إذا لم يسرْ التلميذ على خطى المعلم يسوع المسيح يُصبح أعمى البصيرة، خاصة إذا أخذ يدين إخوته الآخرين. فيسوع المعلم الإلهي لم يأتِ لِيَدين العالم بل لِيُخَلِّصَه (يوحنا 12: 47)، فإذا أخذ تلميذ يدين فإنه مذنب أكثر من الّذي يُدينه. ومن هنا جاء سؤال يسوع موبِّخاً "لِماذا تَنظُرُ إلى القَذى الَّذي في عَينِ أَخيكَ؟ والخَشَبَةُ الّتي في عَينِكَ أَفَلا تأبَهُ لَها؟"(لوقا 6: 41). وفي هذا الصدد قال الشاعر المشهور أبو الأسود الدؤلي" لا تنهَ عن خلُقٍ وتأتيَ مثلَه -عارٌ عليك إذا فعلت عظيم. ابدأ بنفسك فانهَها عن غَيِّها -فإذا انتهت عنه فأنت حكيم". فلا يجوز أن يستوقف الإنسان عند خطايا الناس، ويُغمض عينه عن خطاياه. من يحكم على قريبه، يمكنه أن يُخطئ، وأمّا مَن يسامحه فلا يُخطئ.