على ما كُتِبَ في سِفرِ أَقْوالِ النَّبِيِّ أَشعْيا: ((صَوتُ مُنادٍ في البرِّيَّة: أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قَويمَة
تشير عبارة "صَوتُ مُنادٍ في البرِّيَّة "إلى كرازة يوحَنَّا المعمدان المُكلَّف برسالة من الله من اجل الشعب كله متممّا بذلك نبوءة أشعيا (أشعيا 40: 3). وهنا يقف يوحَنَّا في خط الأنبياء الذين نادوا بالتوبة (هوشع 3: 4-5). أمَّا عبارة "أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قَويمَة" فتشير إلى نبوءة أشعيا "صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ وآجعَلوا سُبُلَ إِلهِنا في الصَّحْراءِ قَويمة" (أشعيا 40: 3). وقد استبدل لوقا الإنجيلي " سُبُلَ إِلهِنا " ب " سُبُلَه " مطبِّقاً هذه النبوءة على مجيء المسيح نفسه. كانت تُهيَّا الطريق لوصول الملك؛ وأما التهيئة لوصول المسيح فهي تهيئة خلقية روحية بواسطة خدمة يوحَنَّا المعمدان التي شدَّدت على التوبة وغفران الخطايا والحاجة إلى المُخلص. قام يوحَنَّا بمناداته لليهود أن ينزعوا من قلوبهم المعاصي والكبرياء والعناد والكفر. إن كان السيِّد المسيح هو "كلمة الله"، فإن يوحَنَّا مجرَّد الصوت الذي يعد الطريق للكلمة.