البابا شنودة الثالث
الوداعة ليس معناها الضعف. والقسوة ليس معناها العنف. والوداعة والقوة تمتزج كل منهما بالحكمة والفهم. والإنسان الضعيف لا يمكن أن يكون صورة الله ومثاله. والإنسان القوي لا ينحرف إلي التهور، ولا يفقد وداعته وأدبه.
موسى النبي كان وديعًا. ولكنه أضاف إلي وداعته الشجاعة والقوة.
كان وديعًا إلي أبعد الحدود، إذ قيل عنه "وكان الرجل موسى حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين علي وجه الأرض" (عد3:12). وفي نفس الوقت كان شجاعًا وشهمًا وقويًا. إذ وقف ضد الشعب كله لما عبد العجل الذهبي.
ووبخ أخاه هرون رئيس الكهنة حتى خاف منه وأرتبك "وأخذ العجل الذي صنعوه، وأحرقه بالنار، وطحنه حتى صار ناعمًا، وذراه علي وجه الماء" (خر20:32).