ولما نظر يوسف إخوته عرفهم،
فتنكَّر لهم وتكلم معهم بجفاءٍ
( تك 42: 7 )
لقد قصد يوسف من ذلك استدراج وإشعار اخوته بحقيقة ما قد فعلوه، كذلك ليُعينهم على التوبة والرجوع الصحيح. وكثيرًا ما استخدم الرب هذا الأسلوب الجاف أو الذي يبدو خشنًا، مثلما استعمله مرة مع المرأة الفينيقية الكنعانية لكي يستحضرها إلى ملء البركة. وكمؤمنين أحباء، كثيرًا ما يُجيزنا الرب في اختبارات ومُعاملات جافة، فيسمح بغلق باب في وجهنا، أو لا يجيب طلبتنا، أو يسمع طلبتنا ويمكث في الموضع يومين (يو11)، كقول صاحب المزمور: «يا رب لماذا تقف بعيدًا؟ لماذا تختفي في أزمنة الضيق؟» ( مز 10: 1 ).
لكن هذه المعاملات التي تبدو جارحة أو جافة أو خشنة، هي نابعة من قلب مُحب، بل من طبيب ماهر، قاصد أكمل علاج. وهذا ما عمله يوسف مع إخوته.