رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكانَ رَجُلٌ فَقيرٌ اسمُه لَعازَر مُلْقىً عِندَ بابِه قد غطَّتِ القُروحُ جِسْمَه عبارة "لَعازَر" في الأصل اليوناني Λάζαρος(اسم مشتق من اللغة العبرية לַעְזָר ومعناه "الله يُعين" فالله يعين من ليس له أحد يعينه) تشير إلى الشخصية الوحيدة التي أُعطيت اسماً في الأمثال. إن المسيح يعرف الفقراء بالاسم فهم إخوته. والجدير بالذكر انه ليس هناك علاقة بين هذا الاسم ولعازر أخي مريم ومرتا، الذي أقامه يسوع من بين الأموات (يوحنا 11)؛ وكان هذا الاسم شائعا بين اليهود. هو فقير ولكنَّنا نعرفه كشخص. رغم حالته المُدقعة، أدرك كيف يُعرِّف عن نفسه للآخرين كإنسان. ذكر لوقا الإنجيلي اسم الفقير وترك اسم الغني. وهذا خلاف ما يفعل الناس. بهذه التسمية أراد الرب يسوع كشفًا عميقًا عن حقيقة صاحبه، حيث أن هذا الفقير كان بكّليته متوكلاً على الله، وكان الله مصدر عونه وقوته فاستحق هذا الاسم. وهو اسم يناسب الفقير، كأن سرّ القوَّة في حياة هذا الفقير، ليس الفقر في ذاته، وإنما قبول آلام الفقر بشكر، والله يُعينه عليها، فالله يُعين من لا معين له؛ ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "بالرغم من صراعه ضد الجوع المستمر ولم يكن له حتى القوت الضروري، لكنه لم يشتكِ ولم يتذمر ولم يُجدِّف على الله، بل احتمل كل شيء بنبلٍ". وربما قصد لوقا الإنجيلي بهذا الاسم أيضا للدلالة على إيمان المسكين بالله. ويُعلّق القديس أمبروسيوس "كان سرّ القوَّة في حياة هذا الفقير، ليس الفقر في ذاته، وإنما قبول آلام الفقر بشكر خلال "الله المعين". ويدل الاسم أيضا أن المسيح يعرف الفقراء بالاسم فهم إخوته كما جاء في تعليم يسوع "كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه"(متى 25: 40)، ويعلق القديس غريغوريوس الكبير "أشار ربَّنا إلى اسم الفقير دون اسم الغَنِيٌّ إذ يعرف الله المتواضع ويزكيه دون المتكبر". |
|