رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غَيرَ أَنَّهم لم يُصَدِّقوا مِنَ الفَرَحِ وظَلُّوا يَتَعَجَّبون، فقالَ لَهم: أَعِندَكُم ههُنا ما يُؤكَل؟ تشير عبارة "أَنَّهم لم يُصَدِّقوا مِنَ الفَرَحِ" إلى عذر على قلة إيمان الاثني عشر، علما ان الناس يميلون حالا ال تصديق ما يوافق ارادتهم. وجد يسوع لهم عذراً كما وجد لنومهم اثناء نزاع يسوع في الجسمانية بسبب الحزن (لوقا 22: 45)، كذلك وجد لهم عذراً بأنهم لم يصدّقوا القيامة بسبب الفرح. إنَّ هذه اللمسة السيكولوجية تكشف عن معرفة يسوع العميقة بمشاعر التلاميذ في تلك الظروف. فحضور يسوع الحي بين تلاميذه َقَلَبَ الحزن إلى فرح، والخوف إلى شجاعة، وخيبة الأمل إلى رجاء. الفرح ينتج عن اختبار يسوع ورؤيته، وهذا الفرح هو إتمام وعد يسوع الذي قطعه لتلاميذه في حديثه الأخير معهم "سأَعودُ فأَراكُم فتَفَرحُ قُلوبُكم" (يوحنا 16: 22). ويؤكد ذلك يوحنا الرسول بقوله " فَرِحَ التَّلاميذُ لِمُشاهَدَتِهمِ الرَّبّ" (يوحنا 20: 20). ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "ما قاله يسوع قبل الصلب: "سأَعودُ فأَراكُم فتَفَرحُ قُلوبُكم وما مِن أَحَدٍ يسلُبُكم هذا الفَرَح" (يوحنا 16: 22) قد تحقق الآن عمليًا. هذا كله دفعهم إلى الإيمان الصادق". ونحن لا يُمكننا أن نراه أو نسمعه أو نتحدّث معه أو نتبعه من مكان إلى آخر؛ "ولكنّنا نفرح روحيًّا، بصورة غير ماديّة، بل داخليّة، وعقليّة وواقعيّة لدى رؤيته وامتلاكه؛ امتلاك يحتوي واقعيّة وحضورًا أكبر من الواقعيّة والحضور اللذين تمتّع بهما الرسل في الأيّام التي كان فيها حاضرًا بجسده، لأنّ هذا الحضور روحيّ ولأنّه غير مرئيّ" كما يعلق الطوباويّ يوحنّا هنري نيومان. |
|