ليسـت المسـيحية نظامـا فلسفيا ، ولا تعتمـد علـى الإمكانيات المعرفية للإنسان، بل تعتمد بالأكثر على إرادته واحاسيسه، لأن المسيحية لا تملك، كمبدأ ، تثقيف الروح، بل إعادة تكوين القلب. لهذا، لا تطلب المسيحية من المؤمنين أن يتعرفـوا عـلـى مبادئهـا النظرية فقط، بل تطلـب أيضـاً تطبيقها. مطلـوب تعاضـد الإرادة مـن أجـل تقبـل مبادئهـا ونظرياتهـا كمـبـادئ ونظريات إلهية ومخلصة، أيضـاً أن يطبقها الإنسان في حياته.
بكلمة واحدة، المسيحية ليست دينـاً يطلـب مـن أتباعه المعرفة فقط، بل تطبيق المعرفة أيضـا في حياتهم. فيمـا أنّ المسيحية ليست سوى كشف إلهي في العالم، فهي تريد من أتباعها أن يصيروا قديسين وكاملين، لكي يشكلوا جميعاً جسداً واحـداً، الكنيسة المقدسة، برأس هـو ربنـا يسـوع المسيح، الابن الظاهر.