الشيخ باييسيوس الآثوسي فيعلّمنا بأن نحافظ على فرحنا لأننا أحياء، ونتمسك بذات الفرح لدى موتنا. فهو يخاطبنا قائلاً : (إن الإنسان يفرح لأنه يعيش وكذلك يشعر بنفس الفرح لأنه سيموت، لأن الفردوس أفضل حالاً. لأن ما يعطيه الله من الفرح ههنا، هو جزئي بالنسبة لذاك الذي في الفردوس). من هنا يأتي فرح الشهداء وعدم مبالاتهم بعذابات استشهادهم. وهو ما عبّر عنه ثيوفان الحبيس بالقول التالي: (فالشهداء كانوا يُطربون في خضم عذابات الاستشهاد، وعبّروا عن هذا الفرح العارم لا بمجرد الكلمات، بل بطريقة فعلية). لأنه بحسب الأب فيكتور شلحت: (من يتّحد بموت المسيح يتّحد أيضاً بقيامته). لقد وجّه بطرس الرسول إلى المسيحيين الإرشاد التالي: "افرحوا بقدر ما تشاركون المسيح في آلامه، حتى إذا ما تجلّى مجده كنتم في فرحٍ وابتهاج" (1بط4و13).