رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة التواضع والوداعة25 التواضع واحترام الآخرين بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث الإنسان المتواضع يحترم غيره كبيرا كان أم صغيرا...أما المتكبر فإنه يتعالي علي من هو أصغر منه ولايحترم الكبار سواء في الكلام أو التصرف. إن ربنا يسوع المسيح رب المجد في كل عظمته وفي لاهوته غير المحدود يقدم لنا مثالا في ذهابه ليعتمد من يوحنا. ولما قال له يوحنا أنا المحتاج أن اعتمد منكنراه يجيبه بعبارة كلها اتضاع اسمح الآنمت3:15,14. ما أعجب هذا السيد يقول لأحد عبيده:اسمح الان!! وفي احترام الآخرين نراه خاضعا للناموس في كل شيء, عندما شفا الرجل الأبرص قال له:اذهب أر نفسك للكاهن وقدم القربان الذي أمر به موسي شهادة لهممت8:4عجيب أن رئيس الكهنة الأعظم يقول لهاذهب أر نفسك للكاهن!!..إنه يعطي لكل ذي حق حقه.. كذلك عندما دعا شاول الطرسوسي, أرسله إلي حنانياأع9.ولما قبل إليه كرنيليوس الأممي أرسله إلي بطرس الرسول بل الأعجب من هذا كله إنه حينما جاء يهوذا الخائن ليسلمه بقبلة قال لهيا صاحب لماذا جئت؟مت26:50 يقول للخائنيا صاحبلأنه لايريد أن يخدش شعوره!! نفس الوضع في تعامله مع المرأة السامرية: لم يوبخها علي خطاياها ولم يحدثها عن التوبة والندم بل كلمها إيجابيا عن الماء الحي وعن السجود لله بالروح والحق ولما بدأ يمس حياتها الخاصة قال لهاكان لك خمسة أزواجيو4:18وفي الواقع لم يكونوا أزواجا, لها ولكنه تحاشي الوصف الجارح لعلاقتها بهم حرصا علي شعورها. وحتي هذه العبارة بدأها بقوله لهاحسنا قلتوختمها بقوله هذا قلت بالصدق.. بنفس هذا الأسلوب الرقيق لم يخدش شعور المرأة المضبوطة في ذات الفعل, بل أنقذها من الذين يطلبون رجمها ومشوا قال لها ولا أنا أدينك اذهبي ولا تخطئي أيضايو8:2-11. وفي احترامه للأمومة كان خاضعا لأمه مريم وليوسف لو2:51. ولما طلبت منه إجراء معجزة في عرس قانا الجليل-مع أن ساعته لم تكن قد أتت بعد-يو2:4استجاب لطلبتها ونفذ لها ما أرادت. وفي احترامه لتلاميذه ولو أني لا أريد أن استخدم هنا كلمة احترام احتراما للاهوته, ولكن عذري أن اللغة عاجزة عن التعبير نراه يقول لهم: لا أعود أسميكم عبيدا..لكني قد سميتكم أحباءيو15:15. بل أكثر من هذا سماهم إخوه له وقال للمجدلية بعد القيامة اذهبي إلي إخوتي وقولي لهم..يو20:17إنه لم يستح أن يدعوهم إخوةعب2:11بل أكثر من هذه أيضا قال عنهم للآب المجد الذي أعطيتني قد أعطيتهميو17:22وأعطاهم احتراما في نظر الناس بالمواهب التي منحهم إياها. الإنسان المتواضع يتكلم عن كل شخص باحترام ويتصف باللطف في حديثه مع كل أحد وبخاصة مع كبار السن كما يقول القديس بولس ليتموثاوس الأسقف: لاتنتهر شيخا بل عظه كأب والأحداث كإخوة والعجائز كأمهات1تي5:1. مع أن القديس تيموثاوس كان أسقفا وكل هؤلاء يعتبرون أبناء له من جهة كهنوتية ولكنه يجب أن يعاملهم باحترام معين كآباء وأمهات وإخوة والقديس بولس الرسول نفسه اتبع نفس هذا الأسلوب فقال في رسالته إلي رومية سلموا علي روفس المختار في الرب وعلي أمه أميرو16:13. ليس فقط في احترام كبار السن كآباء وأمهات بل حتي في التعامل مع الصغارالأحداث كإخوة والحدثات كأخوات1تي 5:1. واحترام الشيوخ والآباء نجده واضحا جدا في بستان الرهبان وكذلك في جميع سير القديسين:فالقديس بولس البسيط حينما كان يتكلم عن معلمه الأنبا أنطونيوس كان يقولأبي القديس الأنبا أنطونيوسولما أحضروا إليه شخصا عليه شيطان ليخرجه منه قال للشيطان :أبي القديس الأنبا أنطونيوس يقول لك اخرج منه بصلاة أبي القديس اخرج منهتعبير جميل. يذكرنا هذا بقصته عن القديس يوحنا القصير حينما أرسله أبوه الروحي القديس الأنبا ليحضر له ضبعة من مكان معين فذهب إلي هناك ولم يخف ولما رأي الضبعة جري وراءها وقال لها:أبي القديس الأنبا بموا يقول لك تعالي. وما أكثر ما كان أحد الرهبان يقع في ضيقة فيقول للرب بصلاة أبي يارب نجنيحقا أن الاستشفاع بالقديسين فيه لون من الاتضاع. إن أول وصية في العلاقات البشرية هي:أكرم أباك وأمك خر20:12 سواء الروحيون منهم أو الجسديون ومن مظاهر هذا الإكرام الاحترام قال القديس الأنبا بيجيمي السائح: في بدء رهبنتي قضيت سنوات مع آباء شيوخ أبرار لم أرفع عيني لأري وجه واحد منهم...كان الرهبان عندهم هذا اللون من الحياء الذي يدل علي أدب في التعامل فما كان أحدهم يملأ عينيه من وجه إنسان كما ينصح الشيخ الروحاني. ومن احترام الكبار ذلك المبدأ الرهباني الذي يقول إذا جلست وسط الشيوخ فكن صامتا وإن سألوك عن شيء فقل لا أعرف. يقصد :لا أعرف المعرفة التي أستطيع أن أتكلم بها أمام الكبار. فإن جلسنا مع الكبار فإنما لكي نتعلم وليس أن نتكلم...ونري أمثولة لهذا الأمر:أليهو في قصة أيوب الصديق:أصحاب أيوب الصديق تبادلوا الكلام معه في28 أصحاحا من سفر أيوب...وكان معهم رابع هو أليهو ظل صامتا طول ذلك الوقت كله وأخيرا لما حانت الفرصة له أن يتكلم قال: أنا صغير في الأيام وأنتم شيوخ لأجل ذلك خفت وخشيت أن أبدي لكم رأيي...قلت الأيام تتكلم وكثرة السنين تظهر حكمةأي32:7,6. حقا كان الصغير لايتكلم في حضرة الكبار إنما ينصت ويتعلم يأخذ من الكبار خبرة الأيام وحكمة التجارب التي مرت عليهم..ويحترم سنهم. وكان هذا الأمر في الرتب الكهنوتية. في وجود أحد الآباء الأساقفة لايستطيع كاهن أو شماس أن يلبسوا التونية لخدمة المذبح إن لم يقدمها للأب الأسقف ليرشمها له...وإن احتاج أسقف إلي تحليل وقال لأحد الآباء القسوسحاللنييرد عليه قائلامن فمك الحل يا سيدنا إن احترام الكهنوت الذي تعلمه لنا الكنيسة أن نقول للأب الكاهن يا أبانا ونقول للأب الأسقف يا سيدنا ونقبل يد كل منهما...وقديما وفي الريف كان الشخص يقبل يد أبيه ويد أمه ويد جده ويطلب بركتهم إنه لون من احترام الكبار. في الاتضاع يوجد احترام الأبوة واحترام الكبار واحترام الكهنوت. يقول الكتابالخوف لمن له الخوف والإكرام لمن له الإكرام رو13:7إن داود النبي كان يحترم شاول الملك احتراما فائقا علي الرغم من أن شاول قد فارقه روح الرب وبغته روح رديء من قبل الرب1صم16:4وكان داود يقول حاشا لي أن أمد يدي إلي مسيح الرب. إنه مسيح الرب هو1صم24:6وكان يخاطبه بعبارة أبي وسيدي1صم24:11,10. والقوانين الكنسية نقول:إن كان من يقول لأخيه يا 'أحمق يستحق نار جهنممت5فكم بالأكثر من يقول كلمة سوء علي أسقفه الذي بوضع يده ينال الروح القدس. ويظهر احترامنا للكبار أيضا في حديثنا عن الرسل والقديسين. فلا نقول:كما يقول بولس أو بطرس أو أثناسيوس.إنما نقول القديس بولس الرسول والقديس بطرس الرسول والقديس أثناسيوس الرسولي. بل قد يتطاول البعض ويقول عن الرب يسوع باسمه المجرد!!بينما نحن في قراءة الإنجيل نقولربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا ربنا يسوع المسيح الذي له المجد الدائم إلي الأبد آمين. ونقول عن القديسين مارجرجس ومارمينا وكلمةمارمعناها سيد...ونقول سيدي الملك جوارجيوس وسيدتنا وملكتنا كلنا العذراء الطاهرة مريم..ليتنا نتعود الاحترام في حديثنا عن الآباء والقديسين متذكرين قول الربمن يكرمكم يكرمنيولانتعود نطق أسمائهم مجردة كما يفعل علماء الغرب في حديثهم عن الآباء فيقولون جهاد أثناسيوس وتأملات أوغسطينوس ورسائل أنطونيوس وحرومات كيرلس ... كل ذلك بدون ألقاب!! والشخص المتواضع كما يحترم الله وقديسيه يحترم كل ما يتعلق بالله. يحترم بيت الله وهيكل الله ومذبح الله فيدخل بيتك الله في مخافة ويقول للرب كما في المزمور أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل إلي لبيت وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتكمز5ويحترم الكتاب المقدس ويقبله ولايضع شيئا فوقه في مكتبه ويحترم اسم الله ولاينطق به بالملأخر20:7ويحترم رجال الله وخدامه. إن أليشع النبي كان يحترم معلمه إيليا النبي, ولما رأه صاعدا في مركبة نارية إلي السماء قال:يا أبي,يا أبي يا مركبة إسرائيل وفرسانهاس2مل2:12 إننا نحترم الرهبان وندعوهم أباء حتي ولو لم يكونوا كهنة. ونحترم الراهبات وندعوهن أمهات ونلتمس بركة هؤلاء وأولئك, ونحترم مواضعهم المقدسة وأديرتهم ونحترم رفاتهم ونضمخها بالأطياب. ومن احترامنا لهم نذكرهم في الذكصولوجيات والألحان, ونطلب صلواتهم وشفاعتهم فينا ونقيم لهم التذكارات والأعياد . والمتواضع يتطور من احترام الآباء والقديسين إلي احترام كل الكبار. فيحترم التلميذ مدرسه وأستاذه ويحترم الموظف رئيسه ويحترم الجميع قوانين الدولة وأنظمتها ويذكرون قول الكتاب اخضعوا لكل ترتيب بشري من أجل الرب1بط2:13أكرموا الجميع..أكرموا الملك1بط2:17أيها الأحداث اخضعوا للشيوخ1بط5:5. وبعد...لست أظن أنني قد استوفيت هذا الموضوع وهو يحتاج بلا شك إلي تكملة إن أحبت نعمة الرب وعشنا. |
24 - 08 - 2016, 11:25 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: حياة التواضع والوداعة25
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حياة التواضع والوداعة3 |
حياة التواضع والوداعة13 |
حياة التواضع والوداعة14 |
حياة التواضع والوداعة16 |
حياة التواضع والوداعة17 |