوس حكيم"...
وفى علاقاته مع الآخرين, يتذكر تلك النصيحة الغالية:
"من لا توافقك صداقته, لا تتخذه لك عدوًّا"
ذلك لأن العداوة نار ربما تحرق الطرفين, أو على الأقل طرفًا واحدًا منهما. فهي إذن خسارة ينبغي أن يتفاداها كل حريص...
والذي يعمل على ربح النفوس, فليس يعمل ذلك لمجرد صالحه, وإنما لصالحهم أيضًا. ولأجل تنفيذ وصية الله في أن يسود السلام بين الجميع, وأن تتنقى القلوب من كل ضغينة وحقد, ويتفرغ الناس للعمل الإيجابي البنّاء, بدلًا من إضاعة الوقت و تبديد الطاقات في السلبيات وفي الصراع. وكذلك لفائدة المجتمع كله حتى يكون بناءً راسخًا يشد بعضه بعضًا... ويتعاون فيه الكل على عمل الخير, وإعطاء صورة جميلة للقيم, وإعطاء صورة جميلة للقيم و للأخلاقيات المعاشة.
إن ربح النفوس هو مبدأ رعوي واجتماعي. وهو مبدأ روحي وإداري في نفس الوقت...
فهو لازم جدًا لحفظ كيان الجماعة, سواء على مستوى الأسرة أو الدراسة, أو الإدارة والنظام, أو العلاقة مع الله ومع سلام الإنسان داخل نفسه...
ففي الأسرة, على الزوجين أن يربح كل منهما الآخر, فيعيشان في سلام, لا يختلفان ولا ينفصلان, بل يراعى كل منهما نفسية الآخر, ويعمل على حفظ المودة مهما اختلفت وجهات النظر إلى الأمور أحيانًا. ويجتهد الاثنان في كسب محبة أبنائهما باستمرار, لا عن طريق التدليل الخاطئ, ولا بأسلوب الحزم القاسي, وإنما بالرعاية والعناية. وهكذا تكون الأسرة مترابطة.
ولذلك فالأم التي تشكو من متاعب أبنائها, ومن عصيانهم لها أو تمردهم عليها, إنما تعترف ضمنًا أنها لم تكسب محبتهم منذ طفولتهم, ولم تكوّن صداقة معهم تحفظهم تحت إرشادها...
كذلك ربح النفوس لازم في محيط المدارس والمعاهد العلمية.
والمدرس الناجح يتميز بمحبة تلاميذه له, والتفافهم حوله ناظرين إليه كأب ومرشد وصديق, يحترمونه ويثقون برأيه ونصائحه كما يثقون بعلمه وثقافته. وهذا المدرس الناجح -في ربحه لقلوب تلاميذه- لا يقتصر عمله على التدريس, وإنما يشمل أيضًا التربية والتهذيب, وإعداد جيل نافع لخدمة الوطن ومنتج في محيط المجتمع.
ربح النفوس يلزم أيضًا في مجال العمل والإدارة.
فكل من يريد عملًا, عليه أن يجمع العاملين معه, في رابطة قوية من الإخلاص له والأمانة في العمل. وذلك بما يظهره لهم في كل مناسبة من الاهتمام بهم, وحسن معاملتهم, ورعايتهم ماديًا وصحيًا. فلا يكون مجرد رئيس يأمر وينهى, ويحاسب ويعاقب, وفي حزم يحرص على سلامة العمل, إنما يكون أيضًا قلبًا شفوقًا على العمال, تربطهم به محبة وولاء إلى جوار الطاعة والاحترام..
إن ربح نفوس العاملين والموظفين، هو الضمان الأساسي لسير العمل ونجاحه، وهو ضمان لاستمرار العمل وحفظه من التظاهر والاعتصام والاحتجاج والمطالبة بحقوق يرون أنها غير متوفرة!!
ورابح النفوس، يتصف بأنه يهتم بالكل ويكسب الكل.
يفهم نفسية الآخرين، ويعاملهم بما يناسبهم. يهتم بالتعابى ويعمل على إراحتهم. ويربح الضعفاء وصغار النفوس ويشجعهم ويتأنى عليهم ولا يطالبهم بما هو أكثر من قدراتهم.
يحاول أن يكسب المقاومين، فلا يكون سريع الغضب أو ميالًا إلى المجازة والانتقام. بل يتصف بالتسامح والصبر والاحتمال .
أيضًا يحاول أن يحتفظ بكسب الأصدقاء. ولا يخسرهم بكثرة العتاب وشدته. إنما يذكر باستمرار مودتهم، ويغمض العين عن ضعفاتهم أحيانًا, ولا يركزّ عليها.
وبالنسبة إلى عموم الناس, يربحهم بالقدوة الحسنة وبالمعاملة الطيبة وبالجواب اللين الذي يصرف الغضب.
ورابح النفوس يحترم الكل, ولا يستهزئ بأحد أو يتهكم عليه.
ولا يكون نقّادًا ينظر باستمرار إلى النقط السوداء متجاهلًا فضائل الآخرين.
ورابح النفوس لا يراهم الناس في طريق الحياة, إنما يحب الكل, ويرجو الخير للكل, ويفرح بنجاح غيره, دون أن يعتبر أحدًا منافسًا له أو معطلًا.
ويكون مجاملًا في شتى المناسبات. يشارك الناس في مشاعرهم ويكون خدومًا, يساعد من يحتاج إلى مساعدة, ويأخذ بيد الساقط حتى يقوم, ويتعاون في كل عمل خيرّ...
ورابح النفوس ينبغي أن يكون دمث الخلق, عفّ اللسان, وبشوشًا, ورقيقًا في معاملته. ويكون سمح الملامح.
بهذا يكسب الناس. يكسب محبتهم وثقتهم, ويعيش مع الكل في سلام بقدر إمكانه.
|
|
|
|
16 - 11 - 2022, 02:17 PM
|
رقم المشاركة : ( 23 )
|
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث
أهمية حُسن العلاقات
كثير من الأمور تُحلّ بحسن العلاقات أكثر مما تُحل بالقانون أو بالقضاء. بل أن القانون لا يتدخل إلا إذا ساءت العلاقات ولم يستطع الناس فيما بينهم أن يحلّوا مشاكلهم... وهنا يعجبنا المثل القائل "إذا اصطلح الخصمان استراح القاضي". فكم بالأكثر إن لم تكن هناك خصومة على الإطلاق...
فما هي إذن هذه العلاقات؟ وما أنواعها؟
الناس في علاقاتهم على ثلاثة أنواع: إما إنسان يصنع صداقاتٍ وسلامًا peace maker. وإما إنسان مشاكس يصنع عداوات ومشاكل trouble maker.
وإما إنسان لا علاقات له, لا عداوات ولا صداقات! هو إنسان منعزل, أو بالتعبير العامي "في حالُه" أو محايد neutral.
ولكنك يا أخي تعيش في مجتمع, ولست في عزلة من الناس. وبالضرورة لابد أن تكون لك علاقات.
لك علاقات في محيط أسرتك, وفي محيط جيرانك, وفي مجال عملك مع الزملاء أو الإدارة. بل وفي أماكن العبادة أيضًا, كما في نطاق التسلية و الترفيه كذلك. فما هو دورك في هذا كله؟
ما هو موقفك من مبادئ التعاون, وحسن الجوار, ولوازم المجاملة, والمشاركة الاجتماعية والعاطفية, ومواقف التهنئة أو التعزية؟
هل تتجاهل مشاعر الناس؟ أم الواجب أن تشاركهم في مشاعرهم؟
هل يحدث كل ما يحدث, وكأنك أنت لست هنا, لا تحس ولا تدرى!!
هل تقول إنني لم أعرف الأخبار حتى أشارك؟! أو لا يعنى هذا عدم اهتمامك! لأن الاهتمام بالغير يعنى السؤال عن أخباره والاطمئنان عليه... أما عدم الاهتمام فيدل على نقص المحبة أو انعدامها...
وأنت -إن تجاهلت الناس- فتجاهلوك بالمثل... ماذا يكون شعورك وقتذاك؟ ألا تستاء، بل تحزن، وتشعر بإهمال الناس لك؟ إذن ما تريد أن يفعله الناس معك، افعله أنت أيضًا معهم
إن الإحساس بالناس، ومجاملتهم، أمران هامان في الحياة الاجتماعية..
نحسّ بآلام الناس ونشاركهم مشاعرهم، ونشعرهم بحبنا لهم، وعدم التخلي عنهم في ضيقتهم. وهكذا يكون مما يؤثر النفس بزيارة شخص في مرضه، والتخفيف عنه بكل دعاء أو كلمة رجاء، أو تقديم باقة من الورد له، أو الاطمئنان عليه من أطبائه. هذا يترك أثرًا كبيرًا في نفسه، والعكس أيضًا صحيح. فالذي لم تزره في مرضه ولم تطمئن عليه ولو بمكالمة تليفونية، لابد سيشعر بتقصيرك في حقه ويؤلمه ذلك منك
نفس الوضع في تعزية الحزانى. سواء كان ذلك في وفاة أحد المحبين، أو في ورطة وقع فيها، أو في تحقيق رسمي معه، أو في أية مشكلة حلّت به. كل ذلك يشعره أنه محاط بقلوب تحبه وتخلص له، وترجو له الخير ...
وتكون هذه المشاركة الوجدانية مع الكبير ومع الصغير: مع زميلك أو رئيسك في العمل، ومع القريب والغريب. بل مع خادمك أيضًا وتلميذك وابنك، ومع جارك أو صديق. فيشعر الكل أنك محب ومخلص، ولك قلب شفاف، ومشاعر طيبة
لا ننسى أيضًا مشاركة الناس في احتياجاتهم المادية.
ولو في السّر، وبطريقة غير ملحوظة وغير جارحة. هناك محتاجون ويطلبون في صراحة أن تساعدهم وتسندهم في احتياجاتهم. وعليك أن تساعدهم بنفسك أو توصى عليهم من يعينهم ماليًا.
وهناك نوع آخر يحتاج ويستحى أن يطلب أو أن يعلن عن احتياجه. وواجبك أن تساعد مثل هذا في سرّ. ونحن نسمى هذه النوعية بالأسر المستورة. وتحتاج مساعدتهم إلى لباقة وستر. ومن أمثلتهم من تضطره ظروفه الصحية إلى عملية جراحية تكلفه ما هو فوق طاقته، أو قد يحتاج إلى مجرد ثمن الدواء ولا يجد.. أو يضطر إلى الاستدانة في تزويج ابنته، أو في تهيئة سكن لابنه أو في دفع مصروفاته الدراسية.
أما أن نشعر باحتياجات الناس ولا نهتم، فليس هذا نبلًا، ولا يتفق مع المبادئ الإنسانية، ولا مع العلاقات الاجتماعية!!
نقول نفس الكلام بالنسبة إلى المسئولين الذين يدفعون للعاملين تحت إدارتهم أجورًا زهيدة أو مرتبات لا تغطى احتياجاتهم.
وهنا تأتى علاقة صاحب العمل بالعاملين الذين يأخذون أجرهم منه، وهل هو يكفيهم في حياتهم أم لا؟ وكلما كان صاحب العمل سخيًا في العطاء، وفي الحوافز والعلاوات، وفي مراعاة موظفيه صحيًا واجتماعيًا وماليًا... على هذا القدر تكون محبتهم له، وعرفانهم بجميلة، ودعاؤهم له بأن يكافئه الله حسب هذا الحنو الذي يمتلئ به قلبه من ناحيتهم...
إن المجتمع لا يحتاج إلى علماء يكتبون في علم الاجتماع أو علم النفس، بقدر ما يحتاج إلى قلوب نبيلة تحسّ احتياجات الناس وتساهم في إراحتهم..
ما أجمل عبارة "فرحًا مع الفرحين، وبكاءً مع الباكين". وما أنبل القلب الشفوق الذي لا يستطيع أن ينام، بينما جاره أو صديقه في ضيقة وما أعظم قدر الذين يتعبون لأجل غيرهم.
وكل مسئول في منصب معين، سوف لا ينسى له الناس مساهمته في إراحتهم. تنقضي فترة مسئوليته في وقت ما، ولكن سيرته الطيبة لا تزول مطلقًا من ذاكرة الناس، بل يذكرونه بالخير في كل علاقاته الطيبة معهم.
إن المسألة ليست مجرد إدارة، إنما بالأكثر هي رعاية.
وهنا نتذكر أن في غالبية المصالح والشركات والمؤسسات، بل وفي الوزارات أيضًا إدارة هي (العلاقات العامة) Public Relations فهل هي مجرد إدارة عبارة عن موظفين وكتابات ومراسلات وباقي الأعمال الإدارية، أم هي علاقة عملية دعامتها المودة والصلة الهادفة للخير عمليًا وحسن العلاقات؟... إن كان الأمر كذلك، فسوف تؤول الأمور إلى الخير بمشيئة الله. إما إن اقتصرت على الرسميات وكفى، فإنها تكون قد فقدت هدفها النبيل.
|
|
|
|
16 - 11 - 2022, 02:20 PM
|
رقم المشاركة : ( 24 )
|
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث
الضعف: أنواعه وأسبابه وعلاجه
على الرغم من محبه الناس للقوة و تمجيدهم لها، إلا أنه لا تزال هناك ضعفات يتصف بها البعض، وتكون سببًا للشكوى، أو سببًا للألم. وقد يوجد شخص قوى بصفة عامة، إلا أن له ضعفًا في زاوية معينة من حياته، أو في جانب معين من تصرفاته...
فما هي إذن أنواع الضعف؟ وكيف يمكن معالجة كل نوع منها؟ وما هو موقف الأقوياء من الضعفاء؟ هذا ما نود أن نتحدث اليوم عنه...
أنواع الضعف
1- قد يوجد عند إنسان ضعف، لا ذنب له فيه:
مثال ذلك ضعف وصل إليه عن طريق الوراثة، أو ظروف ولادته. سواء كان ذلك الضعف في جسده، أو في قواه العقلية، أو في مستوى اجتماعي ضعيف، أو في أسرة لا تساعده على الحياة السويّة، أو أنه نشأ بأسلوب تربوي خاطئ ترك في نفسيته ضعفات تتعبه في مستقبل حياته...
ونلاحظ أن ضعف الجسد قد يقاسي منه الإنسان الروحي أيضًا. إذ لا يقدر على ممارسات روحية معينة بسبب ضعف جسده وعدم قدرته. فعلى الإنسان الروحي ألا يصيبه هذا بالإحباط، بل يعمل على قدر ما يحتمله جسده...
2- وقد يوجد شخص، أعصابه ضعيفة:
وهو لهذا السبب ضعيف الاحتمال، يثور ويغضب بسرعة، ويغضب بسرعة، ويخطئ في غضبه. ويحتاج إلى إنسان قوى وطويل البال و رحب الصدر، يمكن أن يحتمله. إذ يجب على الأقوياء أن يحتملوا ضعفات الضعفاء. ومعروف أن الإنسان القوى هو الذي يستطيع أن يحتمل. أما الغضوب الذي يثور ويخطئ إلى غيره، فهو الإنسان الضعيف...
على أن الغضوب يلزمه أن يعالج الضعف الذي فيه، أعنى الغضب:
وذلك بأن يبعد عن أسباب الغضب، وعن المجالات التي تثير أعصابه. فيمارس تداريب روحية في البعد عن الغضب. ويقوّى أعصابه من الناحية الجسدية. ويتأنى في انفعاله وفى ثورته. ويفكر في النتائج السيئة لغضبه و نرفزته قبل أن يغضب. ويتدرب على ضبط النفس. كما يقرأ كثيرًا عن الودعاء و الهادئين محاولًا أن يتأثر بسيرتهم ويتمثل بهم. ويحترس من أن يقول "هكذا طبعي"! فالمفروض أن ينتصر على طبعه...
3- هناك نوع آخر من الناس ضعيف في إرادته:
فالخير الذي يقتنع به، يعجز عن تنفيذه. إذ تنتصر شهواته أو طباعه على اقتناعه، فيضعف. أو قد يكون مثل هذا الشخص، من طبعه التردد. فإرادته لا تستطيع أن تقرر ما ينبغى أن يفعله. وإن قرّر شيئًا، لا يمكنه أن يثبت فيه، بل تراوده أفكار أخرى...
وتوجد تداريب كثيرة لتقوية الإرادة. وقد يستطيع أن يقوىّ إرادته، عن طريق التغصب، وقهر الذات في أخطائها، أو عن طريق الصوم. كما يصلح له أن يستشير مرشدًا روحيًا يثق تمامًا بحكمته، ويخضع لإرشاده...
وإن كانت هناك عادة تسيطر عليه، ينبغي أن يقاومها، ولا يستسلم لها، لأن هذا الاستسلام يزيده ضعفًا على ضعف...
4- يوجد إنسان آخر يتعبه ضعف إيمانه:
له إيمان نظري، ولكن هذا الإيمان من الناحية العملية يمكن أن يضعف. وإن تعرض لمشكلة، ينهار أمامها ويخاف. ويدل انهياره على ضعف إيمانه بحفظ الله له ورعايته وحمايته. وإن صلى صلاة، ولم يشعر باستجابة سريعة، يبدأ أن يشك في جدوى الصلاة وفى معونة الله! بينما يكون الحلّ قادمًا من عند الله، ولكن هذا الضعيف لم يستطيع أن ينتظر! بل هو يحتاج أن يثق بأن الله يعمل لإنقاذه، مهما بدا له أن المعونة قد تأخرت!
5- نوع آخر من الضعف هو ضعف النفسية:
وهذا النوع من الناس الضعاف النفسية يسمونهم أحيانًا "صغار النفوس". وهم يقلقون بسرعة ويخافون ويضطربون، بل قد ينهارون ويبكون. وربما يقعون في اليأس. وهم قليلو الاحتمال، وسريعو الانفعال، ويحتاجون باستمرار إلى من يسندهم. وقد يكون البعض منهم كبيرًا في سنّه، ولكن له نفسية الصغار..!
6- نوعيات أخرى من الضعف:
* منها ضعف العقلية. ويتمثل في من يتصفون بمستوى ضعيف في درجة الذكاء، ويشمل ذلك ضعفًا في الذاكرة...
* وهناك أيضًا ضعف الشخصية ومن صفاتها العجز عن التصرف السليم، وسهولة الانقياد، وسرعة التحول، وعدم الثقة بالذات..
* أما ضعف الروح فهو الذي يستسلم للخطيئة بدون مقاومة تُذكر، ولا يصمد أمام حروب الشياطين وإغراءات المادة وشهوات الجسد..
* من بين أنواع الضعف أيضًا: ضعف الطفولة، وضعف الشيخوخة..
موقفنا من الضعفاء:
إن كنت أنت ضعيفًا، فلا تيأس من ضعفك، بل حاول أن تعالجه.
وإن رأيت شخصًا ضعيفًا، فلا تحتقر ضعفه، بل تذكر الحكمة التي تقول:
"شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ. أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ".. (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 5: 14)
لذلك افتحوا طاقة من الرجاء، لتضئ على الذين يسيرون في الظلمة خائفين ومضطربين. امنحوهم ثقة، وحدثوهم عن تدخل الله في حياتهم ولو في آخر لحظة. واحكوا لهم قصصًا عن الذين سقطوا وقاموا وصاروا من الغالبين، ومن الذين فشلوا أولًا ثم نجحوا أخيرًا، ومن كفاح الضعفاء..
الإنسان القوى، لا يجوز له أن يفتخر على الضعيف، ولا أن يستصغروه، ولا يشهر به. بل على العكس يشجعه، ويمنحه من القوة التي فيه التي منحه الرب إياها. والله نفسه- تبارك اسمه- يعتني بالضعفاء، كما يعتني بالأطفال، ويسندهم، ويشفق عليهم.
وكل إنسان معرض للضعف أحيانًا. والذي تدفعه الكبرياء إلى احتقار الضعيف، ما أسهل أن يضربه الشيطان فيضعف أو يسقط..!
معالجة الضعف:
1- مهما كنت ضعيفًا، لا تيأس:
لا تفقد الأمل مطلقًا. لأن اليأس يحطم النفس، ويجعلك خائر القوى، تستسلم للضياع، وتستمر في الضعف وفي الخطأ، وكأنه لا فائدة من الجهاد!! ضع أمامك أمثلة لمن كانوا في حالة أسوأ من حالتك، وقد خلصهم الله من نقائصهم.
2- جاهد بكل ما عندك من قدرة مهما كانت ضئيلة.
وجهادك يدل على رغبتك في القيام، متذكرًا أن أطول مشوار كانت أوله خطوة، وأن أكبر مشروع ناجح كانت بدايته فكرة. وأن حفنة من القمح ترميها في الحقل تنتج لك جوالات من الحنطة.
3- ابحث عن سبب ضعفك، وحاول أن تعالجه:
سواء كان في داخل نفسك من صفة فيك، أو من تأثير خارجي عليك أن تقاومه وتبعد عنه. وأعرف أن كل مشكلة لها حلّ أو حلول، وأن كل باب مغلق له مفتاح أو عدة مفاتيح. وكل مرض له وسائل للعلاج..
4- اطلب معونة من الله، واجعل ضعفاتك مجالًا لصلواتك:
وكن واثقًا أن الله يسمع وأنه يستجيب، لأنه يحب الخير لك، ويعمل لأجل منفعتك. وعليك أنت أيضًا أن تعمل. فالمعونة التي تأتى من فوق يمكن أن تسند الضعف الذي يجاهد ولا يكل وكن باستمرار متفائلًا، متوقعًا خيرًا. وليكن الله معك.
|
|
|
|
16 - 11 - 2022, 02:24 PM
|
رقم المشاركة : ( 25 )
|
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث
قالوا عن المرأة
ما أكثر ما قيل عن المرأة، من حيث طباعها، ومن جهة علاقتها بالرجل، ومن جهة وضعها كزوجة، وكأم.
ولكنني في هذا المقال، سأختار بعضًا من تلك الأقوال، وأظن أن غالبية واضعيها من الرجال، وربما في بعض أقوالهم شيء من التحيز. وكنت أود أن أتناول هذه العبارات بالشرح أو التعليق. ولكنى آثرت أن أذكرها كما هي، تاركًا للقارئ العزيز مجالًا للتأمل في تلك الكلمات، التي وإن كانت قصيرة، إلا أنها تحمل في طياتها عمقًا معينًا. لأنها صادرة عن خبرة مع الكثيرات.
وسوف ترون الموضوع مقسمًا إلى بعض التفاصيل:
وصف المرأة وطباعها:
قيل: المرأة كالقيثارة: من لا يحسن العزف عليها، تسمعه أنغامًا لا ترضيه.
وقيل: إن المرأة كالنحلة: تصنع الشهد إذا أحبت. وتلسع إذا كرهت.. [ويقينًا هكذا الرجل أيضًا].
وقيل: أعجب ما في المرأة أنها تستطيع أن تقنعك، دون أن تفتح فمها بكلمة..!
وقيل: إن تكلمت المرأة، فاسمع ما تقوله عيناها
وقيل: مادام عقل المرأة صافيًا، فلا خوف على قلبها
وقيل: إن رقة المرأة هي وسيلتها المفضلة لتثبت أنها على حق.
وقيل: إذا كانت المرأة ذاهبة إلى المشنقة، فقد تطلب مهلة لكي تزيّن نفسها
وقيل: إن المرأة قد تبالغ في أي شيء، إلا في الحديث عن عمرها
وقيل: كثيرًا ما يرهق المرأة أن ترى جيرانها يشترون شيئًا، قد تقدر هي على شرائه
وقيل: إن السرّ هو ما تقوله المرأة لكل الناس، وتطلب منهم كتمانه... [واعتقد أن كثيرًا من الرجال يفعلون ذلك]
المرأة والرجل:
قيل: قوة المرأة في جاذبيتها. وجاذبية الرجل في قوته
وقيل: لا خوف على المرأة من الرجل الذي يتكلم دائمًا، إنما الخوف عليها من الرجل الذي يسكت.
قيل: إن كان خلف كل رجل عظيم امرأة، فغالبًا ما يكون خلف كل رجل فاشل أكثر من امرأة...
[على أن للفشل أسبابًا أخرى بلا شك].
وقيل: إن الرجل الذي لا يؤمن بحقوق المرأة، هو إنسان ينسى أن أمه وأخته وزوجته من النساء
وقال جيته Geothe الشاعر: المرأة الصالحة تلهم الرجل العظيم، والمرأة الجميلة تخلب قلب الرجل التافه
وقيل: المرأة هي أقرب إلى السماء من الرجل، لأنها قد تغفر للرجل أكثر الزلات، بينما هو لا يغفر لها أبسط الأخطاء...
وقيل: إن البكاء للمرأة مثل القمار للرجل:
إما أن تكسب به كل شيء، وإما أن تخسر به كل شيء.
الخطوبة والزواج:
قيل: إن أصعب اختيار في الزواج هو أن تقف الفتاة بين رجل يحبها، ورجل هي تحبه
وقيل: إن الفتاة العاقلة هي التي تفضل أن تتزوج رجلًا لا رصيد له في البنك، بدلًا من أن تتزوج رصيدًا بلا رجل
وقيل: في فترة الخطوبة يتكلم الشاب وتصغى الفتاة، وبعد الزواج، يتكلم الزوج والزوجة ويصغى الجيران!
وعن الزواج، قيل: إن الزواج هو نصف يبحث عن النصف الآخر .
وقيل: إن تزوج الأبناء بالإكراه، ليس هو فقط جريمة في حد ذاته، إنما هو مقدمة لجرائم كثيرة في مستقبل حياتهم.
العلاقة بين الزوجين:
قيل: الرجل هو رأس امرأته، والمرأة هي مفتاح زوجها
وقيل: إذا تنازلت عن رأيك وأنت مخطئ، فأنت رجل عاقل،
أما إن تنازلت عن رأيك وأنت مؤمن بصوابه، فأنت إذن رجل متزوج
وقيل: إن الدبلوماسي هو الذي يتذكر عيد ميلاد زوجته، وينسى سنّها
وقيل: إن المرأة الخفيفة على القلب، غالبًا ما تكون ثقيلة على الجيب
وقيل: ما أكثر النساء اللواتي يستمعون قلب الرجل، وما أقل اللواتي يمتلكنه.
وقيل: قد تغفر المرأة الخيانة، ولكنها لا تنساها
وقيل: المرأة دائمًا ترى زوجها على حق، إذا اعترف أنه مخطئ
وقيل: المرأة أكثر احتمالًا من الرجل. يكفى أنها تحتمل سطوة الرجل وسيطرته وأوامره التي لا تنتهي.
المرأة كأم:
قيل: لا تكون المرأة أمًا بولادتها للبنين، إنما هي تصبح أمًا حقيقية بتربيتها للبنين
وقيل: أعمق عاطفة في المرأة هي الأمومة
وقيل: محبة الأم أعمق، ومحبة الآب أصدق
قالت أم: ابني هو ابني إلى أن يتزوج،
وبنتي هي ابنتي مدى الحياة.
|
|
|
|
16 - 11 - 2022, 02:27 PM
|
رقم المشاركة : ( 26 )
|
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث
قصص تدل على ذكاء
الإنسان المثالى:
الأديب الأيرلندي الساخر برناردشو، كثيرًا ما كان يتحدث عن الإنسان المثالي (Super Man) . فأتته مغنية ايرلندية جميلة جدًا، وقالت له: ما رأيك في أن نتزوج وننجب ابنًا يرث ذكاءك وجمالي، ويكون هو الإنسان المثالي الذي نبحث عنه؟
فاعتذر برناردشو عن قبول هذا الزواج. وبسخريته المعهودة قال لتلك المغنية الجميلة: أسف يا سيدتي، لأن نتيجة هذا الزواج غير مضمونة. فربما الابن المولود يرث جماله منى، ويرث ذكاءه منك!! فيصبح لا شيء...
عن أي شيء يبحث؟
وقيل عن برنارد شو أيضًا إنه كان بخيلًا ويحب المال. وكان لا يكتب لأحد عبارة تذكارية إلا بمقدار ما يدفعه له من مال: بمعدل جنيه عن كل كلمة. وحدث أن أحدهم، كان معه سوى جنية واحد، فأرسله إلى بيرنارد شو ليكتب له عبارة تذكارية، فردّ عليه بكلمة واحده هي "شكرا" Thanks. فاغتاظ الرجل وقال له "أنت إنسان تبحث عن المال. أما نحن فنبحث عن الكرامة والشرف". فأجابه برناردشو في هدوء: "لك حق. فكل منا يبحث عما ينقصه"...
المكان الرئيسي؟
قيل عن بسمارك Bismarck أكبر السياسيين في أوروبا في زمنه، إنه دُعي إلى حفل، فلم يضعه المنظمون في المكان اللائق به. ولاحظ رئيس البروتوكول ذلك، فأسرع إليه معتذرًا وقال له: "أنا آسف يا سيد بسمارك، لأنه كان يجب أن تجلس في المكان الرئيسي" فأجابه بسمارك في هدوء: "لا داعي مطلقًا لأن تأسف. فحيثما جلس بسمارك، يكون هذا هو المكان الرئيسي"...
أبى أم الأمير؟
أحد الأمراء العظام، زار بيت رجل من كبار موظفيه. وكان لهذا الموظف الكبير ابن طفل مشهور بالذكاء، وقد أعجب به الأمير. فأراد أن يختبر ذكاءه، فقال له:
"بيت أبيك أعظم أم بيت الأمير؟"
وتحير الطفل بين إكرامه لأبيه وإجلاله للأمير. وأجاب بذكاء:
- ما دام الأمير في بيتنا، يكون بيت أبى أعظم من بيت الأمير...
من الأكبر؟
شيخ كبير في السن، زاره أحد الحكام وكان متوسط العمر. فسال أحدهم هذا الشيخ ليختبر أجابته:
- من هو الأكبر: أنت أم الحاكم؟
فأجابه الشيخ في حكمة: الأمير هو الأكبر منى. ولكنني قد وُلدت قبلًا منه.
كبرياء من؟
قيل عن أفلاطون Plato الفيلسوف إنه أقام حفلة للفلاسفة، وزين بيته بفاخر الرياش، وبالسجّاد الثمين جدًا.
وكان بين المدعوين ديوجين الفيلسوف، وكان مشهورًا بالزهد، وتعجب كيف أن فيلسوفًا كبيرًا كأفلاطون يفرش قصره بمثل السجاد هذا الفاخر! وداس بقدمه على السجاد مشمئذا...
فسأله أفلاطون: لماذا تدوس على السجاد هكذا يا ديوجين؟!
فأجابه ديوجين: أنا لا أدوس على السجاد، إنما على كبرياء أفلاطون.
فقال أفلاطون: ولكنك تدوس على كبرياء أفلاطون بكبرياء!
بأي وجه تلقاني؟
دخل إلى السلطان رجلً كان قد أذنب إليه قبلًا. فقال له السلطان: بأي وجه قد جئت تلقاني؟!
فأجابه ذلك الرجل: بالوجه الذي سوف ألقى به الله -عز وجلّ- وذنوبي إليه أعظم، وعقابه اكبر...
فأعجب السلطان بإجابته. وعفا عنه.
الأسد، والثعلب:
يقال إن أسدًا كبر في السن، وعجز عن أن يجرى في الغابة معجبًا بسلطته وقوته.. لذلك تمارض واعتكف في عرينه. وكانت الحيوانات تأتى إليه، لتطمئن على صحته وتواسيه في مرضه. أما هو فكان يهجم على الضعيف منها ويفترسه.
وحدث أن جاءه ثعلب في أحد الأيام ليؤدى واجب الاحترام له. ولكنه وقف عند باب العرين، وقال: سلام لك يا سيدي الأسد لقد جئت لأطمئن على سلامتك، وأدعو لك بالشفاء.
فقال له الأسد: ادخل إذن وسلّم علىّ...
فاعتذر الثعلب عن الدخول. وقال له لا أستطيع يا مولاي، لأنني أرى آثار أقدام كثيرة قد دخلت، ولا أرى أثر هذه الأقدام في خروجها...
القرد وعجل البحر:
جلس قرد على شجرة جوز الهند إلى جوار ترعة. والتقط ثمرة من ثمارها وألقاها الترعة فأحدث ذلك صوتًا أعجبه فألقى ثمره ثانية ثم ثالثة. وحدث أنه كان في الترعة عجل بحر، التقط هذه الثمار وظن أنها دليل محبة له من القرد الذي ألقاها له ليأخذها. فخرج وتحدث إلى القرد وأعجب بذكاء القرد وحكمته. وظل يتردد عليه كل يوم، ويسهر معه إلى ساعة متأخرة من الليل يتحدثان كصديقين. وهكذا كثر غيابه عن مسكنه وأسرته.
فتضايقت زوجة عجل البحر من كثرة غيابه وتأخره في الرجوع مساءً. وما كان منها إلا أنها شكت حالتها إلى جارة لها عجوز وحكيمة. فنصحتها هذه الجارة أن تتمارض. ومتى أتى زوجها ولاحظ مرضها وعجز عن معرفة سبب المرض وعلاجه تقول له: الأفضل أن نستشير جارتنا العجوز..
ونجحت الخطة. وحضر الزوج ولم يعرف كيف يتصرف في علاج زوجته، وكان يحبها. فأحضرا الجارة العجوز التي كشفت على الزوجة وقالت إن علاجها الوحيد هو قلب قرد، إذ كانت قد عرفت أن سبب تأخره عن بيته هو بسبب صداقته مع القرد، وانشغاله في السهر معه..
ورجع الزوج كئيبًا إلى شجرة جوز الهند حيث تقابل مع صديقه القرد. وفي حديثه معه، قال إن له بيتًا في جزيرة عبر النهر جميلة جدًا وطلب من القرد أن يزوره هناك، فقبل منه ذلك. وقفز القرد على ظهر عجل البحر الذي سبح به إلى الجزيرة التي يوجد فيها بيته.
وكان عجل البحر كئيبا ومتحيرًا في أمره ومفكرًا: هل يترك زوجته لتموت في مرضها، وعلاجها الوحيد هو قلب قرد؟ أم يخون صديقه الذي يحبه، ويغطس في الماء، ويموت القرد الذي لا يعرف السباحة؟ ولاحظ القرد كآبة عجل البحر وحيرته فكلّمه بصراحة وأن علاج زوجته هو قلب قرد!
فأجابه القرد، وقال له: لماذا لم تخبرني بذلك عند الشجرة؟ ذلك لأن لنا عادة نحن القرود إننا إذا زُرنا صديقًا لا نأخذ قلبنا معنا، لئلا نفتن بزوجته. فهلمّ بنا نرجع إلى الشجرة، وصدقه العجل ورجعا. ولما وصلا قفز القرد إلى أعلى الشجرة وقال له: علاجك يا صديقي أن ترجع إلى زوجتك ولا تعود تسهر معي فتتأخر عنها..
|
|
|
|
16 - 11 - 2022, 02:35 PM
|
رقم المشاركة : ( 27 )
|
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث
مقالات متفرقة - نشرت في جريدة أخبار اليوم يوم السبت الموافق 20-01-2007
أمثال شائعة أخرى مع شرح وتعليق
11- كثرة العتاب تفرّق الأحباب:
لا مانع من العقاب في بعض الأمور بأسلوب فيه محبة. ولكن إذا كان الإنسان يعاتب على كل صغيرة وكبيرة, مظهرًا في عتابه أخطاء أصدقائه, فربما يتعبون من كثرة نقده لهم ويبتعدون عنه, كما قال الشاعر:
إذا كنت في الأمور معاتبًا صديقك لم تلق الذي تعاتبه
فعِش واحدًا أو صِل أخاك فإنه مقارف ذنب مرةً ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى ظمئتَ وأي الناس تصفو مشاربه
12- ويقول مثل أخر:
من غرْبَلَ الناس نخلوه
13- كل عقدة ولها حلاّل:
يُضرب هذا المثل, لكي لا ييأس أحد مهما كانت المشاكل. فلا توجد مشكلة بدون حلّ, بل يوجد من يحلّها. وكذلك كل باب مغلق له مفتاح يمكن أن يفتحه. والإنسان المؤمن يلجأ إلى الله, باعتباره حلال المشاكل..
أو قد ُيضرب المثل في مدح ذكاء من يقدر على حلّ العقدة, أو في النصح باللجوء إلى المتخصصين في حل العقد.
ويشبه هذا التغير, مثل آخر يقول:
14- وكل فولة لها كيّال
أي كل نوع من الفول, له متخصص في كيله. فليس الكل سواء...
ويقرب من نفس المعنى, مثل يقول:
15- ما كل من لبس العمامة يزينها, ولا كل من ركب الحصان خيّال.
أي أن المظهر الخارجي لا يدل إطلاقًا على حقيقة الشخص, ولا كل من يشغل وظيفة هامة يمكنه أن يشرفّ هذا المنصب.
وكلمة خيالّ معناها من يتقن ركوب الخيل. فليس كل من ركب حصانًا يعتبر فارسا.
ويشبهه مثل آخر يقول:
16- ما يجيبها إلا رجالها:
أي لا يقوم بالمسئولية, ولا يحل المشكلة, إلا من اتصف بالرجولة.
17- إن فاتتك فرصة, فالتمس غيرها:
يُضْرَب هذا المثل تشجيعًا لمن فشل في مرحلة ما, لكي يحاول مرة أخرى ولا ييأس مهما كانت الخسارة. وهو مثل يدعو إلى تجديد القوة, ورفع الروح المعنوية. ويكملّه مثل آخر يقول:
18- الجايات أكثر من الرايحات:
أي أنه سوف تجئ فرص ومناسبات أكثر من الفرص التي مضت. فلا تندم على ضياعها. وليكن لك رجاء في المستقبل.
19- يقتل القتيل ويمشى في جنازته
يقال عن الذي يتسبب في مشكلة, ثم يأتي ليعزى من أصابته المشكلة, ويواسيه بكلمات طيبة!
20- طلع من حفره, وقع في بير (بئر)
أي نجا من مشكلة بسيطة, فوقع في مشكلة أصعب.
21- خبطتين في الرأس توجع
أي أن الإنسان قد يحتمل ضربة واحدة. أما إذا كثرت عليه الضربات والمشاكل وفي مناطق موجعة, فإن نفسيته تتعب.
وهذا هو ما شكا منه أحد الشعراء فقال:
لو كان همًا واحدًا لاحتملته لكنه همُّ وثانٍ وثالثُ
وقال آخر عن توالى المتاعب:
كم أداوى الجرحَ قلّت حيلتي كلما داويت جرحًا سال جرحُ
* وفي توالى المتاعب، ضُرب المثل الآتي:
22- خلّي الميهّ (100) ميّه وأردب:
أي أنه إذا وصلت الخسارة إلى مائة أردبًا, فلا يفرق كثيرًا إن كانت 101.
ويضرب المثل للمشاكل أو الأخطاء العديدة, إن زادت واحدة...
وعن الاغتياب والدسّ في الخفاء, قيل:
23- قُل في وشّه, ولا تغشّه.
أي تكلم معه مواجهةً وبكل صراحة, خير من أن تخدعه بكلام معسول, غير ما تبطن.
وقيل أيضًا عن مثل هذا المرائي الخدّاع:
24- في الوِش مرايه, وفي القفا سلاّية (أي شوكة).
وهذه العبارة تعطى نفس معنى المثل السابق. أي لا تظهر أمام غيرك كأنك مرآة, لك نفس فكره ورأيه, بينما تكون شوكة في ظهره!
وقيل عن التأثير الذي يظل باقيًا, مهما ابتعد صاحبه أو صمت:
25- يموت الزمّار وصباعه بيلعب
ويضرب هذا المثل للآثار التي تظل باقية, حتى بعد انتهاء خدمة أو مسئولية صاحبها, سواء عن طريق إتباعه و حاشيته أو مؤلفاته. أو عن طريق تدخله الخفي في العمل, بعد تركه مسئوليته فيه.
أو يُضرب المثل عن الشخص الذي تتخلص من زمالته, ولكن مؤامراته مازالت تلاحقك. أو يضرب عن الشّر الذي انتهى فعله, ولكن نتائجه مستمرة ولم تنتهِ.
26- الديك الفصيح من البيضة يصيح:
أي تظهر شخصيته بمجرد أن يفقس (أي يخرج من البيضة). ويضرب هذا المثل لمن يظهر نبوغه من صغره, أو من تظهر مقدرته بمجرد توليه المسئولية.
27- إيه رماك على المرّ, قال: إللي أمرّ منه
أي أن ما دفعه إلى الشدائد, ما هو أشد منها. فاختار أخف الضررين.
28- اللقمة الهنيةّ تكفى ميهّ (100)
أي أن القليل, إذا تقاسمه بالمحبة كثيرون, فإنه يكفيهم جميعًا.
29- يعمل من الحبةّ قبةّ
يضرب هذا المثل لمن يبالغ في الوصف, أو من يبالغ في المشاكل.
30- طول البال يهدّ الجبال:
أي أن الصبر وطول الأناة, يمكّنك من الانتصار على أصعب العوائق, حتى لو كانت في ثقل الجبال.
|
|
|
|
16 - 11 - 2022, 02:37 PM
|
رقم المشاركة : ( 28 )
|
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث
مقالات متفرقة - نشرت في جريدة أخبار اليوم يوم السبت الموافق 13-01-2007
أمثال شائعة مع شرح وتعليق
أمثال شائعة مع شرح وتعليق
ما أكثر الأمثال الشائعة, بعضها بالعامية وبعضها بالشعر. وهى تجرى عند الناس مجرى الحكمة. ولكن ليست كلها سليمة تمامًا, وقد تحتاج إلى تعليق. ونذكر من بينها: 1- امشي على مهلك, علشان توصل بسرعة... ويضرب هذا المثل بوجه خاص لسائقي السيارات الذين بسبب السرعة المتهورة تحدث لهم حوادث غالبًا ما تعطلهم. فلو أنهم تجنبوا تلك السرعة, لأمكنهم تجنب الحوادث ووصلوا بسرعة. ويمكن أن يستخدم هذا المثل للتحذير من كل سرعة ضارة. وينضم إلى هذا المثل مثلان آخران هما:
2- في التأني السلامة, وفي العجلة الندامة. وأيضًا: 3- العجلة من الشيطان: ويضرب هذا المثل بقصد التروي, والتفكير وعدم التسرع. ذلك لأن بعض الأمور التي تعمل بسرعة, لا تأخذ ما يلزمها من الدراسة.. ولكن يجب ملاحظة الفرق بين السرعة والتسرع. التسرع مذموم. ولكن السرعة قد تكون واجبة أحيانًا, كالسرعة في إنقاذ شخص في خطر, وفي إغاثة المحتاج, مثل السرعة في إطفاء حريق أو إنقاذ غريق. كذلك السرعة في أداء الواجب, والسرعة في التوبة قبل أن تمدّ الخطيئة جذورها في أعماق النفس. وأيضًا السرعة في دفع أجرة الأجير لأنه محتاج. وبهذه المناسبة, نذكر أن أحد الشعراء في التأني: قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجلِ الزللُ فردّ عليه شاعر آخر بقوله: وكم أضرّ ببعض الناس بطؤهمو وكان خيرًا لهم لو أنهم عجلو وفى هذا المجال لا ننسى المثل الشائع القائل: 4- كل تأخيرة وفيها ِخيرة (أي خير): ولعل المقصود به التأخير الذي سببه التفكير والتروي أو الانتظار للاستشارة الحكيمة, أو الانتظار لتدبير الوقت المناسب... ولا نستطيع أن نقول إن هذا المثل سليم في كافة الأحوال, فهناك أمور لا يكون التأخير فيها للخير. كالذي يتأخر في علاج مرض, فتزداد خطورته ويصبح غير قادر للعلاج. وأمور كثيرة جدًا يكون التأخير فيها مضرًا, حتى في بعض الأمور المادية. مثل تأخير مشروع, حتى ترتفع الأسعار والأجور فتكون تكاليفه أكثر, ولا يكون التأخير فيه خيرًا. وأيضًا التأخير الذي تضيع به بعض الفرص المتاحة. * نذكر بهذه المناسبة المثل القائل: 5- اضرب الحديد وهو ساخن ذلك لأنه في تلك الحالة يمكن طرقه وتشكيله. أما لو تأخرت حتى يبرد, يصعب ذلك العمل. ويضرب هذا المثل في انتهاز الفرصة المناسبة. وهناك مثل آخر يحتاج إلى تعليق وهو: 6- امشي سنه, ولا تخطى قنه (أي قناة): ويضرب هذا المثل في الحث على البعد عن الأخطار, ولو أدّى الأمر أن يتكلف الإنسان مزيدًا من الوقت والجهد. أي أسلك في الطريق الأكثر أمنًا, ولو كان طويلًا. فلا تختصر المشوار بأن تعبر قناة ربما تسبب غرقك. حتى لو اضطررت أن تمشى سنة. وطبعًا عيب هذا المثل أنه ضد الجرأة و المخاطرة, بزيادة الحرص! وما أسهل أن يعبر الإنسان بدون خوف أو خطر. هناك مثل في الابتعاد عن التحدث في عيوب الناس, وهو: 7- من كان بيته من زجاج, لا يقذف الناس بالحجارة لأنهم لو بادلوه حجرًا بحجر, لا نهدم بيته كله. ويضرب هذا المثل للذي يتكلم عن عيوب الناس وكله عيوب. ولعل المثل مأخوذ من قصة المرأة الخاطئة التي أراد بعض معلمي اليهود أن يرجموها, وهم أيضًا خطاة. فقال لهم السيد المسيح "من كان منكم بلا خطية, فليرمها بأول حجر". * ويشبه هذا المثل قول أحد الشعراء: إذا شئت أن تحيا سليمًا من الذي وحظك موفور وعِرضك ميّنُ لسانك لا تذكر به عورة امرئٍ فكلك عورات وللناس ألسنُ وعينك أن أبدت إليك معايبًا فصنها وقل يا عينُ للناس أعينُ ويشبه هذا الأمر المثل القائل: 8- لا تعايرني ولا أعايرك, دا الهم طايلني وطايلك أي لا داعي لأن تعيب أحدًا على خطأ أنت واقع فيه. أو لا تشمت في مصيبة إنسان, وأنت في نفس الحال. مثل آخر عن إيذاء الآخرين, هو 9- إللي يشدّ ديل قط, يخربشه يضرب هذا المثل عن رد الفعل للإيذاء, فإنه يُقابل بإيذاء مثله. لذلك ينبغي البعد عن التحرش بالغير. * وقيل عن المعاملات السيئة التي تطول وتستمر: 10- مِثل ليالي الشتاء طويلة وباردة ويقال ذلك عن العداوات والعلاقات التي تُتعب ولا تنتهي بسهولة. أو عن التجارب والضيقات التي تستمر زمنًا.
|
|
|
|
16 - 11 - 2022, 02:39 PM
|
رقم المشاركة : ( 29 )
|
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث
ميلاد السيد المسيح، فاصل بين زمنين متمايزين
أبنائي وإخوتي الأحباء...
أهنئكم ببدء عام جديد, وبعيد الميلاد الجديد, راجيًا لكم جميعًا, ولكل شعب مصر الذي باركه الرب, أيامًا سعيدة هانئة, مملوءة من عمل نعمته.
إن العالم بميلاد السيد المسيح, قد بدأ عصرًا جديدًا, يختلف كلية عما سبقته من عصور. وأصبح هذا الميلاد المجيد, فاصلًا بين زمنين متمايزين: ما قبل الميلاد, وما بعد الميلاد.
فما هي هذه الجدة التي أعطت العالم صورة جديدة ما كانت له من قبل؟ أو ما هو ذلك التجديد الذي قدمته المسيحية, حتى قيل في الإنجيل "الأشياء العتيقة قد مضت, هوذا الكل قد صار جديدًا"؟
لقد قدم السيد المسيح مفهومًا جديدًا للحياة, وتعبيرات جديدة لم تكن مستعملة من قبل, ومعاني روحية عميقة لجميع المدركات, حتى بهت سامعوه من كلامه, وصاحوا قائلين "ما سمعنا كلامًا قط مثل هذا"...
جاء السيد المسيح ينشر الحب بين الناس, وبين الناس والله. يقدم الله للناس أبًا, لا يعاملهم كالعبيد وإنما كأبناء, ويصلون إليه قائلين "أبانا الذي في السموات".
وفى الحرص على محبته, يفعل الناس وصاياه, لا خوفًا من عقوبته, وإنما حبًا للخير. وفي هذا قالت المسيحية :
"الله محبة. من يثبت في المحبة, يثبت في الله, والله فيه",
"لا خوف في المحبة. بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج".
وهكذا قال السيد المسيح إن جميع الوصايا تتركز في واحدة. وهى المحبة: تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك, وتحب قريبك كنفسك. بهذا يتعلق الناموس كله والأنبياء.
وأدخل المسيح تعليمًا جديدًا في المحبة, وهو محبة الأعداء والمسيئين. فقال "أحبوا أعدائكم, باركوا لاعنيكم, أحسنوا إلى مبغضيكم, وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم". وترى المسيحية في هذا, أن رد الإساءة بالإساءة, والاعتداء بالاعتداء, معناه أن الشر قد أنتصر, بينما تعليم الكتاب هو "لا يغلبنك الشر, بل اغلب الشر بالخير" , "إن جاع عدوك فأطعمه, وإن عطش فاسقه". ويجب أن تنتصر المحبة, لأن "المحبة لا تسقط أبدًا" , "مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة"...
إن عبارة "الله محبة", عبارة جديدة على العالم, الذي ما كان يعرف سوى الله الجبار المُخيف الذي يخشى الناس سطوته ويترضونه بالذبائح وألوان العبادات...
وعبارة "محبة الأعداء", هي عبارة جديدة في المعاملات الإنسانية, بهت العالم لسماعها من فم المسيح...
وفى المحبة, جاء المسيح أيضًا ببشارة السلام...
سلام بين الناس, وسلام بين الإنسان والله, وسلام في أعماق النفس من الداخل.
سلام من الله يفوق كل عقل. ولما ولد المسيح غنَّت الملائكة "وعلى الأرض سلام". لأنه جاء ليقيم صلحًا بين السماء والأرض, بين الله والناس, بعد أن كانت الخطيئة تقيم حاجزًا بين الإنسان والله...
وهذا الصلح أراده على الدوام أن يستمر في العلاقات الإنسانية. فقال "إن قدمت قربانك فوق المذبح, وهناك تذكرت أن لأخيك شيئًا عليك, فاترك قربانك قدام الذبح, واذهب أولًا اصطلح مع أخيك".
ذلك لأن الصلح أفضل من تقديم القرابين.
ويقول الكتاب "أريد رحمة لا ذبيحة". وهكذا قال المسيح أيضًا "كن مراضيًا لخصمك سريعًا, مادمت معه في الطريق". وقال أيضًا "من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك, فاترك له الرداء أيضًا"...
وأراد السيد المسيح أن ينتشر السلام بين الناس, فقال لتلاميذه "وأي بلد دخلتموه, فقولوا سلام لأهل هذا البيت", "وصية جديدة أنا أعطيكم, أن تحبوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم", "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي, إن كان لكم حب بعضكم نحو بعض"...
وفى سبيل السلام, دعت المسيحية الناس, أن يكونوا "مقدمين بعضهم بعضًا في الكرامة"...
لأن المحبة يمكن أن تثبت عن طريق التواضع وإنكار الذات واحتمال الآخرين.
ولهذا قال السيد المسيح "من أراد أن يتبعني, فلينكر ذاته, ويحمل صليبه ويتبعني".
وعبارة [إنكار الذات] عبارة جديدة قدمتها المسيحية إلى العالم. وقبل ذلك كانت (الذات) صنمًا يتعبد له صاحبه, ويحب أن يكبر ويتمجد...
المسيحية دعت إلى أن ينسى الإنسان نفسه, في محبته لأخيه.
إنها المحبة الباذلة التي تعطى باستمرار, وتبذل حتى نفسها. وباستمرار تأخذ "المتكأ الأخير", وتحتمل الكل لكي تربح الكل... مصدر المقال: موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
إنها المحبة التي تختفي لكي يظهر غيرها...
المحبة التي تقول "ينبغي أن ذاك يزيد, وإني أنا أنقص". المحبة التي تقول لله "ليس لنا يا رب, ليس لنا, لكن لاسمك القدوس أعط مجدًا"...
إنه التواضع في التعامل مع الناس ومع الله.
الذات التي تختفي, ولا تعلن عن نفسها, بل تفعل الفضيلة في الخفاء, والآب السماوي الذي يرى في الخفاء, هو يجازيها علانية. ومن هنا كان تعليم المسيحية "من سعى وراء الكرامة, هربت منه. ومن هرب منها بمعرفة, سعت وراءه"...
وهكذا يقول السيد المسيح تعليمًا جديدًا على أسماع الناس "من وجد نفسه يضيعها. ومن أضاع نفسه من أجلى يجدها".
ووضع المسيح مقاييس جديدة للقوة.
فالقوة ليست مظهرًا خارجيًا للقهر والانتصار على الغير, إنما القوة هي شيء داخلي, في أعماق النفس, للانتصار على الذات. فالذي يغلب نفسه خير ممن يغلب مدينة.
وفى المسيحية, ليست القوة هي أن نقهر الآخرين, إنما أن نربحهم ونحتملهم. فالذي يحتمل غيره هو القوى. أما المعتدى فهو الضعيف. ولهذا يقول الكتاب "أطلب إليكم أيها الأقوياء أن تحتملوا ضعف الضعفاء".
إن المعتدى ضعيف لأنه مغلوب من خطيئته, مغلوب من العنف, ومن عدم محبته للآخرين, مهما بدا قويًا من الخارج. أما الذي يحتمل فهو قوى, قوى في ضبطه لنفسه, قوى في عدم انتقامه لنفسه...
يعوزني الوقت يا إخوتي إن حدثتكم عن كل المبادئ الروحية الجديدة التي عرفها العالم بميلاد المسيح.
إنما يكفى أن نقول أن عصر ما بعد الميلاد كان جديدًا تمامًا في مفاهيمه. حتى شرائع الله السامية التي قدمها الله في العهد القديم, ما كان الناس يفهمونها إذ كان البرقع على عيونهم وقلوبهم وعقولهم, حتى كشف المسيح لهم ما في الشريعة من جمال وسمو... له المجد من الآن وإلى الأبد آمين.
|
|
|
|
16 - 11 - 2022, 02:41 PM
|
رقم المشاركة : ( 30 )
|
† Admin Woman †
|
رد: مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شودة الثالث
العيد والفقراء
أحب أولًا أن أهنئ أخوتي المسلمين بعيد الأضحى المبارك, الذي يتذكرون فيه كيف كان أبونا إبراهيم -أبو الآباء والأنبياء- مستعدًا أن يقدم ابنه ضحية للرب طاعةً لأمره, إذ كانت محبته لله أقوى عنده من محبته لابنه فلذة كبده. ومعطيًا لكل الأجيال أمثولة عجيبة وقدوة لا مثيل لها في التضحية وفي طاعة الله. إنه درس عميق لنا ليتنا نتمثل به في العطاء والتضحية والبذل...
وإن كنا لسنا في مجال الظروف التي نتمثل فيها بأبينا إبراهيم, فعلى الأقل علينا أن نفعل ما نستطيعه في مجال التضحية ونبذل أفضل ما لدينا في ذكرى ما فعله أبونا إبراهيم...
وكمثال لذلك نضحي بجزء من متعتنا ومن مالنا, لأجل أخوتنا الفقراء, الذين من حقهم أن يفرحوا هم أيضًا بالعيد كما يفرح به باقي الناس.. ولو بنسبة أقل...
نشركهم في بهجة العيد وفي متعته, وفي طعامه أيضًا, فيشعرون عمليًا أنهم في يوم عيد. ولا نتركهم يقارنون بين بؤسهم وثراء غيرهم, حتى لا يطغى عليهم إحساس بالإحباط وبالحزن في مناسبة سعيدة!
وإشفاقنا عليهم في يوم العيد, سيجعلنا نتابع هذا الإشفاق باستمرار, وبطريقة عملية تخفف من ضيقاتهم...
وحينما أذكر الفقراء, إنما اذكر معهم المحتاجين والمعوزين. وأكثر من الكل: المعَدمين.. وكل هذه الأسماء الأربعة تحتاج إلى رعاية وعناية, وإلى قلب عطوف ويدٍ سخية.
فالفقراء هم الذين يعيشون في مستوى مالي واجتماعي أقل من العادي, ومع ذلك هم يكفون أنفسهم بالقليل الذي عندهم, في فاقة ولكن في اكتفاء, ويدبرون أنفسهم في ضيق وفي ضغط على مصروفاتهم...
أما المحتاجون فهم فقراء ولا يجدون الكفاية مطلقًا, وهم في عوز إلى ضروريات الحياة. إما بصفة عامة في كل أيامهم, أو في ظروف خاصة.
فمهما اكتفى الواحد منهم بإيراده الضعيف, فإنه يصبح محتاجًا في حالة زواج ابنته, أو في حالة مرضه أو مرض أحد من أسرته, أو في دفع المصروفات الدراسية لواحد من أبنائه... وما أشبه من الحالات التي يصبح فيها محتاجًا أيًا كان راتبه الشهري. وهنا يضطر إلى الاستدانة. ولا يستطيع أن يسدد ما عليه. ويأتي الوقت الذي يرفض فيه أي إنسان أن يقرضه. وقد يضطر إلى كتابة شيكات عليه بدون أي رصيد, أو يكتب إيصالات أمانة. وما ينتظره في ذلك من مشكلات...
ما حال مثل هؤلاء في يوم العيد. وحاجيات العيد تزيدهم فقرًا على فقر, وعوز على عوز! فإما لا يحتفلون بالعيد, أو يستدينون في خزي. وإما أن يشفق عليهم الأغنياء بطريقة ما...!
أما المعدمون فهم الذين لا إيراد لهم على الإطلاق. وقد يدخل في نطاق هؤلاء: من شردتهم البطالة بلا عمل, وصاروا عالة على غيرهم وثقلًا على أسراتهم الفقيرة...
فماذا يفعل هؤلاء أيضًا في أيام العيد؟! أتصير أيام بؤس لهم أكثر من غيرها؟! هل ينتهي بهم الأمر إلى موائد الرحمن؟! ثم أليسوا هم في حاجة إلى هذه الموائد كل أيام حياتهم ؟!
هناك نوعان آخران من عائلات المحتاجين: إحداهما الأُسر المستورة, التي تحيا في فقر, ولكنها تخجل من أن تعلن عن فقرها, ولا تحب أن يعرف شيئًا عن عوزها... مفضلة أن تحتمل العوز في صمت... هذه يمرّ عليها العيد دون أن تعلن حاجتها فيه, والله يعلم كيف تقضيه!
* والنوع الثاني من الأسرات المحتاجة, هي الأسر التي لا تستطيع الإنفاق على أبنائها الصغار, فتطلقهم مشردين في الطرقات, وهم الذين تُطلق عليهم عبارة (أولاد الشوارع). وقد اهتمت الصحافة بالنشر عنهم في هذه الأيام, وقالت أن عددهم قد يصل أحيانا إلى مليونين!
ما مصير هؤلاء أيضًا في يوم العيد, كما في باقي الأيام؟ هل يضطرون إلى التسول, أم إلى الجريمة؟ أم تستخدمهم بعض العصابات؟!
هناك طائفة أخرى من الفقراء هي (أبناء وبنات الملاجئ). وهؤلاء هم أسعد حالًا عن غيرهم, إذ توجد جمعيات خيرية تهتم بهم, كما تشرف على رعايتهم وزارة الخدمة الاجتماعية أيضًا...
ولكنهم في يوم العيد يحتاجون إلى عناية من نوع آخر. فهم يحتاجون إلى الحنان والحب, وإلى الجو العائلي, وشعورهم باحترامهم لأنفسهم واحترام الآخرين لهم. ويحتاجون إلى أن تتنوع ملابسهم. فلا يكون لهم جميعًا زى واحد يميزهم, حتى يقول البعض عنهم "هؤلاء هم أولاد الملجأ"! مما يؤثر على نفسيتهم وبخاصة الكبار منهم..
ويحتاجون أيضًا إلى هدايا في يوم العيد, حتى يتميز عندهم على باقي الأيام...
طائفة من نوع آخر تحتاج إلى عناية في الأعياد, وهى طائفة المعوقين وأصحاب العاهات, وبخاصة من هم من المعوقين عقليًا...
وتوجد حاليًا هيئات خيّرة تهتم بأمثال هؤلاء وأولئك. هذا من جهة حياتهم بصفة عامة. غير أنهم في الأعياد يحتاجون في إلى عناية ذات خاص, ممن تشاء أريحيتهم أن يتفرغوا لهؤلاء في يوم العيد, ولا ينسوهم باهتمامات عائلية...
يعوزهم في يوم العيد أنهم موضع اهتمام الغير, وأن ما يقاسونه من إعاقة, لم تتسبب في إعاقة المشرفين عليهم والمحبين لهم عن العناية بهم أيضًا. هم في حاجة إلى إشباع نفسي...
إن يوم العيد ينبغي أن يكون يوم فرح للجميع, لا يُغفل فيه عن أحد, فيستوي في الفرح: الفقير والمحتاج والمعوز والمُعدم. وأيضًا أبناء الملاجئ, وأطفال الشوارع, وكل المعاقين.
كذلك الاهتمام بالذين في السجون في زيارتهم وتقديم لهم بعض ما يحتاجون إليه. وبالأكثر الاهتمام أيضًا بأسراتهم.
ربما كان السجين -قبل سجنه- هو العائل الوحيد لأسرته. فلما دخل السجن أصبحت الأسرة بلا عائل, ويلزم لها من يتكفل بإعالتها وبرعايتها وحمايتها في الظروف القاسية التي صارت تعيشها بعد سجن عائلها...
ففي يوم العيد لا يليق أن كل إنسان يهتم بذاته فقط, كيف يتمتع بهذا اليوم, دون الالتفات إلى غيره ممن يحتاجون.
فإن كان لا يستطيع أن يعتني بأولئك مباشرة, فليهتم بهم بطريق غير مباشر بتوسط غيره في القيام بهذه المهمة...
وليجعله الله عيدًا سعيدًا على الكل. فإن الله ذاته يهتم بالجميع, ويأمرنا أن نقوم بهذا الواجب.
وكل عام وجميعكم بخير, ومصر جميعها بخير.
|
|
|
|
الساعة الآن 09:08 PM
|