رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ولا تريدون أن تأتوا إليّ لتكون لكم حياة". [40] إنهم يبحثون في الكتب المقدسة في غير إخلاص، فيقدمون دراسات وتفاسير وهم متجاهلون جوهر الكتب، شخص المسيا، إذ لا يريدون أن يلتقوا به ويؤمنوا به ليتمتعوا بالحياة. "مجدًا من الناس لستأقبل". [41] لم يطلب منهم هذا عن احتياج إلى تكريم منهم، فإن خلاص الإنسان لا يضيف إلى الله شيئًا، ولا هلاك الإنسان يسيء إلى الله، إنما مسرة الله محب البشر هو بنيان الإنسان ومجده الأبدي. "ولكني قد عرفتكم أن ليست لكم محبة الله فيأنفسكم". [42] لقد قاوموا السيد المسيح تحت ستار غيرتهم على الله وعلى مجده وعلى ناموسه، وأنهم يدافعون عن الحق الإلهي، لأن يسوع كاسر للناموس ومجدف، حيث يساوي نفسه بالآب. ها هو يكشف لهم أعماقهم أنهم لا يحملون حبًا صادقًا لله ولا غيرة على اسمه ومجده وناموسه، فإنه لو كان لهم هذا الحب لكانوا عرفوا بالحق من هو يسوع، وأدركوا شخصه وعمله. لم يكن ممكنًا لشخصٍ آخر أن يتجاسر ويعلن ما أعلنه السيد أن محبة الله ليست في قلوبهم. *يقول قائل للمسيح: لِم تقول هذه الأقوال؟ يجيب: "أقولها حتى أوبخهم، لأنهم لم يطردوني لأجل حب الله. إذ كان الله يشهد لي بأفعاله وأنبيائه لأنهم على نحو ما ظنوا قبل هذا الوقت أنني ضد لله فطردوني، كذلك الآن منذ أريتهم هذه المعجزات وجب عليهم أن يبادروا إليّ لو أنهم أحبوا الله إلا أنهم لم يحبوه". القديس يوحنا الذهبي الفم |
|