رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذا لم يتدخل الله لإنقاذ المختارين فوراً، فلانَّه متمهِّل على ظالميهم. "أَفما يُنصِفُ اللهُ مُختاريهِ الَّذينَ يُنادونه نهاراً ولَيلاً وهو يَتَمهَّلُ في أَمرِهم؟ إن كان قد سمع طلبتها ذاك القاضي الظَّالِم الذي يكره أن يسأله أحد، فكم يسمع لنا الله الذي يحثُّنا أن نسأله! الربّ يستجيب في الوقت الذي يراه مناسبًا وقد يتركنا فترة نتنقى فيها كالذهب في البوتقة؛ فإنّه يضع دائماً إيماننا تحت الاختبار كما جاء في تعليم بطرس الرسول "عُدُّوا طولَ أَناةِ رَبِّنا وَسيلةً لِخَلاصِكم" (2 بطرس 3، 15). والربّ يطيل أناته علينا، لأنه كلما نطيل صلواتنا، فنحن نقف أمامه وقتًا أطول، يتمّ فيه إصلاح الداخل والشفاء الداخلي ونشعر بضعفنا واحتياجنا للربّ. فإذا كان أسوأ الرجال الظَّالِمين قد استسلم أمام إلحاح أَرمَلَةٌ فقيرة ألا يُعطي الله الآب لأبنائه كلّ ما يحتاجونه؟ ويعلق أفرام السرياني "ان الصَّلاة المستمرة تحول الظلم والشر إلى رحمة". وفي هذا الصدد يقول البابا فرنسيس "إن الله، محبة بنا، يمكنه أن يحملنا على أن نسير على دروب صعبة ونختبر جراحًا وأشواكًا أليمة ولكنّه لن يتركنا أبدًا، بل سيكون معنا على الدوام، بقربنا وبداخلنا. وبالنسبة للمؤمن هذا أكثر من رجاء، إنه يقين. الله معي، إنه اليقين عينه إذ يقول يسوع: "أَفما يُنصِفُ اللهُ مُختاريهِ الَّذينَ يُنادونه نهاراً ولَيلاً وهو يَتَمهَّلُ في أَمرِهم؟ أَقولُ لَكم: إِنَّه يُسرِعُ إلى إِنصافِهم" (لوقا 18: 7-8) (مقابلة مع المؤمنين 16/10/2019). |
|