|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في حين لا يبرهن العلم الإقرار بأن الموت أجرةٌ للخطية، فهو لا ينقض ذلك أيضاً. فهذا الأمر إنما يقع خارج نطاق البحث العلمي وبعيداً عن متناوله. ثم إن هذا الإقرار لا يحتاج إلى بيّنة يقدمها العلم. فهو مؤسس على الشهادة الإلهية ومؤكد ساعة فساعة بالخوف من الموت الذي به يخضع الناس للعبودية كل حياتهم (عبرانيين 2: 15). فمهما قيل إذاً في مجال البرهنة على ضرورة الموت، أو الدفاع عن شرعيّته، فهو يبقى أمراً غير طبيعي. إنه غير طبيعي نظراً لجوهر الإنسان ومصيره فيما يتعلق بخلقه على صورة الله، لأن الشركة مع الله تتعارض والموت. فالله ليس إله أموات، بل إله أحياء (متى 22: 32). وعلى نقيض هذا، فالموت طبيعي كلياً نسبة إلى الإنسان الساقط، إذ أن الخطية متى كملت تُنتج موتاً (يعقوب 1: 15). ورغم كل شيء، فبحسب الكتاب المقدس يجب عدم المساواة بين الموت والفناء، كما يجب عدم اعتبار الحياة محتوية على مجرد الوجود الخالص. فالحياة تمتُّعٌ وغبطة بركة ووفرة فياضة، أما الموت فشقاء وفقر وجوع وافتقار إلى السلام والسعادة. الموت انحلالٌ وانفصال لِما ينتمي بعضُه إلى بعض. فالإنسان المخلوق على صورة الله، مقامه الشركة مع الله، حيث يحيا ملء الحياة وفي سعادة إلى الأبد. لكنه متى فصم عري هذه الشركة، يموت في تلك اللحظة عينها ويظل يموت بعد ذلك دائماً أبداً. فتُحرم حياتُه الفرح والسلام وغبطة البركة إذ يكون قد أصبح ميتاً بالخطية. وهذا الموت الروحي، هذا الانفصال بين الله والإنسان، يستمر في الجسد ويبلغ ذروته في الموت الأبدي. ذلك أن مصير الإنسان الأبدي يكون قد خُتم عليه عند انفصال النفس عن الجسد، غير أن وجوده لا ينتهي عندئذٍ. فإنه قد وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة (عبرانيين 9: 27).. ومن ذا يستطيع الوقوف في تلك الدينونة؟ |
|