منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 02 - 2022, 07:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,287

المحتقَرون والمكرَّمون (آ 22- 23، 26)


المحتقَرون والمكرَّمون (آ 22- 23، 26)
تتعلّق التطويبة الأخيرة أيضًا بالفقراء، فلم نعد أمام المُعطى الأوّلاني الذي أشار إلى المضطهَدين من أجل المسيح. يستعيد لوقا بأمانة هذا المُعطى السابق. غير أنه يتجنّب لفظة "اضطهاد" المعبّرة والصحيحة. وفي التويُّلة لا ينادي المضطهِدِين (تجاه المضطَهَدين) بل الذين ينعَمون برضى جميع الناس: "الويل لكم إذا ما الناس جميعًا قالوا فيكم حسنا". وهكذا اختفت في التويُّلة فكرة الباعث الدينيّ ("من أجل ابن الانسان "). ما لفتَ نظرَ الإنجيليّ هو تحمّلُ المعاملات السيّئة، لا السببُ الذي من أجله نتحمّلها.
في التطويبة الرابعة يفكّر لوقا بمسيحيّي عصره الذين يواجهون الظلم مرارًا. هذا الوضع يجعلهم على مستوى الفقراء في التطويبات السابقة. ومقابِلَ هذا، إن فقراء التطويبات الأولى هم المسيحيّون الأوّلون (خلفاء "التلاميذ" في آ 20) الذين ينظر إليهم الكاتب في وضعهم الاجتماعيّ الذي تدنىّ.
ويتوافق لوقا مع مَرجعِه فيذكر المعاملات السيّئة التي قاساها حقًا المسيحيّون الأوّلون من قِبَل أبناء جنسهم الأغنياء والأقوياء والمُعادين للدين الجديد: البُغض (17:21 وز؛ مت 22:10)، الحُرم (يو 2:16؛ رج 22:9؛ 42:12)، التعيير (1 بط 14:4؛ عب 10: 33؛ 13: 13؛ أع 5: 41)، التشنيع. يشدّد لوقا على تكديس هذه المعاملات السيّئة، لا على بُعد كل معاملة على حِدَة. إن لوقا يعرف كم قاسى المسيحيّون الأوّلون من اضطهاد من قِبَل اليهود: 49:11 ي؛ 12: 11- 12؛ 12:21؛ أع 4: 1ي؛ 17:5ي ؛ 9:6 ؛ 3:8؛ 13: 50 ؛ 2:14-19؛5:17-13.
وتحدّث المَرجع عن الوعد بالأجْر فقال: إفرحوا وابتهجوا. ترك الإِنجيليّ الفعل الثاني، مع أَنّه مُفْردة بيبليّة ومسيحيّة: فعل "اغالياماي ". لا نجده إلاّ في التوراة وفي نصوص تأثّرت بالتوراة. إنه يدُلّ في العهد القديم على فرح الأزمنة الأخيرة: أش12: 6؛ 25: 9؛ 35: 1- 2؛ 41: 16؛ 49: 13؛ 51: 11؛ 61: 10؛ 65: 14- 19؛ مز 96: 11- 12؛ 97: 1، 8؛ 126: 2، 5- 6. إستعاده العهد الجديد فعبّر عن البهجة أمام حدَث الخلاصي: 1: 14، 44، 47؛ 10: 21؛ أع 26:2، 46؛ 16: 34؛ يو 35:5؛ 56:8؛ عب 1: 9؛ 1 بط 1 :6، 8؛ 13:4؛ يهو 24؛ رؤ 7:19.
ترك لوقا فعل إبتهج وأحلّ محلَّه فعل "تهلَّل " (سكيرتاوو: رقص، قفز) فشدّد على المفارقة دون أن يرتبط بالكتاب المقدّس.
وزاد لوقا: "في ذلك اليوم ". قد تدلّ هذه العبارة على اليوم الإِسكاتولوجيّ العظيم (10: 12؛ 17: 31؛ 21: 34، وهنا في آ 22- 23 يُذكر ابنُ الإِنسان وُيذكر الأجرُ المهيّأ في السماء). ولكنها في الواقع تُفهَم في معنى عاديّ. نحن نقابلها مع "الآن " التي أقحمَها لوقا في السِياق فشدّد على المفارقة: حين يُضطهَد التلاميذ، عليهم في ذلك اليوم أن يفرحوا.
حين يقاسي التلاميذُ المعاملات السيّئة، يجدون نفوسهم في الوضع عينِه الذي عرفه الأنبياء القدماء الذين اعتبرهم التقليد أكبر المضطهَدين في تاريخ شعب الله (مت 23: 29- 35 وز؛ 13: 57 وز؛ لو13: 23؛ 1 تس 2: 15؛ روم 11: 3؛ عب 11: 32- 40؛ يع 5: 10؛ رؤ 11: 18؛ 6:16؛ 24:18). فإنْ قاسموهم مصيرَهم في الاضطهاد، فهم سيعرفون في النهاية سعادتهم في السماء.
وأعاد لوقا صياغة الجملة الأخيرة التي كانت مُلتبِسة: سبق الأنبياء المسيحيّين، ولكن المسيحيّين ليسوا أنبياء. إذن، هو يَذكر لا سابقي التلاميذ، بل سابقي المضطهدين وهكذا يُقحم موضوعًا عزيزًا على قلبه: فالآباء (بنو إسرائيل في الماضي) قد اضطهدوا الأنبياء (11: 47- 48؛ أع 7: 51- 52).
ويرِدُ الويل بصورة مقتضَبة. كان الإِنجيليّ قد احتفظ في التطويبة بجملة طويلة وجدها في مَرجعِه. أمّا الآن فهو يوجز كلامه حين يتحدّث عن الذين يمدحهم الناس، وُيبرز التعارض الذي يقابل خاتمة التطويبة: إن الذين يُجلّهم الناس سيكون مصيرهم كمصير الأنبياء الكذَبة.
بعد هذه الملاحظات الأدبيّة حول التطويبات والتويُّلات، نطرح سؤالاً من الوُجهة التعليميّة: لماذا زاد لوقا التويّلات (ويل) على التطويبات (طوبى، هنيئًا)؟ لماذا هذه اللوحة التي يتباين فيها الأوّلون؟ لماذا هذه التناقضات القوّية التي تجعله ينسى عدّة تذكّرات كتابيّة وُجدت في المُعطى الأوّلاني؟




الخوراسقف بولس الفغالي
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع


الساعة الآن 06:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025