فَأَلقى عنهُ رِداءَه ووَثَبَ وجاءَ إلى يسوع
"فَأَلقى عنهُ رِداءَه" إلى الأعمى الذي تخلَّى عن ردائه، وما في ردائه من مال، لئلا يُعيقه شيء عن سرعة ذهابه إلى يسوع ابتهاجا برجائه في الشفاء مثلما ترك الرسل الأولون شباكهم (مرقس 1: 18) ومثل المرأة السامرية التي تركت جَرّتها عند البئر (يوحنا 4: 28)؛ ورداء الشحّاذ هو كلّ ما يملك هذا الأعمى الفقير (خروج 22:25 – 26).
وجاء إلى يسوع مُتحرِّراً من كل ما يملك الذي يمنع لقاءه معه، ويُعلق القديس ايرونيموس "أنتم أيضًا تستردُّون بصيرتكم إن صرختم إليه وطرحتم رداءكم القذر عنكم عند دعوته لكم"؛ وهذا يُظهر الاستعداد التام أمام يسوع. ألقى بردائه (الإنسان العتيق) لأنّه أحسّ بأنّه يُعطّله"، وتعلق القديسة تريزا الأفيليّة "الفقر هو خير يحمل في داخله جميع خيرات العالم ويعطينا سلطة كبيرة ويجعلنا أسيادًا لجميع الخيرات الأرضيّة منذ اللحظة التي يجعلنا نحتقرها" (كتابها: طريق الكمال).