القديسة جالتروده قد شاهدت في الرؤيا يوماً ما مريم البتول مقتبلةً تحت أذيال برفيرها كثرةً من الوحوش الضارية، أسوداً، نمورةً، دبباً وغيرها، ثم لاحظت كيف أن مريم ليس فقط لم تكن تطرد من حولها تلك الوحوش، بل بالعكس كانت بأشفاقٍ وحنوٍ تجمعها وتلاطفها وتنعطف نحوها، ومن هذه الرؤيا قد عرفت القديسة أن الخطأة الأشد تعاسةً والأكثر أثماً، حينما يبادرون الى حماية هذه الأم الرأوفة، فلا يقصون من أملهم مطرودين، بل يقبلون منها مخلصين من الموت الأبدي، فلنذهب اذاً وندخل ضمن هذه السفينة، ولنلتجِ تحت ذيل حماية مريم التي من المؤكد لا تطردنا، بل من دون ريبٍ تهتم في أمر خلاصنا*