منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 08 - 2012, 01:41 PM
الصورة الرمزية ezzat azmy
 
ezzat azmy Male
سراج مضئ | الفرح المسيحى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  ezzat azmy غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 568
تـاريخ التسجيـل : Aug 2012
العــــــــمـــــــــر : 52
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 673

الله غير المحدود المصدر: الأهرام اليومى
بقلم : قداسة البابا شنودة الثالث

مقالات قداسة البابا شنودة الثالث من جريدة الاهرام

البابا شنودة الثالث



إن الله تبارك اسمه له صفات كثيرة، ولكنه فى بعض هذه الصفات ينفرد بها وحده، فمثلا صفة الله كخالق. فهو وحده الخالق ولايوجد خالق سواه، ومن صفاته التى ينفرد بها وحده أنه غير محدود. وقد يوجد إنسان يتصف بالحكمة والمعرفة. ولكن الحكمة عند الله غير محدودة والمعرفة غير محدودة. نستطيع بعد هذه المقدمة أن نضع هذه القاعدة، وهى أنه من صفات الله الخاصة به وحده أنه غير محدود، وهو غير محدود فى المكان والزمان وفى القدرة وفى العلم وفى المعرفة وفى كل شيء.
الله غير محدود من جهة المكان والزمان، فهو موجود فى كل مكان، ولا يحده مكان، ولا يسعه مكان. هو فى الكون كله: هو فى السماء وعلى الأرض وما بينهما. هو فى الجو وفى أعماق البحر، السماء هى كرسى الله، والأرض هى موطئ قدميه. هو فى كل مكان، حيث يرى ما يفعل الناس، ويسمع ما يقولونه. كل إنسان مضبوط أمامه. لا يستطيع أن يختفي. كما يقف البشر أمام الله على الأرض، هكذا أيضا يقف الملائكة أمامه فى السماء، أمامه القديسون يسبحون بطهارة قلوبهم، وأمامه أيضاً الأشرار فى أماكن شرهم. إن أشعة الشمس تدخل فى الأماكن الطاهرة كما تدخل أيضا فى الأماكن القذرة لكى تطهرها وتقتل جراثيمها ولا تؤثر عليها قذارتها ولا تتأثر بها.
ـ ولأن الله فى كل مكان لا نقول إنه يصعد أو يهبط، ولا نقول إنه يمشى أو يتحرك. فإن صعد، إلى أين يصعد؟ وهو موجود من قبل فى المكان الذى يصعد إليه! وإن قلنا إنه ينزل إلى مكان ما، فهو بلا شك موجود من قبل فى ذلك المكان الذى سوف ينزل إليه، وهو لا يمشى ولا يتحرك. لأنه فى كل مكان، لا يفارق موضعاً إلى موضع آخر. إنه مالئ الكل، وإن وجدت آيات فى الكتاب المقدس تحمل مثل هذا التعبير، فإنها لكى تقرب المعنى إلى عقولنا البشرية. أو تعنى ظهوره فى المكان الذى يقال أنه نزل إليه أو ظهر فيه أو عمل فيه عملا.
ـ فهو لا يأتى إلى مكان، ولا يفارق مكانا، ولا ينتقل من مكان إلى مكان، لأنه موجود فى كل مكان، وفى كل وقت، وهو لا يأتى إلى مكان لأنه موجود فى المكان الذى يقال إنه أتى إليه. إنما يظهر فيه، أو يعلن وجوده فيه، فيقال أنه أتى إليه.
عندما سلم الله وحى الشريعة لموسى على الجبل، كان فى نفس الوقت فى السماء وعلى الأرض، وأيضاً عندما كل أبانا إبراهيم ودعاه. ويسرى هذا المنطق على كل لقاءات الله مع البشر منذ أيام أبينا آدم وعلى مر الأجيال كلها. إنه غير محدود من جهة المكان.
ـ كذلك الله أيضا غير محدود من جهة الزمان. إنه أزلى أى لا بداية له. والأزلية هى من صفات الله وحده لا يشاركه فيها أحد. لأن كل الكائنات الأخرى هى مخلوقات. وكل مخلوق له بداية وقبل تلك البداية لم يكن له وجود.
ولأن الله أزلي، فهو واجب الوجود، وهو موجود بالضرورة. فوجوده ضرورة تفسر وجود باقى الكائنات.
ـ وكما أن الله أزلي، فهو أيضا أبدى. فهو غير محدود من جهة الزمن، بلا بداية ولانهاية، ولذلك يوصف أيضاً بأنه سرمدي. أنه لا يدخل فى نطاق الزمن ولا مقاييسه. لأنه فوق الزمان. بل هو خالق الزمن. ونفس هذا الكلام يقال عن عقل الله وروحه. نعم يقال عن عقل الله الذى كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان.
وكما أن الله غير محدود من جهة المكان والزمان، كذلك هو غير محدود من جهة القدرة.
ـ فمن جهة القدرة نقول: إن الله كلى القدرة، أو أنه قادر على كل شيء ولهذا نقول: إن كل شئ مستطاع عنده، وأن غير المستطاع عند الناس هو مستطاع عند الله.
ومن هنا نؤمن بالمعجزات. وقد سميت المعجزات بهذا الاسم لأن العقل البشرى يعجز عن تفسيرها. إنها ليست شيئاً ضد العقل، إنما هى فوق مستوى العقل تدخل فى قدرة الله غير المحدود.
ـ ومن قدرات الله غير المحدودة قدرته على إقامة الموتي. ليس فقط فى إقامة أشخاص معينين من الموت. بل بالأكثر القيامة العامة فى أخر الزمان. إقامة كل البشر منذ أبوينا آدم وحواء. بل كل الذين تحولوا إلى تراب، والذين تحللت أجسادهم وامتصتها الأرض. كلهم سيقومون جميعاً، ويقفون أمام الله يوم الحساب بأرواحهم وأجسادهم. إنها قدرة غير محدودة يقف أمامها العقل البشرى مبهوتاً ومذهولاً.
ـ إن الله ليس فقط قادراً على كل شئ، بل هو أيضاً مصدر كل قوة. هو الذى يهب القدرة للملائكة، الذين يستطيعون أن ينتقلوا من السماء إلى الإرض فى لمح البصر، والله هو أيضاً الذى وهب قديسيه قوة لصنع المعجزات كالقوة التى وهبها لموسى النبى حينما ضرب البحر بعصاه. وكالقوة التى أقام بها إيليا أبن أرملة صرفة صيدا من الموت. إنها معجزات ليست بقوتهم البشرية إنما بقوة الله.
ـ إن الله القادر على كل شئ، هو الذى وهب العقل البشرى قدرات عجيبة. والله الذى يهب القدرة، هو قادر أيضاً أن يسحبها متى شاء. هو الذى وهب شمشون الجبار قوة جسدية فائقة للوصف. وعندما كسر شمشون نذره بعد أن باح به لدليلة، سحب الله منه تلك القوة. فأذله أعداؤه.
الله أعطى القوة للنار أن تحرق. ولكنه فى قصة الثلاثة فتية القديسين الذين ألقاهم الفرس فى النار، لم يسمح الله للنار أن تؤذيهم، وشعرة واحدة من رؤوسهم لم تحترق.
نقول أخيراً إن الله سمح أن يكون للشيطان قوة. ولكن الله وضع حدودا معينة لقوة الشيطان، كما يظهر ذلك فى قصة أيوب البار. وأيضا فى التجربة على الجبل قال الرب أخيراً للشيطان: أذهب يا شيطان. فذهب ولم يستطع أن يخالف. ولا ننسى المعجزات الكثيرة الخاصة بإخراج الشياطين، ولعل من بينها قصة لجئون. على أن مصير الشيطان واضح أنه فى يد الله الكلى القدرة الذى سيلقيه أخيراً فى بحيرة النار والكبريت.







.جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام2010
رد مع اقتباس
قديم 24 - 08 - 2012, 01:42 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
ezzat azmy Male
سراج مضئ | الفرح المسيحى

الصورة الرمزية ezzat azmy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 568
تـاريخ التسجيـل : Aug 2012
العــــــــمـــــــــر : 52
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 673

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ezzat azmy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقالات قداسة البابا شنودة الثالث من جريدة الاهرام

لا تخافوا ولا تنزعجوا! المصدر: الأهرام اليومى
بقلم: البابا شنودة الثالث

مقالات قداسة البابا شنودة الثالث من جريدة الاهرام

البابا شنودة الثالث



دعانى إلى الكتابة فى هذا الموضوع، أنى رأيت كثيرين خائفين، بل أرى البعض منهم مرتعبين، وكثيرا من الصحف، بما تنشره من موضوعات مثيرة، ومن صور مثيرة أيضا، تبث الخوف من قلوب قرائها، مثال ذلك عبارة مثل: [مصر تحترق]. أو قولهم [حرقوا مصر، وأضاعوا الثورة! أو عبارة [تدمير الدولة وإسقاطها]. أو عبارة [ضاعت البلاد وتحولت إلى خرابة!] كلها عبارات صعبة غير مقبولة، لست أدرى كيف دار معناها فى ذهن ذلك الصحفى وهو يكتبها!.
وإلى جوار هذا كله، الدخول فى تفاصيل مزعجة، تسندها أيضا صورة مثيرة،وعناوين من نفس النوع. أى موضوعات تثير الخوف أو الحزن أو كليهما. مثل ما ينشرونه عن محاولات لإسقاط الدولة. والدخول فى أحداث صعبة مثل: سرقة بنوك وسيارات ونهب بعض المحلات التجارية، مع عدد من حوادث الخطف وطلب الدية، اقتحام أقسام الشرطة والسجون، وتكرر أحداث السرقة والنهب. وحوادث كرة القدم، وأعداد القتلى والمصابين.
ويدخل هؤلاء الصحفيون أيضا فى موضوعات سياسية، لاينتهون منها إلا إلى البلبلة، ومن غير حل! وبغير حل! مثل سؤال البعض منهم: متى تسلم السلطة؟! وأيضا لمن؟ مع كلام طويل عن المخربين، ومثيرى الفتنة، وعن الانقسام وأنواعه وعن المظاهرات والمليونيات، وعن مشكلة النقد الاجنبي، ومشكلة القروض والعلاقة مع سائر الدول مما يحتاج إلى آراء المتخصصين.
وكل هذا وأمثاله قد يزعج القاريء العادي، ولا ينتفع منه بشيء!. ولهذا رأيت أن أكتب لكم: لا تخافوا ولا تنزعجوا!
ان الخوف يا أخوتى شيء جديد على البشرية، منذ خلق الله الانسان، لم يكن الانسان يخاف، ولم يعرف الخوف إلا بعد الخطية، وبعد مقتل هابيل البار.
ثم تدخل الشيطان فجعله يخاف من الموت، يخاف من الموت ومن كل ما يوصل إليه، فيخاف من الامراض وبخاصة من الامراض الثقيلة الموصلة إلى الموت، ثم من المتاعب والضيقات.
ان الحياة فيها الحلو والمر: فإن ركز الانسان على المر، حينئذ سيتعب منه ثم يخاف ويخاف من كل ما هو مر، أو ما يراه هو مرا وبالتالى من الأحداث التى يراها متعبة أو من الأحداث التى يتصور أنها ستحدث وهى متعبة، ومن المشاكل التى قد تحدث، وليست لها حلول فى ذهنه، وهكذا شيئا فشيئا يبدأ الخوف يستقر فى نفسه، ويخاف من المجهول.
إذا كان الطفل الصغير يخاف إذا ما جلس وحده، إذ ليس هناك ثان ليؤنسه ويعينه، فماذا إذن عن الكبار وأصحاب الفكر الكبير؟!
الذى لا يخاف، يلزمه أن تكون له شخصية قوية من النوع الذى لا يهتز بسرعة ولا يضطرب بسرعة، وإنما يسلك بهدوء فكرا وعملا، ويلزمه أيضا أن تكون له أعصاب هادئة، فالانسان الغضوب ما أسهل أن يخاف، أقصد أن يخاف من نفسه، إذ هو سريع السقوط، وسقوطه يخيفه.
يخاف الانسان اذا ما ساءت سمعته، فسمعته أمام الناس هى ميزان شخصيته وقدر مكانته وقدره فى نظرهم، وهذا الخوف هو خوف ذاتي، وان كانت له أسباب خارجية هى وسائل حفظ السمعة سليمة بعيدة كل البعد عن الرياء والمظاهر الخارجية.
وتنضم إلى هذه النقطة، حفظ الانسان لسمعة بيته وأولاده، فإن ما يمسهم يمسه هو بلا شك.
يوجد من الخوف نوعان: نوع نافع هو الخوف من السقوط، والخوف من جرح مشاعر الآخرين، وكلاهما للخير، ونتائجها طيبة، أما الخوف الضار فهو النابع من ضعف فى الشخصية، فهو لا ينفع صاحبه وهو لا ينفع غيره.
فوق كل نوع من أنواع الخوف، توجد مخافة الله وبها يخاف الانسان أن يكسر وصاياه، أو يعطى أى أمر من أوامره، أو أن يبعد عن الحياة معه، أو أن ينفصل عن بيته المقدس وفى مخافته لله، يحب حياة البر والتقوي. وأحيانا عبارة: «انسان يخاف الله» تحمل أسمى ما يمكن أن ينسب اليه من الفضيلة،وتدعو إلى الاطمئنان إليه.
على أن مخافة الله هى بالضرورة أيضا خطوة مهمة توصل إلى محبته، فالذى يخاف الله، لابد أنه سيسلك فى وصاياه، فاذا ما سلك فيها، يحبها، وبالتالى يحب الله معطيها، وأيضا يحب الله فى محبته لهذه الحياة صار أنقى وأفضل، وتلقائيا يجد نفسه قد انتقل من مخافة الله إلى محبة الله.
أما عبارة «لا تنزعجوا» فتعنى لا تفقدوا سلامكم الداخلى الذى هو هام لكم، وهام أيضا فى تعاملكم مع الناس، وهام ايضا فى مظهركم الخارجى وتقدير الناس لكم. والشخص المنزعج لا يعرف أن يتصرف حسنا فى أى أمر من الامور، إلا لو تخلص أولا من هذا الانزعاج، وعاد إلى الهدوء الطبيعي، ومن هنا يبدأ.
وعدم الانزعاج هو الحالة الطبيعية للحياة العامة، ففى كل مناحى الحياة فى الاقتصاد، فى التعليم، فى الحياة العامة، فى التعامل مع الآخرين، لابد أن يكون الانسان هادئا غير منفعل، لكى يكون مقبولا من غيره، ولكى يصل إلى نتيجة سالمة.
أما من جهة المشاكل والمتاعب التى وردت فى مقدمة هذا المقال، فإن لكل مشكلة حلا أو جملة حلول، لأنك أنت شخصيا لا يمكنك التحرك فى كل المجالات، وفى كل التخصصات انما اعمل فيما تستطيعه على قدر الامكانات التى وهبك الله إياها.
وأيضا اعتمد على الله وعلى نعمته وقدرته فى كل ما يقابلك من مشاكل ومن أسئلة صعبة، وأيضا اعرف ان لكل مشكلة مدى زمنيا لكى يمكن حلها فيه، فلا تنظر إلى مشكلة وتظن انها لابد ان تحل الآن! هذا كلام غير طبيعي، وعلى رأى المثل: إن الله لم يخلق العالم فى يوم واحد.
أعود مرة أخرى وأقول: لا تخافوا ولا تنزعجوا.







.جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام2010
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 08 - 2012, 01:44 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
ezzat azmy Male
سراج مضئ | الفرح المسيحى

الصورة الرمزية ezzat azmy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 568
تـاريخ التسجيـل : Aug 2012
العــــــــمـــــــــر : 52
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 673

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ezzat azmy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقالات قداسة البابا شنودة الثالث من جريدة الاهرام

العالم مُحتاج
المصدر: الأهرام اليومى
بقلم: البابا شنودة الثالث


مقالات قداسة البابا شنودة الثالث من جريدة الاهرام

البابا شنودة الثالث



على الرغم من كل ما فى العالم من كنوز، ومن خيرات لا تحصي، ومن نتائج كثيرة لنمو العلم والمخترعات، ومن نتائج عجيبة للمدنية والحضارة والعلم. ومع ذلك فإنه محتاج ولعلنا نسأل إلى أى شيء هو محتاج؟! العالم محتاج إلى السلام وإلى الهدوء، فإلى أى مكان نذهب إليه نجد احتياج العالم إلى السلام، فى هذا الجو المضطرب، والذى يموج بالاختلافات فى كل بلد وفى كل مكان. حتى إنك لا تتصفح الجرائد فى أى يوم، إلا وتجد أخبار الصحف الرئيسية عن مشاكل العالم جملة، وعن المشاكل المحلية فى كل بلد. تجد هذا فى العناوين الرئيسية. فإن دخلت إلى التفاصيل تجد ما هو أبشع. نعم هذا هو العالم الذى خلقه الله فى سلام. وفيه كان يعيش أبونا آدم فى سلام حتى مع الوحوش. كانت فى سلام معه، ويعيش هو فى سلام معها، وتأتى إليه ويسميها بأسماء. وبنفس الوضع كان يعيش أبونا نوح مع الوحوش فى الفلك ويهتم بها ويغذيها، ويتعهدها بالرعاية.
وإن كان السلام هكذا، فإن الله قد أوصانا قائلا: «وأى بيت دخلتموه، فقولوا سلام لأهل هذا البيت». وهكذا عندما كنت أزور أى بيت من بيوت أولادنا فى المهجر، كانت أول عبارة أقولها عندما تخطو قدماى باب بيتهم، كنت أقول: قال الرب: «وأى بيت دخلتموه فقولوا سلام لأهل هذا البيت».
والسلام معروف فى كل تحياتنا مع بعضنا البعض. فإن حضر أحد من سفر نقول له: حمدا لله على السلامة. وإن سافر، نقول له: مع السلامة، وإن وقع على الأرض، نقول له: سلامتك. وأى اجتماع رسمي، نبدأه بالسلام الجمهوري.
- والسلام على أنواع ثلاثة: سلام مع الله، وسلام مع الناس، وسلام داخل النفس، فى الفكر وفى القلب، مابين الإنسان وبين نفسه، ولذلك فالإنسان البار هو فى سلام مع الله.
أما إذا بدأ بالخطية يبتعد عن الله، حينئذ يفقد سلامه الداخلي، ويحتاج أن يصطلح مع الله بالرجوع إليه. غير المؤمن يصطلح مع الله بالإيمان وحياة البر.
أما المؤمن الخاطئ، فيصطلح مع الله بالإيمان وحياة البر. وإلهنا المحب الغفور يكون مستعدا لقبول ذلك الصلح، إذ يقول: «ارجعوا إلى أرجع إليكم».
ويأتى هذا السلام أيضا بحفظ الله للإنسان: كما يقول: ها أنا معك وأحفظك حيثما تذهب. أحفظك من حروب الشياطين، ومن الناس الأشرار. وأحفظك من حروبك الداخلية، وأحفظ دخولك وخروجك. وينضم إلى هذا المزمور وعود الله الكثيرة، كقوله: ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر «وقوله عن الكنيسة: "إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها".
- نقطة ثانية وهى سلام مع الناس، فيها يسلم الناس على بعضهم البعض ليس فقط بالأيدى وإنما بالقلب والشعور أيضا. وإن كانت بينهم خصومة من قبل فإنهم يتصالحون. ولأنه قد يبدو من الصعب أن تصطلح النفس مع كثير من الأعداء والمقاومين، فإن الكتاب يقول: «إن كان ممكنا، فعلى قدر طاقتكم سالموا جميع الناس، وقيل على قدر طاقتكم» فإن هناك أشخاصا تحاول أن تسالمهم وهم لا يريدون إما بسبب طباعهم، أو بسبب سلوكك الطيب يكشف سلوكهم الردئ، أو لأنهم يحسدونك بسبب نجاحك، أو بسبب تدبير أوبسبب تدابير معينة يدبرونها، أو لأى سبب آخر. فهؤلاء أيضا سالمهم حسب طاقتك. وإن وجد خلاف فلا يكن بسببك أنت. قد يعاكسك الغير. ولكن لا تبدأ أنت بالخصومة. ولا تكن حساسا جدا من جهة احتمال أخطاء الغير، كن واسع الصدر حليما وتذكر أنه قيل عن موسى النبي: «وكان الرجل موسى حليما جدا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض».
إن بدأ الغير بالخصومة فاحتمل، فقد قيل فى الكتاب: «لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء. لا تجازوا أحدا عن شر بشر». لذلك ابعد عن الغضب. ولاتعط فرصة لأحد أن يستثيرك فتخطئ واسمع هذه النصيحة الغالية: لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير. واعرف أن الذى يحتمل هو الأقوي. أما الذى لا يستطيع أن يحتمل فهو الضعيف. لأنه لم يقدر على ضبط نفسه.
- لا تطالب الناس بمثاليات لكى تستطيع التعامل معهم. نعم، بل تعامل معهم كما هم، وليس كما ينبغى أن يكونوا، وإلا فربما يأتى عليك وقت تختلف مع الجميع، إننا نقبل الطبيعة كما هي: الفصل الممطر، والفصل العاصف، والفصل الحار. دون أن نطلب من الطبيعة أن تتغير لترضينا. فلتكن هذه معاملتنا لمن نقابلهم من الناس، إنهم ليسوا كلهم أبرارا أو طيبين. كثير منهم لهم ضعفات، ولهم طباع تسيطر عليهم، إنهم عينات مختلفة، وبعضها مثيرة، فلتأخذ منهم بقدر الإمكان موقف المتفرج وليس موقف المنفعل، وعاملهم حسب طبيعتهم بحكمة، ولكن احترس من معاشرة الأشرار الذين قد يجذبونك إلى الخطيئة معهم، إن المعاشرات الرديئة قد تفسد الأخلاق الجيدة.
- النقطة الأخيرة هى السلام داخل النفس، أى السلام داخل القلب والفكر، والذى عنده مثل هذا السلام، يظهر أيضا هذا السلام فى ملامح وجهه. فنجد أن ملامحه مملوءة سلاما، ويستطيع أن يشيع السلام فى نفوس الآخرين، وفى وجوده، يكون الجو مملوءا سلاما، ويكون مملوءا أيضا اطمئنانا وذلك بسبب عمل الله معه، وعمل الله فيه.
أما الذى يقد سلامه الداخلي، فإنه يقع فى الاضطراب والخوف والقلق والشك.







.جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام2010
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 08 - 2012, 01:45 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
ezzat azmy Male
سراج مضئ | الفرح المسيحى

الصورة الرمزية ezzat azmy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 568
تـاريخ التسجيـل : Aug 2012
العــــــــمـــــــــر : 52
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 673

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ezzat azmy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقالات قداسة البابا شنودة الثالث من جريدة الاهرام

ردود الفعل المصدر: الأهرام اليومى
بقلم: البابا شنودة الثالث

مقالات قداسة البابا شنودة الثالث من جريدة الاهرام

إن كان ما يزرعه الإنسان إياه يحصد، فإن هذا ينطبق أيضا على كل تصرفات أى شخص، بل على كل كلمة يقولها، ورد الفعل قد يكون خيرا أو شرا حسب موقعه. وهكذا فى العلاقات البشرية: نرى أن المحبة تلد محبة، والعداوة قد تلد عداوة، واللطف يلد لطفا، بل إن ابتسامة فى وجه طفل، تطبع ابتسامة أخرى على شفتيه.
- والأدب والاحترام فى معاملة الناس، من ردود فعله أدب واحترام للجهتين، أتذكر زميلا لنا فى الدراسة، كان لا يكلم أحدا إلا باحترام شديد، وكانت النتيجة أن الكل يقابلونه بالمثل، وإن خرج أحد منهم عن اللائق، كان هذا الزميل يتصرف بأسلوب رصين ورزين. وبهذا يجبر ذلك الآخر على تعديل سلوكه.
أتذكر أيضا ناظر مدرسة كان يعامل المدرسين بجفاء، بأسلوب قانونى بحت، فكان رد الفعل هو كراهية جميع المدرسين له، وقد سألنى مرة: لماذا يكرهنى المدرسون؟. هل أنا خرجت عن القانون فى معاملة أحد منهم؟! فأجبته: مشكلتك أنك تعاملهم بالقانون وليس بالمحبة، بينما الناس لا يلجأون إلى القانون إلا إذا زالت المحبة من بينهم، ويقول المثل: «إذا تراضى الخصمان استراح القاضى».
حتى الحزم يولد الانضباط. بينما التسيب يولد الفوضي، ولكن القسوة فى الحزم تولد الكراهية أو النفور، لذلك ينبغى أن يكون الإنسان حكيما فى حزمه، لا يتطرف فيه إلى القسوة أو الشدة الزائدة على الحد، وأتذكر أننى قلت فى تأبين أستاذنا الروحى حبيب جرجس سنة 1951:
يا قويا ليس فى طبعه عنف
يا حكيما أدب الناس وفي
لك أسلوب نزيه طاهر
ووديعا ليس فى ذاته ضعف
زجره حب وفى صوته عطف
ولسان أبيض الألفاظ عف
- لذلك ينبغى على الإنسان فى كل كلمة يقولها، أو يفكر فى ردود فعلها، أن يتحاشى الألفاظ القاسية، وعبارات التهديد وعبارات التهكم، وبالذات فى معاملة الأطفال، يجب أن تكون صادقا فيما تقوله، وأن تفى بكل وعد تعده، ولا تهز المثاليات التى فى ذهن الطفل بأخطائك فى الكلام، بل فى حياتك الخاصة حاول أن تنتقى ألفاظا وتزنها بميزان دقيق.
- وكن رقيقا، فالرقة لها رد فعل عميق فيمن يتعامل معها، أحيانا يكون الرجل رقيقا جدا فى معاملته لخطيبته، فإذا ما تزوجا، يظن ـ للأسف الشديد ـ أن الرقة هى لون من الكلفة، بينما قد زالت الكلفة بينهما بالزواج! وهذا خطأ شديد، إذن احتفظ باحترامك لزوجتك، واستخدم الرقة واللطف فى معاملتها، بل الاحترام أيضا، وسيكون رد الفعل لذلك طيبا جدا فى نفسيتها، أتذكر مرة وأنا أسقف للتعليم، أن زارنى أستاذ من جامعة كمبردج ومعه زوجته، فكان يجعلها تتقدمه باستمرار، وكان يتحدث عنها باحترام، ولا يذكر اسمها مجردا، وإنما معه لقبها، وكانت هى تحترمه بالمثل.
وأعرف شخصا كان يتخاطب مع أبنائه أيضا باحترام، ولا يستخدم مع أى واحد منهم كلمة جارحة مهما حدث، وكان أطفاله يحبونه، إذ إنه كان يشعر كل منهم بقيمة شخصيته وبتوقيره لمواهبهم.
كذلك بالنسبة لرئيس أى عمل فى معاملته لمرءوسيه، يمكنه أن يوجههم ويشرح لهم أخطاءهم، ولكن بأسلوب غير مهين، فكل إنسان له مشاعره التى لا يقبل أن تهان.
- لذلك ادرس نفسيات الناس وعاملهم بما يناسبهم، فالزوجة أحيانا تطلب من زوجها طلبا، وتظل تلح عليه إلحاحا، وتكرر الإلحاح حتى يسبب له ذلك شيئا من التبرم والضجر، وربما لا يحتمل المزيد من الانفعال، فيرفض ويرد بكلمة شديدة، فإذا عرفت أن هذا هو رد الفعل عند زوجك، احترسى إذن من الضغط على أعصابه بإلحاح، ويمكن أن تعيدى الطلب فى مناسبة أخري، يكون فيها الزوج أكثر هدوءا وأكثر استجابة.
والكلام نفسه يقال عن مناقشة فى وقت يكون فيه الشخص مشغولا ومرهقا أو غير متفرغ للجدل، ويكون رد الفعل عنده هو عدم القبول أو الغضب ممن يجادله.
- وعلى كل شخص أن يحسب ردود فعل إغاظته لغيره، وقد تكون الإغاظة بكلمات مهينة، أو ببرود مثير، أو برفض ليست له مبررات، أو بتهكم لاذع، أو بغير ذلك. والكتاب يقول: «لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا».
- وأذكر أيضا بعض الشيء عن العطاء وردود فعله: لاشك فى أن العطاء وردود فعله المحبة، وربما الدعاء أيضا، بما فى ذلك العطاء المعنوي: كابتسامة حب، أو كلمة تشجيع، أو كلمة مواساة، أو كلمة نصيحة أو بركة. كل ذلك له تأثيره وردود فعله.
بينما البخل وعدم العطاء، قد تكون من نتائجه أضرار كثيرة.
- يتحدث البعض عن الفتيات الجانحات، وكثيرا ما تلام الفتاة التى تفسد أخلاقها، وتستجيب لإغراء أحد الشبان وتخطئ معه، أو تهرب من بيتها، أو ترتد عن دينها. وقد يكون ما تفعله هذه الفتاة هو رد فعل للمعاملة الصعبة التى تلاقيها فى منزل الأسرة، حيث لا تجد حنانا ولا حبا، والقسوة فى المعاملة، أو الانتهار أو الكلام الجارح، فتلجأ إلى طلب الحنان من خارج البيت، وإن وجدت ذلك الحنان تسلم له ذاتها وتسقط.
يشبه هذا الأمر إلى حد ما عدم اهتمامنا بالفقراء وسد احتياجاتهم، بل أكثر من ذلك سوء معاملة من يحتاجون إلى العون المادي، واتهام بعضهم بالكذب والاحتيال. فيضطر بعضهم ـ ردود الفعل ـ أن ينحرف فى الحصول على المعونة.
- آخر نقطة هى إهمال الإنسان نفسه روحيا، وقد يقضى فترة طويلة بعيدا عن الصلاة والتأمل وقراءة الكتب الروحية دون أن يفتقدهم الخدام فى بيت الله، فيظل هكذا إلى أن يتفقده الشيطان فيجده فريسة سهلة بلا مقاومة.







.جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة الأهرام2010
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 08 - 2012, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Ebn Barbara

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ebn Barbara غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقالات قداسة البابا شنودة الثالث من جريدة الاهرام

ميرسي كتير ياعزت للمقالات الحلوه
تسبم ايدك
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 09 - 2012, 09:38 AM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,895

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: مقالات قداسة البابا شنودة الثالث من جريدة الاهرام

مجموعة كبيرة وجميلة
ربنا يباركك
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 09 - 2012, 09:38 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
ezzat azmy Male
سراج مضئ | الفرح المسيحى

الصورة الرمزية ezzat azmy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 568
تـاريخ التسجيـل : Aug 2012
العــــــــمـــــــــر : 52
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 673

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ezzat azmy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقالات قداسة البابا شنودة الثالث من جريدة الاهرام

شكرا لمروركم العطر
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 09 - 2012, 09:58 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Hany Meshel Male
..::| العضوية الذهبية |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 10
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 38
الـــــدولـــــــــــة : ام الدنيا مصر
المشاركـــــــات : 6,282

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Hany Meshel غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقالات قداسة البابا شنودة الثالث من جريدة الاهرام

ميرسى ياعزت على مجهودك
الجميل والمقالات الاجمل
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مقالات متفرقة - البابا شنوده الثالث مقالات نُشِرَت في جريدة أخبار اليوم
قداسة البابا شنودة الثالث _ والطفل شنودة
قداسة البابا شنودة الثالث
قداسة البابا شنودة الثالث ممسكاً بوصية قداسة البابا كيرلس السادس
جريدة الاهرام | كما قال البابا البابا شنودة


الساعة الآن 01:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024