أقوال البابا القديس أثناسيوس الرسولي عن أن التوبة لا تصلح ولا تكفي بعد الخطأ
وهنا نسأل مرة أخري: أي نهج يمكن أن يسلكه الله؟ أيطلب من البشر التوبة عن عصيانهم؟ لأن هذا أمرًا قد يري جديرًا بالله إذ إنهم كما صاروا تحت الفساد بسبب التعدي كذلك يوضعون ثانية بالتوبة في طريق عدم الفساد ولكن التوبة لا يمكنها أولًا أن توفي مطلب الله العادل إذ إنه سيظل غير صادق إن لم يبق البشر في قبضة الموت وثانيًا لأنها تعجز عن أن ترجع البشر عن طبيعتهم (التي فسدت) وإنما هي تمنعهم فقط عن أعمال الخطية فلو كان الأمر مجرد سوء تصرف بسيط وليس من فساد كنتيجة له لكانت التوبة "من هذه الناحية " كافية ولكن إن كانت المخالفة حالما بدأت اشتمل البشر بالفساد الذي أصبح طبيعة لهم وتجردوا من النعمة التي كانت لهم إذ كانوا في صورة الله: أية خطوة تالية كان يستلزمها الأمر؟ ومن كان يلزم لأجل هذه النعمة وهذا التجديد ألا "كلمه " الله الذي هو في البدء خلق كل شيء من العدم