رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقد الإنسان بفعل الخطية شفافيته وعلاقته الآليفة والصداقة بالله, وحل محلها الخوف والإنطواء على النفس.. فبعدما تناول آدم وحواء من الثمرة ” انفتحت أعينها وعلما أنهما عريانين” (تكوين 7:3) وهذا العري يولد الخوف ” سمعت صوتك في الجنة فخشيت لإني عريان فأختبأت ” (تكوين 10:3), مع أن حالة العري هذه ليست جديدة, ولكن الخطيئة أحدثت تغيراً في نظرة الشريكان الأولين أحدهما نحو الآخر, وفي نظرتهما نحو الله, ” وكانا كلاهما عريانين آدم وأمراته وهما لا يخجلان ” (تكوين 25:2). وأول ما يسرع الإنسان إلى فعله هو ستر عريه كي يحمي نفسه من الآخر: ” فخاطا أوراق تين وصنعا لإنفسهما مآزر ” (تكوين 7:3), فالعري ما قبل الخطية لم يكن مدعاة للخجل أو الإضطراب, لان النعمة كساء لهما, وحالة النعمة هي الوضع الطبيعي للإنسان, أي هي حالة الألفة والإنسجام مع الآخر, ولكن الخطية أضعفت هذه الحالة الكيانية بين الله والإنسان, بل بين الإنسان وذاته! نعم فالضعف يربك العلاقات الإنسانية ويدفع البشر إلى الناتج وهو تكوين حواجز دفاعية من الآخرين, وإنتحال أقنعة مختلفة لستر هذا النقص الأساسي الناتج عن ابتعاد الإنسان عن مصدر حياته ووجوده, كما أن الخجل هو تعبير عن حالة إنطوائية, فيتقوقع الإنسان على ذاته باحثاً عن صورته في وجه الآخر بدلا من أن يعكس له وجه الآخر صورة الله. إن العري الإنساني يكشف درجة إنخداع الإنسان وانطلاء الحيلة عليه, فالبون شاسع بين وعد الحية ” تنفتح أعينكما وتكونان عارفين الخير والشر ” (تكوين 5:3) وحالة العري التي انفتحت أعينهما عليها. |
|