رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوشيا ومخافة الرب كان يوشيا ابن ثماني سنين حين مَلَكَ.... وعمل المستقيم في عيني الرب، وسار في طرق داود أبيه، ولم يَحِد يمينًا ولا شمالاً ( 2أخ 34: 1 ، 2) قُتل والد يوشيا بواسطة عبيده بعد حكم قصير فاسد لمدة سنتين وهو في الرابعة والعشرين من عمره ( 2أخ 33: 21 - 25). ومثل هذه الأشياء ما كان يجب أن تكون، لأنها الثمار المُحزنة للشر والغباوة، والبراهين المُذلة على ابتعاد يهوذا عن يهوه. ولكن كان الله فوق كل ذلك. ومع أننا ما كنا ننتظر أن نجد فتى ابن ثماني سنين على عرش داود ومع ذلك فإن هذا الفتى يجد ينبوعه الثابت في إله آبائه، ولذلك نرى في هذه الحالة كما في كل الأحوال الأخرى معنى القول «حيث كَثُرت الخطية ازدادت النعمة جدًا» ( رو 5: 20 ). ونفس وجود يوشيا في وقت الحداثة وعدم الاختبار أعطى فرصة لظهور «النعمة» الإلهية وبيَّن قوة وقيمة كلمة الله. هذا الفتى كان موضوعًا في مركز ذي صعوبة وخطورة خاصة؛ فكان مُحاطًا بشرور من أنواع مختلفة منذ زمن طويل، ولكنه «عمل المستقيم في عيني الرب، وسار في طُرق داود أبيه، ولم يَحِد يمينًا ولا شمالاً. وفي السنة الثامنة من مُلكهِ إذ كان بعد فتى، ابتدأ يطلب إله داود أبيه. وفي السنة الثانية عشرة ابتدأ يُطهِّر يهوذا وأورشليم من المرتفعات والسواري والتماثيل والمسبوكات» ( 2أخ 34: 2 ، 3) كانت هذه بداءة صالحة، وما أجمل أن يُطبع القلب بطابع مخافة الرب وهو غض. فإن مخافة الرب تحفظ القلب من شرور ومفاسد لا حصر لها «رأس الحكمة مخافة الرب» ( مز 111: 10 ). ومخافة الرب علّمت هذا الفتى أن يعرف ما هو «مستقيم». وما أجمل القوة العظيمة المنطوي عليها القول: «وعمل المستقيم في عيني الرب»؛ ليس المستقيم في عيني نفسه ولا في عيني الناس ولا في عيني الذين سبقوه، ولكن المستقيم في عيني الرب. هذا هو الأساس الراسخ لكل عمل مستقيم. لا يمكن أن يوجد شيء مستقيم ولا شيء من الحكمة ولا من القداسة حتى تأخذ مخافة الله موضعها الصحيح في القلب. قد نعمل أشياء كثيرة بسبب الخوف من الإنسان، وأشياء أخرى كثيرة بسبب قوة العادة وبسبب المؤثرات المُحيطة بنا، ولكن لن نستطيع أن نعمل ما هو مستقيم حقًا في عيني الرب حتى تصل قلوبنا إلى فهم مخافة اسمه القدوس. وكل مَن يسير في مخافة الله تراه دائمًا حازمًا ومُخلصًا ومُحررًا من المعطلات والمؤثرات، بعيدًا عن الإدعاء والافتخار. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصداقة ومخافة الرب |
مزمور 111 | المعرفة ومخافة الرب |
شفرة وفوعة ومخافة الرب |
شفرة وفوعة ومخافة الرب |
ثواب التواضع ومخافة الرب |