فقالَ لهم يسوع: ((لا يُزدَرى نَبِيٌّ إِلاَّ في وَطَنِهِ وأَقارِبِهِ وبَيتِه))
تشير عبارة "لا يُزدَرى نَبِيٌّ إِلاَّ في وَطَنِهِ وأَقارِبِهِ وبَيتِه" الى قول مأثور حاول يسوع ان يفسِّر به تفسيرا لظاهرة رفضه من قبل اهل الناصرة.
حيث قال أحد الفلاسفة "في مسقط رأسك لا يُؤمن بك أحد". وفي المثل العربي نقول: الأقارب عقارب.
وقد كان القدّيس فرنسيس، مؤسس الرهبنة الفرنسيسكانية، مكروهاً من قِبل أبيه وكان يُعتبر مجنوناً من قِبل أهل بلده.
لقد درج الناس على إكرام الغريب الذي لا يعرفونه، والتقليل من شأن القريب الذي يعرفون نشأته وأهله، وغالباً ما يكون هذا بسبب الحسد والغيرة.
لأنّ اهل الناصرة يظنّون أنّهم يعرفونه: أليس هو النَّجَّارَ ابنَ مَريَم؟ ألا نعرف إخوته وأخواته؟ ألم نشهد طفولته ونموّه؟ من هذا حتّى يكون آتيًا من الربّ؟ نحن نعرف من أين أتى، نحن نعرف من هو! ويظنّون أنّ ما يأتي من الله هو دائمًا الغريب، البعيد، الخارق، المختلف ويبحثون عن الله حيث لا يوجد.
واستقبله أهل الناصرة بالتهكّم، لا بالتعجّب، لأنّهم كانوا يعرفون أهله، وتعثّروا فيه.
لقد ولّدت معرفتهم له احتقاراً لتعاليمه، وفكرتهم المسبقة عنه، جعلت من المستحيل عليهم أن يقبلوا رسالته
. فإنّ حظّ يسوع لم يكُنْ أحْسن من حظِّ مرسَليه من قبلِه، مثل إيليا النبي (1 ملوك 31:16) وارميا (ارميا 16: 14-15)، وحزقيال (حزقيال 2: 2-5) بهذا قد تمّ فيهِم ما قاله يوحنّا "قد جاء إلى خاصّتِه وخاصَّتُه لم تقْبلْه" (يوحنا 11:1).