آباء قديسون كثيرون جداً، وعلماء لاهوتيون جزيلوا العدد، ولذلك ليس هو عادلاً قول المعلم الحديث المشار اليه آنفاً، وهو أن البعض من القديسين لكي يرفعوا شأن مريم أوردوا هذه القضية الواسعة الغير المقيدة، وأنها جاءت في أفواههم كألفاظ مبالغةٍ، والحال أن ذلك يوجب الزيغان عن الحق الأمر الذي لا يجب أن نقوله عن أنامٍ قديسين قد تكلموا بروح الله الذي هو روح الحق. وهنا فليسمح لي بأن أدخل حاشيةً مختصرةً موضحاً بها رأيي. وهو أنه حينما يوجد رأيٌ أو حكمٌ يكون راجعاً لكرامة البتول مريم الكلية القداسة، ويكون له أساسٌ ما، ولا يتضمن تضاداً ما لا لقواعد الإيمان، ولا لمراسيم الكنيسة الجامعة وأوامرها، ولا للحق، فعدم التمسك بتلك الحكومة أم الرأي، أو مقاومته سنداً على أن الرأي المضاد يمكن أن يكون حقيقياً. فهذا يعلن قلة العبادة لوالدة الإله. أما أنا فلا أريد أن أكون من عدد هؤلاء الأشخاص القليلي العبادة لها، وأشتهي أن لا تكون ولا أنت أيها القارئ العزيز من مصافهم، بل بالأحرى أن تكون من عدد أولئك الذين يعتمدون بثبات العزم وبملو التصديق على كل شيءٍ يمكن من دون ضلالٍ أو غلطٍ أن تعتقد به في شأن تمجيد مريم وتكريمها