رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليست الأسرة مؤسسةً اخترعها البشر، بل الله مؤسّسها، فهو الذي وضع ناموس الزّواج في الطبيعة الإنسانيّة وزوّدها بالغريزة الجنسيّة . وما حضور السيّد المسيح في عرس قانا الجليل إلاّ تثبيتاً لناموس الزواج من أجل تكوين العائلة. وهذا يعني أنّ أوّل لقاء معجزي ليسوع كان لقاءً أسريًّا. إذًا الأسرة مدعوّةٌ لتفتح قلبها وبيتها لتكون كنيسة، حسب قول القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفم: "العائلة أيقونة الكنيسة" ، ومن مجموعة العائلات المفردة تتكوّن الكنيسة فتكون هي العائلة الكبرى. ومن أجل تكامل عمل العائلة "الكنيسة البيتيّة"، توجد علاقات بين أفراد الأسرة تحتاج إلى فهمٍ سليم، مثلاً الحوار بين الزوجين من أجل التّفاهم الشخصيّ، والحوار من أجل تربية الأولاد في مختلف مراحل نموّهم وذلك ضمن قيم روحيّة، نفسية، اجتماعية وأخلاقيّة، لضمان نموّ الأبناء في كنيسة بيتيّة سليمة. البيت هو مكان حضور الله في العائلة وحقيقة حضور المسيح لأنّه حاضر في تشكيل العائلة. فهو يملأ كلّ افراد البيت بروحه الإلهيّ، فيتحوّل البيت إلى أيقونة الله. وتتّضح أهميّة العائلة عند الله في ثلاثة أحداث مبدؤها واحد "خلق الإنسان، إنشاء العائلة، تأسيس الكنيسة في الفردوس" . فللثلاثة مبدأ واحد في الكتاب المقدس ويسري فيها عمل خلق واحد قام به الله بصورة خلاّقة. هكذا تبدو العائلة شعب الله أي عروس الله كما أن الكنيسة عروس المسيح. وقد راى آباء الكنيسة أنّ العائلة تأسست على الحبّ كرابط مقدّس بين الرجل والمرأة فجعلت الزوجين بهذا الرابط جسداً واحدًا، ويكملهما الأولاد كثمار لهما. وهنا تظهر صورة الثالوث القدوس التي تنقلنا الى صورة ابراهيم وساره واسحاق ، الذين كعائلة تشكلت كما اراد الله كانوا مثالاً لكلّ زوج وزوجة وأولاد. وفي المفهوم المسيحي كلمة (تربية) تعني قيادة الأبناء إلى العلم الإلهيّ أي "الايمان". وللصلاة في حياة العائلة أهميّة كبرى لأنّ الصلاة تذهب إلى القلب، ويصبح الله هو المتكلّم فيهم. ومن أهداف التربية المسيحيّة أن نصل بالأولاد إلى تربية إنسانيّة شاملة تكون التربية المسيحية محورها الأساسي ، ويترافق فيها النمو الإنسانيّ مع النموّ الروحيّ فتتكوّن اُسس أوّلها "المحبّة" بمنظورها الأخلاقي ويتشكّل لديهم حبّ العطاء بمفهوم "الخدمة" فيغدون مستقيمين في حياتهم أخيرًا عندما يتّحد الرجل والمرأة في الزواج لايبدوان كشيء أرضيّ بل صورة الله نفسه. إنّ للحبّ ميزة خاصّة بحيث لا يعود الحبيبان كائنين اثنين بل كائن واحد . "الحب يغيّر جوهر الأشياء" |
|