يُعتبر التواضع من أنجع الطرق لمن يرغبون السير في درب القداسة، فقال بولس " وأَنتُمُ الَّذينَ اختارَهمُ اللهُ فقَدَّسَهم وأَحبَّهم، اِلبَسوا عَواطِفَ الحَنانِ واللُّطْفِ والتَّواضُع والوَداعةِ والصَّبْ " (قولسي 3: 12). وإذا تصرَّفَ أحدٌ بتواضعٍ فإنَّه يقتلعُ الخطايا من أصولهِا. ويشهدُ على ذلك العشّارُ الذي لم يقدِرْ أن يذكرَ بعضَ الحسَناتِ له، فقدَّمَ التواضعَ بدلَ كلِّ شيءٍ، وأزالَ بذلك عن مَنكِبَيْهِ حِمْلَ الخطايا الثقيل. وقد مدح يعقوب الرسول ذلك، إذ كتب هكذا: " لِيَفتَخِرِ الأَخُ الوَضيعُ بِرِفعَتِه والغَنِيُّ بِضَعَتِه" (يعقوب 1: 9-10)، وشدَّد الرسول على السير في التواضع " تَواضَعوا تَحتَ يَدِ اللهِ القادِرَة لِيَرفَعَكم في حينِه" (1 بطرس 5: 6). فالرب لا يزدري المتواضع "الذَّبيحةُ للهِ روحٌ مُنكَسِر القَلبُ المُنكَسِرُ المُنسَحِقُ لا تَزْدَريه يا أَلله." (مزمور 51: 19).