رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
35 وقالَ لَهم في ذلكَ اليومِ نفسِه عندَ المساء ((لِنَعبُرْ إِلى الشَّاطِئِ المُقابِل)). 36 فتَركوا الجَمعَ وساروا به وهُو في السَّفينة، وكانَ معَهُ سُفُنٌ أُخرى. 37 فعَصَفَتْ رِيحٌ شَديدة وأَخَذَتِ الأَمواجُ تَندَفِعُ على السَّفينة حتَّى كادَت تَمتَلِئ. 38 وكانَ هُو في مُؤخَّرِها نائماً على الوِسادَة، فأَيقَظوه وقالوا له: ((يا مُعَلِّم، أَما تُبالي أَنَّنا نَهلِك؟)) 39 فاَستَيقَظَ وزَجَرَ الرِّيحَ وقالَ لِلبَحْر: ((اُسْكُتْ! اِخَرسْ!)) فسكنَتِ الرِّيحُ وحدَثَ هُدوءٌ تَامّ 40 ثُمَّ قالَ لَهم ((ما لَكم خائفينَ هذا الخَوف؟ أَإِلى الآنَ لا إِيمانَ لَكم؟)) 41 فخافوا خَوفاً شَديداً وقالَ بَعضُهُم لِبَعْض: ((مَن تُرى هذا حتَّى تُطيعَه الرِّيحُ والبحر؟)). بعد تعليم التلاميذ بالأمثال، يصف مرقس الانجيلي كيف كان يسوع يصطحبهم بمعزل عن حضور الجمع من اجل ان يكشف لهم عن قدرته وهويته من خلال معجزة تهدئة العاصفة، وهي إحدى معجزات يسوع التي وردت في الأناجيل الإزائية (متى 8: 23-27، مرقس 4: 35-41، ولوقا 8: 22-25)، وكأن يسوع سمح بالعاصفة ليمتحن مدى ثقة التلاميذ وإيمانهم به، من بعد ما أمضوا ما يُقارب السنتين برفقته وبقربه. والمعجزة هي مثال أدبي لصراع المسيح مع الطبيعة، صراع بين قوتين متناقضتين: العاصفة والهدوء. نواجه العواصف، ولكن حضور يسوع يعطينا الطمأنينة. وتؤيد هذه المعجزة رسالة يسوع وتُثبت كيانه انه ليس فقط ابن الانسان، انما هو ايضا ابن الله الذي له سلطان على الطبيعة وعناصر الكون، إنه سيد تاريخ العالم. ان قوة ملكوت الله لا تظهر في تعليم يسوع فحسب، انما في أعماله ايضا(مرقس 4: 35-41). الأب لويس حزبون - فلسطين |
|