رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذه الأم الرأوفة من حينما كانت عائشةً على الأرض، قد أعطتنا هذا البرهان أيضاً، فيما بين البراهين الأخرى الدالة على أنها هي نفسها من شدة أشفاقها علينا تسبق، وتهتم في سد أعوازنا وأسعافنا في أحتياجاتنا قبل أن نتوسل اليها، والبرهان هو المورد عنها من القديس يوحنا الأنجيلي في الاصحاح الثاني من بشارته في خبرية عرس قانا الجليل، أي أن هذه الأم الشفوقة عندما شاهدت حينئذٍ الغم الحاصل للعروس ولعروسته، من قبل نقص الخمر من ذلك العرس اذ لم يعد لهما أستطاعة على أحضار خمرٍ آخر لأهل الوليمة بعد نهاية الخمر الأول، ومن ثم أستحوذ عليهما الخجل من المجتمعين الى العرس، فتحركت هي الى الشفقة عليهما من دون أن يلتمسا منها أعانةً ما، بل بمجرد نظرها إياهما في تلك الحال وأسرعت لأسعافهما، لأنها لا تقدر أن تشاهد أحداً معوزاً ولا تبادر لمساعدته، فلهذا توسلت الى ابنها يسوع بأن يعزيهما مخبرةً إياه بأحتياجهما وقائلةً: أن ليس عندهم خمرٌ: فبعد هذا لكي يعزي مخلصنا تلك الجمعية وبنوع خاص لكي يرضي قلب والدته المملؤ حنواً نحوهم قد صنع الأعجوبة المشهورة بأحالته الى خمرٍ الماء الموعب في الأجاجين. فهنا نوفارينوس يبرهن مستنتجاً بأنه: أن كانت مريم هي مستعدةً بهذا المقدار لأن تسعف المحتاجين الذين لم يلتمسوا منها الأعانة، كما تم في الحادث المذكور، فكم هي بأبلغ نوعٍ وبأعظم أشفاقٍ مستعدةٌ دائماً لأن تعزي من يستغيث بها. ويلتجئ اليها ملتمساً منها المعونة.* |
|