رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ان محبة المؤمنين وعبادتهم لمار يوسف وثقتهم الوطيدة بشفاعته حملتهم على ان يلقبوه.باللقب الذي نحن في صدده اعني به شفيع الكنيسة الجامعة فقد نادى به وأعلنه نائب السيد المسيح على الارض الحبر الاعظم البابا بيوس التاسع .وقد أثارت تلك البراءة البابوية أعجاب وفرح المؤمنين .فلأزدياد فرح المتعبدين له وثقتهم بهذا الشفيع القدير ،هوذا نص تلك البراءة البابوية الموجهة الى مدينة رومية والعالم قاطبة وهي : كما ان الله قد اقام يوسف بن يعقوب والياً على مصر ليحفظ الحنطة الضرورية لمعيشة اهلها ،هكذا عندما كملت الازمنة التي عينها الله لأرسال ابنه الوحيد الى الارض لخلاص الجنس البشري ،أنتخب يوسف ثانياً لم يكن يوسف الاول سوى رمز له وأقامه سيداً على بيته ورئيساً على كل مقتناه فأقترن يوسف بالعذراء البرية من كل عيب التي منها ولدَ سيدنا يسوع المسيح بقوة الروح القدس وعُرفَ بين البشر بأبن يوسف وكان له خاضعاً .إن ملوكاً وانبياء كثيرين اشتاقوا ان يروا يسوع رؤيةً ، اما يوسف فقد رآه وكلمه وحمله على ذراعيه وقبله وسهر على حياته وهكذا حفظ للشعب المؤمن الخبز الحي النازل من السماء ليكون لهم طعام الحياة الابدية .فنظر الى الوظيفة السامية التي قلدها الله هذا عبده الامين مازالت الكنيسة المقدسة تعتبر جد الاعتبار القديس يوسف بعد العذراء خطيبته وتثني عليه وتستغيث به في محنها وبما ان الكنيسة المقدسة نفسها في هذه الازمنة الصعبة محتاطة باعداء ألداء و متاعب جمة سولت لأعدائها ان يفتكروا نبأ قد حان الزمن الذي فيه تنتصر عليها ابواب الجحيم .لذلك فجميع اساقفة العالم الكاثوليكي قد التمسوا من قداسة الحبر الاعظم بأسمهم وبأسم المؤمنين بأن يتنازل ويعلن القديس يوسف شفيعاً للكنيسة الكاثوليكية.واذ اعيد هذا الالتماس بألحاح المجمع الفاتيكاني المسكوني رغب الحبر الاعظم البابا بيوس التاسع هو ايضا اذ كان متأثرا من الحوادث المزعجة الاخيرة ، ان يضع نفسه ونفوس سائر المؤمنين تحت حماية القديس يوسف القديرة ،واجابة الى رغبة السادة الاساقفة اعلن القديس يوسف شفيعاً عاماً للكنيسة الكاثوليكية وامر بأن يكون عيده الواقع في 19 آذار من الدرجة الممتازة وان تعلن هذه البراءة يوم عيد مريم المحبول بها بلا دنس ،قرينته الكلية الطهارة وكان ذلك في اليوم 8 من شهر 12 كانون الاول سنة 1870 . ان يسوع المسيح من اعلى صليبه أوصى تلميذه الحبيب بأمه الحزينة قائلا له : هاهي ذي أمك فلم يكتف الرسول الحبيب بأن يشكر يسوع على تلك الهبة الفريدة وعلى ثقته العظمى به بل كما يشهد له الانجيل انه بعاطفة بنوية شريفة نظرَ الى مريم من ذاك الحين نظرهُ الى امه العزيزة واخذها عنده وقام بخدمتها و لم يفارقها حتى موتها .كذلك نائب السيد المسيح بيوس التاسع من علو الجلجلة التي أقتادها اليها اعداؤه سنة1870 وجه انظاره الى جميع اولاده الكاثوليك وأومأ الى مار يوسف قائلا لهم : هو ذا شفيعكم ،فعلى مثال الرسول الحبيب يجب علينا ان نفرح بهذه الشفاعة العظمى ونقبلها من صميم الفؤاد بأمتنان عظيم ونحتسب انفسنا ابناء يوسف البررة ونضع فيه كل ثقتنا واعدين إياه بأن نلبث أمينين في عبادته حتى الموت . |
|