السلوك المسيحى والرهبنة
فى فكر
البابا كيرلس السادس
++++++++++++++++++
السلوك والكمال المسيحى .
+ يقول الرب يسوع المسيح له المجد :" فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذى فى السموات هو كامل " ( متى 5: 48 ).
+ " ولما كان أبرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر الرب لأبرام وقال له أنا اللـه القدير . سر أمامى وكن كاملا " ( تك 17 : 1 ).
+ " تكون كاملا لدى الرب الهك " ( 2 تث 18 : 13 ) .
+ أخيراً أيها الإخوة افرحوا ، اكملوا ، تعزوا ، اهتموا اهتماما واحداً ، عيشوا بالسلام وإله المحبة والسلام سيكون معكم "( 2 كو 13 : 11 ) .
لم يكن اتجاه البابا كيرلس للرهبنة لمجرد فكرة طارئة استهوته ، بل إن انخراطه فى سلك الرهبنة هو ثمرة ناضجة لحياة فاضلة مارسها فى بيته وفى حياته كلها .
وفى الخطابات التالية التى كان يرسلها لبعض أبنائه نقرأ بعض تعاليمه ووصاياه لهؤلاء الأبناء لكى يسلكوا ويعيشوا كما يحق لإنجيل المسيح ( فى 1 : 27 ) .
+ الترتيب والنظام :
وفى رسالة لأحد أبنائه نقرأ هذه السطور :
" أولاً : يجب أن يكون كل شىء عندكم بترتيب ونظام ، لأن الهنا إله نظام ، وإذا ما وجد الترتيب والنظام وجدت البركة والنعمة ، تأمل يا عزيزى فى المعجزة التى عملها السيد المسيح له المجد عند إشباعه الجموع من الخمس خبزات والسمكتين ، كيف أمر التلاميذ أن يتكئوا الجموع فرقاً فرقاً ، خمسين خمسين ، ألم يدل هذا على الترتيب والنظام . ولعلك تقول : وما هو الداعى لذلك أو ما هى المناسبة ؟ . أقول لك : يجب ومن الضرورى أن توجدوا الترتيب عندكم فى أكلكم ، وفى شربكم ، فى جلوسكم ، فى ملابسكم ، فى تصرفكم ، وأقول فى ضحككم ، فى صلاتكم ، فى صومكم فى ترتيلكم ، فى كلامكم ، فى معاملتكم .
· فى الصلاة :
" قلت : الترتيب فى صلاتكم أعنى بذلك تكون الصلاة بصوت غير مرتفع كثيراً ، ويقف الإنسان على قدر الإمكان وقدر الوقت . إن كان مزمور أو اثنين ، كما قلت حسب الوقت ثم الإنجيل وبعض الطلبات ، على شرط تكون بمداومة ، لأن الشىء إذا كان بمداومة كنوز عظيمة يربى " .
فى الصوم :
" قلت فى صومكم : أعنى بذلك تصومون بالجسد ، وتصومون بالقلب ، تصومون عن أكل اللحم ، وتصومون عن النميمة ومسك السيرة :"فلان طيب ، وفلان ردىء "هذا لا يكون ، بل صوم اللسان أفضل من صوم الفم وصوم القلب من الغضب والأفكار من الاضطراب أفضل من الإثنين ".
فى الصدقة :
" قلت فى صدقتكم : أعنى بذلك لا تعطى حبا فى الافتخار ، ولا حبا فى الظهور .. يقول الكتاب ( لا تعرف شمالك ما تفعل يمينك ) " .
فى العمل مع الإتضاع :
وكتب لأحد أبنائه رسالة أخرى يقول فيها :
" أولاً : اجتهد أن تكون أمينا فى عملك ، واحتفظ من حيل العدو . كن مطيعاً لرؤسائك خاضعاً لهم ولو كانوا ذوى أخلاق غير حميدة . تمسك بالتواضع ، لأن من يتضع يرتفع ، والمتواضع محبوب من اللـه والناس ومنظره مخيف للشياطين بل ومحبوب من الملائكة والقديسين ، واللـه يعطى نعمة للمتواضعين . واعلم أنه إذا كانت الكبرياء أشر الرذائل فيكون التواضع أعظم الفضائل وأجلها وأسماها . وليس من يقول عن نفسه أنه متواضع هو كذلك بل المتواضع الحقيقى هوالذى يشعر فى ذاته أنه حقير وينظر فى إخوته أنهم أفضل منه علماً ومعرفة ومقاما ومركزاً ومهما عمل شيئاً ويذكر قول الإنجيل " أننا عملنا ما كان يجب علينا " .
+ عدم الحاباه :
" لاتحاب بالوجوه ، أعنى بذلك إذا جاء اليك واحد ذو مقام رفيع لأجل عمل ، ويكون آخر فقير ربما يكون واقفاً له وقت من الزمن ،فتؤخر عمل هذا الفقير وتبحث وتنتهى عمل هذا الغنى هذا لا يكون . إذا تصادف معك هذا الأمر فاعمل جهدك أن تنهى عمل الفقير الواقف أمامك ثم التفت لعمل الثانى ، لأنك طبعاً ستكرمه وتحضر له كرسياً وقهوة وخلافه . الغرض لا تغش ضميرك .
منقول من موقع دير الشهيد مارمينا العجايبي بمريوط