جلس الوالي مشير وقدموا إليه بقية المسيحيين، فقدموا أولا القديس ارسيفيوس وابتدره الوالي قائلا: "ياارسيفيوس ارفع البخور فقد رأيت العقاب الذى عاقبت به ابسخيرون واسجد للآلهة."
فأجاب قائلاً: "إنني لا أرفع بخورا للأصنام ولن اترك إلهي الذي روحي بيده. وإني يا سيدي لن اطيعك في ذلك." فغضب الوالي وأمر أن يضرب بسياط من جلد الثيران، أما القديس ارسيفيوس فكان قوى القلب شديد العزم، فأمر الوالي أن يصلب منكسا علي عمود حتى يهرق دمه علي الأرض ووسط هذه الآلام اقترب منه الوالي محدثا أياه أن يرحم نفسه ويستريح من هذا العذاب بأن يطيع أوامره فيعفوا عنه وإلا سوف يتركه هكذا حتى يموت، فالتفت إليه القديس ارسيفيوس وأجابه في هدوء: "إننا لم نأت إلى هذا الموضع ونحن ذوو قلبين، بل متفقين بقلب واحد ونية مستقيمة ولا نهاب عذابك."