"مَن أَرادَ أَن يَكونَ كَبيراً فيكم، فَلْيَكُنْ لَكُم خادِماً" فتشير إلى تعارض سُلم قيم العالم مع سُلم قيم الإنجيل. ففي العالم التسلط والسيادة ومصلحة الذات، وفي الإنجيل الخدمة والفِدية ومصلحة الآخرين. يعتبر هذا القول ليس قانونا بل دستورا لتعاليم يسوع في الحياة الأخوية. فالدستور هو التشريع الذي يُحدِّد الحقوق والواجبات العامة، أمَّا القانون فهو الذي ينظم العمل والحياة في مجال معين كقانون للعمل، وقانون للعقوبات... العظيم في ملكوت السماوات هو من ينسى نفسه ويخدم الآخرين ويتضع باذلًا نفسه كما فعل المسيح نفسه فهذه لا يعني أن الخدمة عبودية. أنّ المجد الحقيقي لا نجده في الأعلى، بل في الخدمة المتواضعة للآخرين. فالعظمة ليست في الألقاب والمقامات بل في خدمة الآخرين على خطى ذاك الذي قال "أَنَّ ابنَ الإِنسانِ لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس"(مرقس 10: 45).