ان الربّ لم يتوجّه بدعوته هذه، لعلماء في الناموس أو لفقهاء في العلوم المُختلِفة في ذلك العصر أو لأصحاب مقامات عالية الشأن، بل دعا أناساً بُسطاء من المُجتمع العاديّ، لا مراكز اجتماعية وسياسيّة يتعلّقون بها، لا أموال ولا مُمتلكات أرضيّة يخافون عليها. وهذه الدعوة لإتباع يسوع هي صورة لدعوته إلى كل منا، فكلّنا بالأساس مدعوّون كمسيحيّين، "إذ فإِنَّنا جَميعًا، وقَدِ اعتَمَدنا في المسيح، قد لَبِستُنا المسيح" (غلاطية 3: 27)، فنحن، كمسيحيين علينا أن نحيا بموجب دعوة الربّ لنا، وهي دعوة إلى الحياة الشاهدة على محبّة الله للبشر من خلال يسوع المسيح. ودعوتنا تقوم بالخروج فقط من ذواتنا للسير مع الرب وصنع مشيئته. ويُعلق الراهب الدومنيكاني جان تولير" كيف لنا أن نتبع الله في الحقيقة: كلّ شيء واضح ولكي نقومَ بذلك فعلينا أن نتخلّى عن كلّ ما ليس فيه الله" (العظة 4). والدعوة لم تقف عند التلاميذ بل أصبحوا هم بدورهم أصحاب دعوة. ويُكمل الله مسيرة الخلاص إلى منتهى الدهر.