منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 07 - 2022, 03:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

في الخدمة أهمية فترة الطفولة في حياة الاطفال




- قوة الحفظ لدى الطفل



الطفل في سن الطفولة سريع الحفظ، وله ذاكرة قوية جدًا.
يكفى أنها ذاكرة جديدة لم تمتلئ بعد... مثل ذاكرة كومبيوتر يمكن أن تسع خمسين ألف كلمة، ولم تسجل فيها سوى مائة كلمة فقط. وكلما كبر الطفل، واختلط بالمجتمع وسجل منه ألفاظًا وجملًا. ودخل إلى المدرسة، وأضيفت إلى ذهنه وذاكرته معلومات من شتى العلوم، وألفاظ من لغات أخرى أيضًا... حينئذ لا تصبح الذاكرة في تلك السن الناضجة مستعدة لتقبل كل شيء، وقد تنسى... بعكس الطفل الذي يولد بذاكرة بكر...

وكما قال أحد علماء التربية: إن الطفل في السنوات الخمس الأولى من عمره يحفظ قاموسًا.
ذلك لأنه يولد ولا يعرف لفظًا واحدًا من اللغة. ثم يتعلم ويحفظ كل ألفاظ التخاطب ومسميات الأشياء التي أمامه. فلننتهز نحن هذه الموهبة التي فيها لكي نجعله يحفظ ما يفيده.
نجعله يحفظ آيات وتراتيلًا وألحانًا.
ونضيف إلى ذاكرته قصصًا من الكتاب والقديسين.
نجعله يحفظ صلوات، وإن كان لا يفهمها. إن وقت الفهم والتأمل سيأتي فيما بعد. فلا نفقد سن الحفظ دون أن نستغلها. الأطفال نحفظهم قانون الإيمان ولا يهمنا أنهم لا يفهمونه ونحفظهم "أبانا الذى" وبعض صلوات أخرى. ونترك الفهم إلى مراحل النضوج المقبلة.
إن مدرس مدارس الأحد الذي يهمل تحفيظ الأطفال، إنما يضيع عليهم ميزة تلك المرحلة من عمرهم.
ونفس الحكم نقوله للآباء والأمهات الذين يهملون تحفيظ أولادهم. وينسون الوصية التي قال فيها الرب ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك. وقصها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك..." (تث6: 6، 7).
وثقوا جميعًا أنكم إن لم تملأوا ذاكرة الأطفال بما يفيد، فسوف تمتلئ بأشياء أخرى.
إن لم تمتلئ بالتراتيل والألحان، فسوف تمتلئ بالأناشيد والأغاني من مصادر أخرى...
وإن لم تمتلئ بقصص القديسين وشخصيات الكتاب وقصص الفضيلة، فسوف تمتلئ بتفاهات شتى، وربما بأشياء ضارة.
ليتنا نضع برنامجًا للحفظ، خاصًا بالأطفال، سواء للبيوت، أو للتربية الكنسية.
ويمكن تعليق آيات في براويز داخل بيوتنا، ليحفظها الأطفال، ويحفظها الكبار معهم. ويصبح وجود طفل في البيت بركة روحية لكل أفراد الأسرة. بسببه يحفظون الآيات والتراتيل، وبسببه يحترسون في الكلام وفي استخدام الألفاظ اللائقة وينمون معه روحيًا، إن لم يكونوا قد نموا من قبل...


- الطقوس بالنسبة للطفل





ما أجمل كنائسنا بكل ما فيها من إشباع لحواس الطفل... وهذا الإشباع الذي ينتقل إلى روحه أيضًا... أقصد ما في الكنيسة من أيقونات، صور ملائكة وقديسين، وما فيها من ألحان وموسيقى، وما فيها من بخور. يضاف إلى ذلك الملابس الكهنوتية، تحركات الأب الكاهن والشمامسة. والشموع التي يحملها أثناء قراءة الإنجيل، وحول المذبح... بالإضافة إلى الركوع والسجود. كل هذه الطقوس تشبع نفس الطفل، وتكون مجالًا لتأمله، وتربطه بالكنيسة أيضًا.
لذلك فالطفل الذي يرسم ابصلتس في صغره، ويتعود المجيء إلى الكنيسة والمشاركة في أسرارها، يكون أكثر عمقًا في روحياته... بل أيضًا كل هذه الطقوس تغرس العقيدة في أعماقه، فلا ينحرف عنها إذا كبر. وبخاصة كلما ينمو في الفهم وفي معرفة ما يتلى في القراءات الكنيسة ... ويفرح الطفل أنه يلبس تونية، ويدخل إلى الهيكل، ويمسك شمعة في يده، ويرد بعض المردات وراء الأب الكاهن، ويتناول من الأسرار المقدسة.
وهنا لا تصبح الطقوس مجرد طقوس، إنما فيها الإيمان والعقيدة والروحيات والممارسة، والمعرفة...
كل هذا يأخذه الطفل في مرحلة التسليم، قبل أن يكبر في السن، ويدخل في مرحلة طغيان العقل وسيطرته على كل شيء ، ومحاولته المناقشة والجدل في كل ما يتلقاه. الطفل الذي تسلم العقيدة والإيمان في مرحلة الطفولة. هذا إذا دخل في مرحلة النضوج الفكري، يساعده العقل على الفهم، وليس على الشك... لا ننسى أيضًا النعمة التي تعمل فيه من خلال الأسرار الإلهية. أما الذين يقولون: نعمد الطفل حينما يكبر ويؤمن، إنما يحرمونه من شركة الكنيسة في طفولته ولا ندرى حينما يكبر، ماذا سيكون؟ وأية عوائق ضد الإيمان تكون قد دخلت إلى نفسه.



- أهمية فترة الطفولة





في إحدى المرات قال أحد بابوات الكاثوليك:
"أعطني أطفال العالم، أجعل العالم كله كاثوليكيًا". خذ أنت الأطفال واجعلهم من الأرثوذكس...
إن الأشياء التي تنطبع في الطفل أثناء طفولته، يكون لها تأثير على حياته كلها...
لذلك فإن علماء علم النفس حاليًا يحاولون أن يرجعوا كل طباع الإنسان وانفعالاته، وكل نواحي قوة شخصيته أو ضعفها... يرجعونها كلها إلى فترة طفولته. العقد النفسية التي فيه، يرجعونها إلى ما ترسب فيه أثناء طفولته، كذلك ما في أخلاقه من شجاعة أو خوف أو تردد، وما يتصف به في معاملات مع الناس من ثقة أو شك...
فترة الطفولة هي الأساس الذي تبنى عليه كل حياته...
إذن اهتموا بالطفولة، وقدموا لها كل ما لديكم من علم وفن، وكل ما في قلوبكم من حب وحنان.



- العلاقة بين مرحلة الطفولة المبكرة و المتأخرة





نبدأ الآن مع مرحلة الطفولة المتأخرة، وهي تشمل السنوات الخمس التالية من حياة الطفل (مرحلة التعليم الابتدائي تقريبًا).
كمقدمة، لا نستطيع أن نضع فواصل أو حدودًا حاسمة بين فترة وفترة.
فلا يمكننا بالنسبة إلى جميع الأطفال، أن نقول بطريقة قاطعة إن مرحلة الطفولة المبكرة تنتهي عند هذه السن، ثم تبدأ فترة الطفولة المتأخرة في سن (كذا)... فقد يحدث تداخل بين المرحلتين عند كثير من الأطفال...
فالأمر يختلف من طفل لطفل...
حسب درجة ذكائه، ونوع نفسيته ، وكيفية تربيته، ومقدار خبرته، وما ناله من توعية ومن تعليم، وما اكتسبه من صفات وراثية... كل هذه الأمور تؤثر فيه، وتوجد تفاوتًا بين طفل وطفل... ولكننا فيما سنشرحه، إنما نتكلم عن الخطوط العامة.
كذلك فالانتقال من فترة إلى فترة يحدث تدريجيًا...
كلما نضج الطفل في عقله وفي نفسيته... وقد يكون هذا النضوج سريعًا عند طفل، وبطيئًا عند آخر... كما لا ننسى مطلقًا نوع الطباع. فقد يكون أحد الأطفال بشوشًا بطبيعته، يميل إلى التآلف مع الغير، بينما طفل آخر يكون منطويًا لا يصادق أحدًا بسرعة..
مرحلة الطفولة المبكرة، ومرحلة الطفولة المتأخرة، تشتركان معًا في بعض الصفات. ولكن تختلفان في مستوى النضج...
كلاهما يشتركان في القدرة على الحفظ، وفي حب التقليد، وفي محبة من يقدم الحب والعطاء والمديح والمداعبة...
وكل منهما فترة تسليم.



- تفاوت بين المرحلتين





فى المرحلة الابتدائية، يصدق الطفل ما يقال له. ولكنه كلما ينضج في عقله، يقبل بعض الأمور، ويسأل في أمور أخرى، وقد لا يقبل أمورًا ثالثة. وبعض النقاط تحتاج بالنسبة إليه إلى تفهيم ... في المرحلة السابقة، كان يعتبر كل شيء ملكًا له، ويأخذ ما يريد كأنه من حقه...
ولكنه يبدأ هنا أن يفرق بين الذي له، وبين ما يملكه غيره.
وإن أخذ مما لغيره، يشعر بأنه يرتكب خطأ. فيلجأ إلى الإخفاء. وإن سئل عما أخذه قد يكذب. ويكون الكذب هنا كذبًا، وليس خيالًا كما كان في المرحلة السابقة. وإن استردوا منه أخذه من غيره، قد يقاوم، وقد يصمت وقد يستسلم ويبكى...


- مجتمع أوسع




في هذه المرحلة، ينتقل إلى مجتمع جديد، أوسع من نطاق الأسرة، إنه خارج بيته.
في هذا المجتمع يلتقي بنوعيات من الناس، قد يتأثر بهم. وتصبح له مصادر للمعرفة غير والديه وأهله: منهم المشرفون والمدرسون، ومنهم الزملاء في دور الحضانة أو في المدرسة. وقد يتعرف على طباع وتصرفات لم يتعودها...
ومن المفروض أن نقدم له الرعاية اللازمة والحماية.
إما أننا نغرس في ذهنه وقلبه مبادئ ترسخ فيه، خلال فترة تواجده في محيط الأسرة وحدها قبل أن يخرج إلى المجتمع الأوسع. بحيث أن ما يراه شاذًا بالنسبة إليه، يبتعد عنه تلقائيًا وإما أننا نلاحظ بعناية، ونصحح له ما يلتصق به من أخطاء خارج محيط الأسرة.
ونحتاج هنا أن نصادق الطفل، حتى لا يخفى عنا شيئًا. فهو إن كان بخبرته السابقة يخاف الأسرة وعقابها، فإنه لابد سيخفى عنها كل ما يجد عليه، أي كل ما يتعلمه من ألفاظ ومن تصرفات، حتى لا يقابل بالضرب أو التوبيخ أو التهديد. أما إن صادقناه، وأشعرناه بالأمان، وأن أخطاءه سنقابلها بالشرح والتوجيه المخلص دون أذى... حينئذ سيكشف لنا كل شيء، فيمكننا معالجة الأمور من بدايتها ونشرح له كيف يسلك في المجتمع الجديد، إذ سيحكى لنا بدون خوف...
- مدارس الأحد





في هذه المرحلة الابتدائية، يدخل مدارس الأحد.
ويتلقى فيها تعليمه الديني. وبعض الأسرات تعتمد اعتمادًا كاملًا على مدارس الأحد. بحيث تلقى عليها كل مسئوليه التعليم الديني للطفل. وهذا خطأ. لأن مسئولية الوالدين عن طفلهما لا تزال قائمة، سواء في تعليمه الديني، أو في الإشراف على هذا التعليم...
نسأل إذن عن واجب الوالدين في الإشراف على التعليم الديني لطفلهما:
ما أسهل أن يذهب الطفل إلى مدارس الأحد، ولا يلتفت إلى الدرس، ولا يستوعب منه شيئًا، ولا يتذكر منه شيئًا. وكثيرًا ما كنت أقابل بعض الأطفال، وأسألهم عن آخر درس تلقوه في مدارس الأحد. فتكون إجابتهم هي أحد الدروس الثلاثة المشهورة وهي: درس مش عارف، أو مش فاكر، أو لم أحضر في الأسبوع الماضي...
طبعًا الواجب على مدرس مدارس الأحد أن يراجع الدرس علي تلاميذه، ويتأكد من استيعابهم وحفظهم...
كذلك من واجب الأم أن تسأل ابنها عندما يرجع من مدارس الأحد عن الدرس الذي أخذه.
وحينما يعرف الطفل سيسألونه في البيت عما أخذه لابد سيلتفت ويركز أثناء الدرس، حتى لا يخجل في البيت ويقول: لا أعرف...‍‍! كذلك من واجب الأبوين أن يكملا معلومات الطفل، بإعطائه دروسًا أخرى. فتزداد معلوماته من جهة، ويشعر من جهة أخرى أن والديه لهما صله بالدين، فيحترمهما. ويستطيع أن يسألهما فيما يجهله من أمور الكتاب والعقيدة ... والتعليم الديني بالنسبة إلى الطفل سهل لأنه في مرحلة التسليم والتلقين. وليست لديه شكوك يحتاج أن يعرف إجابة عنها. لأنه لم يصل إلى مرحلة الشك بعد ..


- التسليم عند الطفل





الطفل في هذه الفترة مستعد لأن يتسلم أشياء كثيرة فهو يقبل ما تقدمه له من معلومات، ولا يعارض... إلا لو كان شيئًا مضحكًا أو غير مقبول، فيعتبر الكلام مداعبة...
هذه الفترة هي من أصل الفترات لغرس العقائد.
عن طريق التسليم، وليس عن طريق الشرح والتعليم. يقبل مثلًا عقيدة التثليث دون شرح. تدربه على رشم الصليب، فيفعل ذلك: تقول له "باسم الأب والابن والروح القدس" فيردد ذلك معك دون أن يسألك.
كذلك تسلمه قانون الإيمان فيتسلمه دون أن يناقشك في محتوياته، دون أن يستوضح معاني ألفاظه...
إن حاولت أن تشرح له، سوف تربكه...
كما أن عقله لا يكون قد نضج بالمستوى الذي يقبل فيه الشرح والتفهيم وعمق المعاني.













رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فترة الطفولة هي السن نافعة للحديث عن قوة الله وعظمته
فترة الطفولة من أحسن الفترات لغرس الإيمان بمحبة الله ورعايته لنا
فترة الطفولة هي الأساس الذي تبنى عليه كل حياته
أهمية تدريب الاطفال على استخدام المرحاض
أهمية فترة الطفولة


الساعة الآن 10:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024