رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أين نسبح الله؟ هَلِّلُويَا. سَبِّحُوا اللهَ فِي قُدْسِهِ. سَبِّحُوهُ فِي فَلَكِ قُوَّتِهِ . هذه هي المرة الوحيدة التي جاءت فيها كلمة الله "ايل" مع كلمة "سبحوا"، وليس "يهوه". فإذ يجتمع الخورس كاملًا، حاملين كل أدوات الموسيقى، ومرتلين جميعًا بصوتٍ واحدٍ في الهيكل، بروح الفرح مع القوة، يسبحون الله القوي الكائن بذاته، المقيم عهدًا مع بني البشر، الذي يباركهم ويخلصهم للتمتع بالحياة الأبدية[2]. يشعر المرنمون وهم مجتمعون معًا في الهيكل كمن هم في السماء حيث المقادس الإلهية، أو في حضن الله القدوس "قدسه". إنهم قائمون في فلك قوته! جاءت كلمة "جلد" هنا المستخدمة في تك 1: 6، وهي مشتقة من فعل معناه يضرب أو ينشر بالضرب مثل الذهب[3]. فالله مُسبح بواسطة السمائيين كما بواسطة كنيسته المنتشرة والممتدة والمرتفعة كجلد السماء. إذ يرتفع المؤمن بروح الله عن العالميات، يشهد لعمل الله الخلاصي وقدرته الفائقة، فيترنم: "السماوات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه" (مز 19: 1). إذ يبدأ المرتل بالتسبيح لله في قديسيه، يعلن التسبيح له في فلك قوته. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم إنه بهذا يعلن أن الله خلق السماء sky لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السماء. كما يرى الذهبي الفم أن الملائكة الساكنين في السماء، يشاركون في التسبيح لله. * من الواجب أن يُسبح الله من قبل السالكين في القداسة والموجودين فيها، لأنه خارج عن القداسة والطهارة تكون أرضًا غريبة. فكيف يمكن أن يُسبح لله في أرض غريبة؟ وكيف تُطرح القدسات للكلاب، والجواهر أمام الخنازير...؟ يقول النبي المعظم: "سبحوا الله في قديسيه"، أعني سبحوه وأنتم في مصاف القديسين. وأيضًا معناه سبحوا الله من أجل القديسين، شاكرين، لأنه جعل الناس بنعمته قديسين، وأضافهم إلى الملائكة، لأجل سيرتهم الطاهرة، ومنحهم مواهب عظيمة. الأب أنسيمُس الأورشليمي * "سبحوا الرب في قديسيه". وفي نسخة أخرى: "في قدسه"، وفي ثالثة: "في المُقدَّس له". هنا إشارة إلى الشعب المقدس أو الحياة المقدسة أو القديسين. لنلاحظ كيف بدوره يختم السفر بالشكر، معلمًا إيانا كيف تكون بداية أعمالنا وكلماتنا ونهايتها هكذا (بالشكر). هكذا أيضًا يقول بولس: "كل ما عملتم بقولٍ أو فعلٍ، اشكروا الله الآب بالمسيح" (راجع كو 3: 17). هذا هو طريق بداية صلاتنا، حيث نبدأ بالقول: "أبانا"، وهذا يحمل شكرًا، لأجل إحساناته، مظهرين أن هذا كله يليق أن يُنسب إلى اسمه. بالقول: "أبانا" تعترفون بالبنوة، وبالاعتراف بالبنوة تعلنون عن البرّ والتقديس والخلاص وغفران الخطايا والانقياد بالروح. تُقدم كل هذه أمامنا، كما ترون، فنتمتع بالبنوة ونتأهل لدعوة الله أبًا . * يبدو لي أنه يلمح إلي شيء آخر بقوله: "في قديسيه"... فهو يشكر، لأنه يقدم مثل هذا الطريق العجيب من الحياة إلى كياننا، بمعنى يجعل الكائنات البشرية ملائكة . القديس يوحنا الذهبي الفم |
|