رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقالَت أُمُّه لِلخَدَم: ((مَهما قالَ لَكم فافعَلوه)). عبارة "لِلخَدَم" في الأصل اليوناني διάκονοι (معناها الشمامسة وليس العبيد) تشير إلى خدام أسرار الله الذين يعمل بهم السيد المسيح لخدمة وبهجة شعبه. وكنيسة العهد الجديد تدعو الشمامسة بهذا الاسم الذين يقومون بخدمة المذبح مع خدمة الموائد والاهتمام باحتياجات الفقراء والمرضي (أعمال الرسل 6: 3-4). يؤيِّد أمْرُ مريم للخَدمَ القول أَّنَّ مريم من أقرباء أهل العرس. أمَّا عبارة "مَهما قالَ لَكم فافعَلوه" فتشيرإلى ثقة مريم بيسوع ليعالج المشكلة، إذ لم تتراجع أمام ما يتبين أنه موقف رفض من قبل ابنها، بل عرفت أن وراء تلك الكلمات، قلباً رحوماً شفوقاً وعطوفا. بدأت تعمل بأن هيّأت الخدم لكي يجتمعوا لإطاعة ما يأمر به. وهذا الأمر يُذكَّرنا ما قاله "فِرعَون لِجَميع المِصرِّيين لَمَّا جاعَت كُلُّ أَرضِ مِصْر: اِذْهَبوا إلى يوسف، فما يَقُلْه لَكُم فاَصنَعوه" (التكوين 41: 55).مريم التلميذة المؤمنة ترجو تدخّل الله في حينه.فأدركت أن يسوع لا بُد من تدخله عند الضرورة لسد الاحتياجات وكانت مُصرَّة في إيمانها وثقتها ولم تقطع الرجاء به. وهذه هي العظة الوحيدة التي قالتها العذراء. وهذه هي وصية الآب لنا من السماء يوم التجلي " هذا هَو ابنيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضيت، فلَهُ اسمَعوا " (متى 17: 5). هل نثق مثل مريم بيسوع ونتركه يعالج المشكلة، لأنه يرى ويعمل الأفضل؟ أمَّا عبارة "افعلوا" فتشير إلى فعل امر يدل على إصرار مريم في إيمانها وثقتها في طاعة ابنها يسوع. فهي لم تقطع الرجاء بل استعدّت أن تعمل بمشيئة ابنها يسوع، فدعت الخدَم أن يعملوا مثلها. دور القديسة مريم هو توجيه أنظارنا إلى مسيحنا والطاعة الكاملة له. فالطاعة تصنع المعجزات على ما فعل الصبي حين أعطى أرغفته فكثرت بيد يسوع وأطعمت الجماهير (يوحنا 6: 9). ونحن إن فعلنا ما يقوله لنا المسيح ننال منانا حتى لو حيّرتنا مشيئته كما حيّرت الخدم في قانا الجليل. |
|