لا تَخافوهُم إِذاً! فَما مِن مَستُورٍ إِلاَّ سَيُكشَف، ولا مِن مَكتومٍ إِلاَّ سَيُعلَم.
المسيح لم يكن له تعاليم سرية تخصّ بعضًا من الناس وتكون سرًا على العامة، إنما أراد يسوع كنيسة واضحة المعالم مكشوفة الأوراق وذات الشفافيّة؛ وقد تشير هذه الآية أيضا من ناحية أخرى الى كل مؤامرات الفريسيين في الظلمة التي صارت في نور المسيح مكشوفة، وتشير أيضا الى شر الشيطان الذي يفضحه الرب كما جاء في تعليم بولس الرسول "خَلَعَ أَصحابَ الرِّئاسةِ والسُّلْطان وشَهَّرَهم فسارَ بِهِم في رَكْبِه ظافِراً" (قولسي 2: 15) اما الابرار فيظهرون بالمجد "فإِذا ظَهَرَ المسيحُ الَّذي هو حَياتُكم، تَظَهَرونَ أَنتُم أَيضًا عِندَئِذٍ معَه في المَجْد" (قوسي 3: 4). ونجد هنا السبب الأول لعدم الخوف هو ان التلميذ هو الشاهد للكلمة وخادم لها ليس مصدرها، فالكلمة لها قوة وحيوية في حد ذاتها، كي تنمو وتنضج تماماً مثل البذرة. وتلميذ الرب هو مجرّد خادم يزرع الكلمة في كل مكان، ولا يستطيع إلاّ أن يشهد على قوتها وحيويتها.