رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا نرى أي ذكر صريح للعذراء في الأناجيل الأزائية الثلاث لكن يوحنا الإنجيلي يأتي بنا لإشارة مهمة قد ذكرها لوقا في بداية الإنجيل عن نبوءة سمعان الشيخ "يجوز في نفسك سيف" فيتمم يوحنا سلسلة الأحداث بذكر وقوفها عند الصليب لترى إبنها المصلوب على الخشبة. فيقول ليوحنا هذه أمك (يوحنا 19/26) سهرت مريم في تلك الليلة العظيمة حتى الصباح وراحت تراقب إبنها ولما وصلت مكان تنفيذ الحكم هناك سمعت الأم دقات المسامير في جسد ابنها وسمعت تعييرات المعيّرين وهزء الساخرين، ورأت ابنها يُعلَّق عرياناً على خشبة، ورأت أربعة حراسٍ يقتسمون ثيابه! فتقدمت للأمام، وقعت عينها على عين ابنها، فالتفت يسوع يوصي والدته بيوحنا، ثم ليوصي يوحنا بوالدته. وكان هذا آخر حدث إنجيلي لمريم العذراء هو وقوفها عند الصليب حينما سمعته يوصيها بيوحنا إبناً لها ويوصي يوحنا بأن يجعل العذراء أماً له.. أي أم الكنيسة وأم كل المؤمنين. وهي الوصية الوحيدة التي قالها يسوع على الصليب. فإن قرأنا العبارات السبعة التي قاله على الصليب بالترتيب: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لوقا 23: 34) "الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس" (لوقا 23: 43) قال لأمه: " يا امرأة، هوذا ابنك" ثم قال للتلميذ: " هوذا أمك" (يوحنا 19- 26و 27) "إلهي إلهي، لماذا تركتني؟" (متى 27: 46) "أنا عطشان" (يوحنا 19: 28) "قد أُكمِل" (يوحنا 19: 30) "يا أبتاه، في يديك أستودع روحي" (لوقا 23: 46) إن تتبعنا كل تلك العبارات سنجد أن عبارة هذه أمك هي العبارة الوحيدة التي تحمل في طياتها وصية لجميع الأجيال. لذا حظيت مريم بأن تكون مستحقة كل تلك الإستحقاقات لأن تصبح أماً للكنيسة وللعالم. تمر الأيام لنجد أن مريم تصلي مع الرسل في العلية (أعمال 1/14) ودون ذكر أية تفاصيل أخرى. لكن نعرف أنها بقيت تعيش في بيت يوحنا بن زبدي وذلك من خلال وصية يسوع المسيح وهو علي الصليب. |
|