إنّ مخطّط مُخَلِّص جنسنا البشري يسوع المسيح، أراد أن نولد ولادةً جديدة "بالماء والروح". فمولودُ الجَسدِ يكونُ جَسداً، ومولودُ "الرُّوحِ يكونُ روحاً" (يوحنا ٣: ٥-٦)، ونصير خلقاً جديداً لإستبدال الماضي الذي وقعنا فيه وخسرنا النِّعَم التي أعطيت لنا في بدء الخلق. وكما أخذ الله في جنّة عدن من الأرض العذراء الخالية من العيب، القليل من التّراب ليصنع آدم الأوّل (تكوين ٢: ٧)، كذلك، في لحظة تجسّده الخاص "فلمّا تمّ الزمان، أرسلَ اللهُ ابنَهُ مولوداً لإمرأَةٍ" (غلاطية ٣: ٤)، استخدم أرضًا أُخرى، وهي أحشاء العذراء مريـم النقية التي لا عيب فيها ولا دنس، والتي اختارها من بين كلّ خلائقه، وبها صنعنا من جديد بالمسيح يسوع "آدم الجديد".