رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الظلمة في العهد القديم تمثل الخطية والتشويش الكامل، لهذا ساهمت الشمس بصفة خاصة في إبراز غلبة الله. على أي الأحوال، فإن الشمس لا تحمل معنى لاهوتيًا، إنما هي أحد خلائق الله التي يعتني هو بها. *من ثَم، فأنه جاء في المزمور: "كالعريس الخارج من خدره". لقد خطبنا عروسًا له خلال إعادة ميلادنا سريًا، نحن الذين كنا كفتاة ارتكبت الزنا مع الأوثان (حز 23: 37)، وقد غيّر طبيعتنا إلى عذراوية غير قابلة للفساد. مراسيم الزواج لم تكمل بعد؛ لقد زُفت الكنيسة إلى الكلمة، كما قال يوحنا: "من له العروس فهو العريس" (يو 3: 29). دخلت حِجال العُرسِ السرَّي، وها الملائكة تترقب عودة ملكهم الذي يقود الكنيسة إلى تلك الطوباوية اللائقة بطبيعتها . القديس غريغوريوس أسقف نيصص يرسل شمس البر حرارة روحه القدوس إلى قلوبنا لكي يلهبها بالحب الإلهي. يليق بنا أن نلاحظ أن المرتل يرى العريس السماوي كالجبار المسرع فرحًا. إنه يهب المؤمن به فرحه الأبدي، بينما يظهر كجبار أمام الشرير الذي لا يقدر أن يلتقي معه أو يرى مخافيه. أما المؤمنون الذين يتحدون مع العريس فيشاركونه سماته: تصير حياتهم عذبة جدًا ومفرحة وفي نفس الوقت ينالون قوة وسلطانًا للغلبة على الأعداء حتى الموت نفسه. في عبادتنا ننعم بعريسنا المرتبك جدًا بحياتنا الداخلية، إذ نتحد نحن معه؛ وفي ذات الوقت نعبده بمخافة. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [بإن المؤمن إذ ينعم بالتبني للآب يتشبه بالابن الوحيد، يبعث أشعة روحية في هذا العالم بالمسيح الساكن فيه. * ما قيل عن الشمس "كالعريس الخارج من خدره" يمكننا بالحري أن نقوله الآن عن المؤمنين الذين يبعثون أشعة أكثر بهاءًا من الشمس . القديس يوحنا الذهبي الفم * لقد نادوا بالحق ذاته الخاص بصعوده إلى الموضع الذي نزل منه، وأنه لا يمكن لأحد أن يهرب من دينونته العادلة . القديس إيريناؤس مسيحنا شمس البر يبعث دفء المحبة وأشعتها في قلوبنا لتذيب ثليج جفافنا الداخلي الذي أقامته الخطية في داخلنا ليس فقط من جهة الله والناس بل وحتى من جهة نفوسنا ذاتها، فلا نبالي بنموها ومجدها وأبديتها. * تبرد محبة الكثيرين من أجل برود خطاياهم المتزايدة، الذين يصيرون جامدين كالثلج، على أي الأحوال إذ يحل دفء الرحمة الإلهية بهم يذوبون. الأب قيصريوس أسقف آرل يقول المرتل: "يبتهج مثل الجبار... كالعريس الخارج من خدره" يبرز جانبين متكاملين في عمل السيد المسيح الخلاصي هما البهجة والقوة. أنه يبتهج كعريس يقدم حياته مبذولة عن العالم كله ليقيم باشعة محبته عروسه من كل أمة ولسان، هذه البهجة العاملة إنما هي نصرة على عدو الخير والخطية... يدخل المعركة ليقود مؤمنيه إلى حياة الغلبة. وباتحادنا بعريسنا نحمل روح البهجة مع الغلبة، إذ يقيم داخلنا فردوسًا مبهجًا ومملكة فرح وفي نفس الوقت يقيمنا جنودًا أمناء لا نكف عن مقاومة إبليس وأعماله الشريرة بأسلحة الروح التي تعطينا سلطانًا أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوات العدو. |
|