البابا شنودة الثالث
سلام مع الله
حينما خلق الإنسان، كان في سلام مع الله.
ولكن بالخطية، فقد الإنسان سلامه مع الله.
هكذا حدث مع آدم (تك3) ومع قايين (تك 4). وهكذا حدث مع كل الأشرار في العالم عبر الأجيال. لأن الخطية هي انفصال عن الله (لو 15: 13). وهي أيضًا عداوة لله (يع 4: 4) (1 يو 2: 5). لذلك قيل:
"لا سلام قال الرب للأشرار" (أش 48: 22).
وقد تكرر نفس المعنى (أش 57: 21)، في نفس السفر. فالأشرار يفقدون سلامهم مع الله، هنا على الأرض. وأيضًا في آخر الزمان، في مجيء الرب. وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول "مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي" (عب 10: 31). ولكن كيف تكون إذن المصالحة مع الله؟ (2كو 5: 20).
غير المؤمنين يصطلحون مع الله بالإيمان. والخطاة يصطلحون مع الله بالتوبة.
فعن الإيمان قال الكتاب "إذ قد تبررنا بالإيمان، لنا سلام مع الله" (رو 5: 1). هذا السلام كان نتيجة للدم الذكي الذي سفكه المصلوب لأجلنا "لأنه هو سلامنا.. الذي نقض الحائط المتوسط" (أف 2: 14).. هو صنع السلام بين السماء والأرض.
أما عن التوبة، فيقول الله -تبارك أسمه- "ارجعوا إلى، أرجع إليكم" (ملا 3: 7). ويقول القديس يوحنا الحبيب "إن لم تلمنا قلوبنا، فلنا ثقة من نحو الله" (1 يو 3: 21). وقال القديس أغسطينوس في كتاب اعترفاته للرب "ستظل قلوبنا مضطربة، إلى أن تجد راحتها فيك".