رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
☦︎♡ ماذا يعني رفض التقليد؟ رفض التقليد يعني أنّ كلّ واحد يصير هو نفسه معیار سلوكه في الإيمان والأعمال ، على طريقة الفرق البروتستانتيّة. وهذا ما يناقض كل فكر الكتاب المقدس، الّذي يشدّد على أنّ السلوك "بذات الروح الواحد"، يعني سلوكاً "بذات الخطوات الواحدة" (۲ کور ١٨:١٢). وما كلّ الهرطقات والانقسامات الّتي حصلت في تاريخ الكنيسة سوى نتيجة الخروج عن هذا التقليد الواحد. ففي فكر العالم هناك دائمًا هاجس العصرنة والتجديد، الّذي يضغط على الكنيسة بقوّة لكي تخرج من التقليد الواحد، وتقبل بكلّ تلك الإبتداعات التي لا تتوقّف عن التغيّر والأشياء الجديدة الّتي تماشي أفكار العصر ومتطلّباته. أما التجديد الحقيقيّ، بحسب فكر الكنيسة، فهو هذا الإبتعاد عن فكر هذا العالم وروحه، عبر العودة إلى فكر الآباء القدّيسين وإلى كل ما ضمّته الكنيسة إلى تقليدها المقدّس. فحركة الروح الإلهيّ العامل في هؤلاء الآباء، وحده يكفل هذا التجديد. فما هذه الروح الّتي تسعى إلى "التجديد والتحرّر" وذلك برفض "كلّ ما هو قديم"، سوی روح "الكبرياء والأنانيّة الإنسانيّة الّتي تريد أن ينبع كلّ شيء من الإنسان ذاته الذي يريد أن يجعل من نفسه محورًا لكلّ الأمور، رافضًا خبرة من سبقه من الآباء والمعلّمين والطاعة لها. إن هذا الروح يشكّل خطرًا كبيرًا على الحياة الكنسيّة وخاصّة عندما يحمله رؤساء کهنة ويجرؤون على التصرّف بشكل منفرد عن الكنيسة جمعاء وحياتها الواحدة". لهذا، كل أسقف وكاهن مدعو أن تكون مسيرته ضمن هذا الطريق، لأنّه يوجد خطر كبير عندما نصوغ أو نعمل شيئًا غريبًا عن تقليدات الأباء، وبعيدًا عن الأمان الّذي يكفله التقليد. الأرشمندريت غريغوريوس اسطفان |
|