هل انا ابتعد عن الله ام الله يبتعد عني

[walaa farouk]

في الصباح ركعت هنا أمام سريرها تصلّي وتكلّم إلهها، وقالت له في بساطة:
"يا ربّ، لماذا أشعر هذه الأيام أنك بعيد عني، لماذا أشعر أنك لا تمسك يدي وأنا أعبر بظروفي الصعبة؟"
أنهت صلاتها وقامت تمارس حياتها وانشغلت في تفاصيل يومها المعتادة.
وفي المساء بعدما أنهى زوجها عمله، مرّ عليها بمنزلهم،
وكلّمها لتنزل له كما أتفقوا للخروج لقضاء بعض المشاوير.
جاءها بسيارته القديمة الواسعة ذات الكرسي الأمامي العريض
والذي يتسّع لشخصين بجانب السائق، والتي كان يملكها من وقت بعيد حتى قبل زواجهم. ركبت السيارة وسار بها، وإذ فجأةً شعرت هنا بالضيق، وقالت لزوجها معاتبة:
"أنتَ تغيّرت معي كثيراً، ما عدت تهتم بالاقتراب مني، أتذكّر وقت خطبتنا؟ لم أكن أركب السيارة معك إلا وتمسك يدي وتقرّبني منك وتتكلّم معي وتنظر في عيني، ما الذي حدث؟ لماذا أصبحت بعيداً عني هكذا؟"
نظر زوجها في عينيها وبهدوء قال:
"أنا لم أبتعد عنكِ، ما زلت أجلس في نفس كرسي السائق
الذي كنت أجلس فيه وقت خطبتنا. وقتها كنتِ عندما تركبين معي السيارة تقتربين مني فأمسك بيدك وتنظرين لعيني ولا تنشغلين بغيري. الآن أصبحتِ بمجرد دخولك السيارة تجلسين بجانب الشباك وتفتحينه وتسرحين فيما يجري خارجاً حتى أنكِ أحياناً لا تسمعين صوتي عندما أكلّمك بسبب ضوضاء الشارع."
سرحت هنا في رد زوجها متمتمة: "لديك كل الحق." وتذكّرت صلاتها صباحاً، وكأنها سمعت رد الله عليها في كلام زوجها.