رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حين يجلس إنسان الله مثل نحميا مع الله تنطلق مشاعره المقدسة لطلب مشورة الله، والعمل لحساب ملكوته. أما الأشرار فينفعلون بالغضب ثم الغيظ والحقد، وأخيرًا يتحركون بثورة بكلماتهم وأفعالهم. فالخطية تلد خطية، ويدخل الإنسان تحت مذلة العبودية سلسلة من الخطايا يصعب عليه التحرر منها، ما لم يطلب غنى نعمة الله، وعمل روح الله القدوس الذي يبكت على خطية. * مادامت الخطيّة بالضرورة موجودة في أعضائك، فلا تجعل لها سلطانًا عليك لتملك، وإنما على الأقل اطردها ولا تطع متطلباتها. هل يثور فيك الغضب؟ لا تُخضِع له لسانك بالنطق بكلمة شريرة، ولا تُخضع له يدك أو قدمك كأن تضرب بهما. ما كان يمكن للغضب غير المتعقل أن يثور فيك لو لم توجد الخطيّة في أعضائك، ولكن اُطرد قوّتها الحاكمة، فلا يكون لها أسلحة لمحاربتك، عندئذ تتعلم هي ألا تثور فيك، إذ تجد نفسها بلا أسلحة... هكذا يليق بكل أحد أن يجاهد إذ يبغي الكمال، حتى إذ تجد الشهوة نفسها بلا استجابة من الأعضاء تقل يومًا فيومًا خلال رحلتها [1]. القديس أغسطينوس القديس باسيليوس الكبير * [في مدح المعترفين والشهداء] كانوا قد تحكّموا من تعليم يسوع الذكي، وتمرنوا على الذكاء والوداعة. في بشارته أمرهم وعلّمهم أن يشبهوا الحيات والحمام على السواء. الحمام وديع (مت 10: 6)، ولا يبغض أبدًا من ينهبه: يخطفون فراخه ولا يغضب أو يغتاظ. يثبت على ما هو عليه ولا يحقد على سالبيه، ويسرع نحوهم ليربي لهم الفراخ كل يومٍ. أين وجدتم حمامًا غاضبًا ينتقل من (بيت) من استولى على فراخه؟ إنه خال من الغضب، ومملوءة أمانًا ووداعة، ويسكن كل يومٍ مع سالبيه بدون حقدٍ. اقتنى التلاميذ هذا الصلاح كما أُمروا من جنس الحمام البسيط الذي تشبهوا به. مقتناهم مخطوف من قبل المضطهدين وهم مملؤون أمانًا، أبناؤهم يموتون من قبل الحكام ولا يحزنون. يشبهون الحمام بالوداعة كما تعلمون، لأنهم يُقتلون وهم أتقياء ومطمئنون بين القاتلين.. كونوا ودعاء مملوءين أمانًا عندما تقتلون، وحكماء عندما تُنادون للذبح . القديس مار يعقوب السروجي |
|