فجَفَّ مَسيلُ دَمِها لِوَقتِه، وأَحَسَّت في جِسمِها أَنَّها بَرِئَت مِن عِلَّتِها.
تشير عبارة "لِوَقتِه" في الأصل اليوناني εὐθὺς (معناها في الحال او للوقت) الى الشفاءُ حالاً، وفي وَقتِه.
وهذه العبارة هي تعبير خاص بمرقس التي تكرَّرت (41) مرة في انجيله.
أمَّا عبارة "أَنَّها بَرِئَت مِن عِلَّتِها" الى شعورها بشفائها الفجائي على صورة لم تكن تتوقعها.
انها معجزة الشفاء، حيث ان المرأة المنزوفة أصبحت الآن طاهرة بعد ان تعافت من دائها، يُعلّق القدّيس أفرام السرياني "المجد لك، يا ابن الربّ المخفي، لأنّ قوّتك الشافية تُعلَن من خلال الألم المَخفي لامرأة بائسة.
تمكّن الشهود أن يروا الألوهيّة الّتي لا يمكن رؤيتها، من خلال هذه المرأة الّتي كانوا يرونها.
أصبحت الألوهيّة معروفة من خلال قوّة الإبن الشافية.
جُعل إيمان المرأة البائسة ظاهراً من خلال شفاء المرأة البائسة.
وإن كانت المرأة شاهدة على ألوهيّة المسيح، فهو بدوره كان شاهداً على إيمانها. قد تطلّع إلى إيمانها المَخفي، وأعطاها شفاءً مرئيّاً". ان هذا الشفاء يدل على ان يسوع يريد للبشرية الحياة، ويريدها وافرة (يوحنا 10: 10).
ومن هذا المنطلق، قد تمَّ حوار سرّي بين يسوع والمرأة المنزوفة التي شُفيت، وكأن لم يسمعها أحد.
الناس لم يعلموا بما حدث، لكن يسوع والمرأة وحدهما علما بذلك، لان المرض كان خفيَّا.