وقالَ لَهم: إنَّكُم تُحسِنونَ نَقْضَ وَصِيَّةِ الله لِتُقيموا سُنَّتَكم!
تشير عبارة "إنَّكُم تُحسِنونَ نَقْضَ" في الأصل اليوناني Καλῶς ἀθετεῖτε (معناها تنقضون حسناً) إلى التفاف الفِرِّيسِيِّينَ حول الوصية وتحايلهم بخبث عليها وفقا تاما لنبوءة أشعيا " أحسَنَ أَشَعْيا في نُبُوءتِه عَنكم، كما وَرَدَ في الكِتاب: هذا الشَّعبُ يُكَرِمُني بِشَفَتَيه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي" (مرقس 7: 6). أمَّا عبارة "إنَّكُم تُحسِنونَ نَقْضَ وَصِيَّةِ الله لِتُقيموا سُنَّتَكم!" فتشير إلى قول يسوع عن الفِرِّيسِيِّينَ بأنهم يعرفون الكثير عن الله، لكنهم لم يعرفوا لله، لأنهم لا يتجاوبون مع الله نفسه. فهناك تمييز بين التقليد الحرفي القاتل الذي يناقض الوصية، وبين ما حمله التقليد من تراث روحي أصيل أو تدبير تعبدي جميل كالليتورجيا اليهودية بما حملته من تسابيح ومزامير. إن التقاليد البشرية يمكن أن تصبح ذريعةً لتجنب طاعة الوصايا وتوهّم الإنسان بأنه على صواب.
لمن السهل أن يكتفي المرء بالعبادة المظهرية وتأدية الفروض الدينية الخارجية ويترك القلب مملوءاً شرًا.
لكنه بهذا سيصير كالقبور المُبَيَّضَةً من الخارج وبالداخل نجاسة.
كما جاء في تعنيف يسوع للفريسيين "الوَيلُ لَكم أَيُّها الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ المُراؤون، فإِنَّكم أَشبَهُ بِالقُبورِ المُكَلَّسَة، يَبدو ظاهِرُها جَميلاً، وأَمَّا داخِلُها فمُمتَلِئٌ من عِظامِ المَوتى وكُلِّ نَجاسَة"(متى 23: 27).