رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور 28 - مسيحنا في الجب مزمور مسيَّاني: حينما عانى النبي داود من الألم، وشعر أنه منحدر إلى الحفرة (الجب)، رأى بروح النبوة السيد المسيح، مخلصنا، داخلًا إلى الجحيم ليحطم أبوابه، ويفتدي منه مؤمني العهد القديم الذين رقدوا على الرجاء. لقد رأى مخلص العالم، الذي قبل بإرادته أن يبذل ذاته من أجل البشر. بمعني آخر كان داود النبي يردد هذا المزمور باسم "ابن داود" وهو يقدم في شيء من التفصيل خبرة داود الحرفي (التاريخي)، وفي نفس الوقت كان يقدمه رمزًا للسيد المسيح العظيم، القادم، ومن ثم نعتبر هذا المزمور مسيانيًا رمزيًا. إنه في الواقع يمثل طلبة يقدمها رئيس كهنتنا الأعظم لحسابنا. يقول القديس أغسطينوس عن هذا المزمور: [إنه صوت الوسيط، الذي كان ذراعه قويًا في صراعه مع آلامه. الشرور التي يبدو أنه يصبها على أعدائه ليس بلعناتٍ، وإنما بالحرى هي إعلان عن عقابهم. هكذا أيضًا في الإنجيل، عندما يتحدث ربنا عن المدن التي شهدت المعجزات التي صنعها ولم تؤمن به (مت 11: 20)، لم ينزل بها اللعنات (أناثيما)، وإنما في بساطة أشار إلى ما سيحل بها من عقوبات]. يصنف جانكل Gunkelهذا المزمور كمرثاة شخصية، أما موفينكل Mowinckel فيعده مرثاة جماعية قومية، ويعتبره تورناي Tournayمزمور شكر ، ويحسبه آخرون مزمورًا ملوكيًا. تحوي هذه المرثاة صرخة صادرة من عمق الضغطة، تعكس خطرًا هائلًا يلحق بداود يقترب به من الموت؛ وهي تمثل صلاة من أجل دينونة الأعداء، وتسبيحًا من أجل الخلاص المرتقب، وشفاعة من أجل جميع شعب الله. يمثل هذا المزمور إيفاءً بنذر داود الذي حوّلت كثرة أحزانه إلى "مرتل إسرائل الحلو"، في وسط الألم ينذر أن يقدم تسبحة مفرحة للرب كذبيحة تسبيح ويفي بالنذر قلبما تتحقق استجابة صلواته. ضيقات داود حولته إلى مرتل عذب، يعرف -بروح الثقة- أن يلجأ إلى الله بصرخات قلبية فعّالة ومقبولة، يكره الشر ويخشاه، يتسع قلبه لإدراك خلاص الله له ولكل شعبه، فينسى همومه الخاصة طالبًا من أجل بركة شعب الله ونموّه. بمعني آخر لم تحوّل الضيقات داود إلى الكآبة أو التذمر بل إلى اتساع القلب بالحب وارتفاع الفكر إلى السماء ليحيا متهللًا بلا انقطاع! |
|